تصاعدت ظاهرة تسرب التلميذات من مدارس الأساس بريفي القضارف خاصة في الفصول النهائية بسبب تحفظ الأسر على المدارس المختلطة التي تخالف في اعتقادهم العادات والتقاليد، وينظر لها ضمن المحرمات. وبذلت منظمة زينب جهوداً جبارة لحل المشكلة. وسعت منظمة زينب لتنمية المرأة لحل مشكلة الفاقد التربوي من البنات جذرياً، وبدأت طريقها بفصل عدد من المدارس إلى جزئين "بنات وأولاد"، فضلاً عن إقناع الأسر بأهمية تقبل وضع المدارس المختلطة ووضع تدابير مؤقتة إلى أن يتوفر الدعم اللازم. وتلاحظ أن عدد البنات في الفصول النهائية يتقلّص بشكل مزعج وبالكاد تبقى واحدة أو اثنتان وسط الأولاد لتنتزع حقها ومواصلة تعليمها، لكنها تواجه معاناة كبيرة وتتعرض لمضايقات من صاحباتها اللائي حرمن من فرصة التعليم، بسبب الاعتقاد بحرمة الاختلاط، خاصة وأن أبناء المدارس في سن حساسة. ويتراوح عمر الطلبة في مرحلة الأساس في السودان في الفصول النهائية مابين 12 إلى 14 عاماً، وهي بداية لفترة المراهقة التي يجب أن تتعامل معها الأسر بحذر وبأساليب علمية للتكيف مع الجنس الآخر والمحافظة على حق الطرفين. فاقد تربوي وأبدت ممثلة منظمة زينب تذمرهم من ازدياد الفاقد التربوي وسط نساء الأرياف وسحب التلميذات من المدارس بسبب أعراف وتقاليد خاطئة، مؤكدة أنه من ضمن مهام المنظمة بذل الجهود لاستمرار البنات في المدارس ووضع تدابير مؤقتة مقنعة للأسر. وقالت من الصعب جداً إقناع الناس بالتخلي عن العادات والتقاليد لأنها قيم راسخة يصعب التخلي عنها، مؤكدة أن المنظمة أسهمت في بناء مدارس خاصة بالبنات، وقد قطعت أشواطاً مقدرة في الأمر، بجانب معالجات جزئية منها فصول للبنات والأولاد كل حدة. وأقر رئيس اللجنة الشعبية بقرية العقل شمال القضارف، مروءة إبراهيم، بأن مجتمع الأرياف لا يقبل وجود مدارس مختلطة وأنهم ينظرون لها ضمن المحرمات وأمراً معيباً يقلل من هيبة الأسر، ما دفع الرجال للتسابق لإخراج بناتهم من المدارس، مؤكداً أنهم يفضلون أن تبقى البنت ضمن الفاقد التربوي ولا يزج بها وسط الأولاد. وامتدح بدوره معتمد محلية ريفي وسط القضارف، محمد يوسف، دور منظمة زينب في رتق الفجوة وحرصها على تعليم المرأة، والتزم بدعمها في تنفيذ مشاريع لصالح المرأة.