قال الرئيس السوداني عمر البشير إن بلاده كانت تسير وفق رؤية استراتيجية لإقامة تعاون وثيق وعلاقات حسن جوار مع دولة الجنوب الوليدة، لكن من أسماهم أعداء السلام ظلوا يضعون العوائق ويحيكون المؤامرات سعياً لتمزيق السودان. واتهم البشير خلال مخاطبته افتتاح القمة العربية في العاصمة العراقية بغداد يوم الخميس من اعتبرهم أصحاب الأجندة الأجنبية والمؤامرات المستمرة بوضع العوائق أمام مسيرة السلام. وأضاف: "هؤلاء يدفعون حكومة جنوب السودان للاعتداء على حدودنا ويعملون على تأجيج التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق على حدود الدولتين. وقال إن بلاده أفشلت اعتداءات الدولة وأن الأمور عادت إلى نصابها على الشريط الحدودي بين البلدين، مشيراً إلى سعي حكومته بعزيمة صادقة في مراعاة مصلحة الشعبين في العيش بسلام. تسوية سلمية وشدد البشير على عزم السودان تحقيق السلام والمضي قدماً في إيجاد تسوية سلمية للقضايا العالقة عبر التفاهم مع الجنوب. وقال إن بلاده تسعى وبإرادة أكيدة في تحقيق السلام وعدم العودة إلى مربع الحرب، وأضاف: "قناعتنا ظلت راسخة في تحقيق السلام وأن السلام والتنمية وجهان لعملة واحدة، وهذا ما كان دافعاً لنا لتوقيع اتفاقية السلام الشامل وإجراء الاستفتاء الذي أفضى بقيام دولة جديدة". وأكد احترام السودان خيار الجنوب في الانفصال وبادر بالاعتراف بدولة الجنوب تحقيقاً والتزاماً بالمواثيق. وبخصوص الصراع في إقليم دارفور غربي بلاده شدد البشير على المضي في تنفيذ اتفاق الدوحة للسلام في الإقليم لتحقيق التنمية والاستقرار. وقال إن السودان خطى خطوات كبيرة في تنفيذ اتفاق السلام في الإقليم من أجل إرساء السلام والتنمية في الإقليم. وتابع البشير قائلاً: "شرعنا في تطبيق بنود الاتفاقية وشهدت دارفور خطوات واسعة نحو تثبيت الاستقرار انعكست بعودة النازحين واللاجئين لمواطنهم ليساهموا في بناء السلام والتنمية". الأوضاع المأساوية " الرئيس السوداني يقول إن الظرف الدقيق الذي يمر به العالم العربي يحتم علينا تنفيذ برامج الإصلاح السياسي والاقتصادي لتحقيق طموحات شعوبنا " وعرج البشير في خطابه أمام القمة على الأوضاع في سوريا، مؤكداً متابعته عن كثب للأوضاع التي وصفها بالمأساوية هناك. وأشار إلى الجهود المشتركة في إطار المبادرة العربية لتوحيد المساعي للوصول إلى حل سلمي يجنب سوريا التدخل الأجنبي ويحفظ وحدتها وسلامة أبنائها". ودعا الرئيس السوداني إلى مساندة العراق الذي يتجه لإعادة البناء ومساعدته للعودة إلى موقعه الطبيعي في العمل العربي الموحد. وقال إن الظرف الدقيق الذي يمر به العالم العربي يحتم علينا تنفيذ برامج الإصلاح السياسي والاقتصادي لتحقيق طموحات شعوبنا". ولفت إلى أن السودان يقف إلى جانب المساعي العربية للوصول إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل". وأضاف: "إن امتلاك إسرائيل للسلاح النووي تحت ذريعة أنه يمثل ضمانة لأمنها هو دعوة للدول الأخرى بتبني نفس المنطق". آفاق جديدة " البشير يدعو إلى الوقوف ضد محاولات الصهاينة بتهويد القدس ونصرة الشعب الأعزل في غزة ضد الحصار ودعم حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأممالمتحدة " وشدد البشير على ضرورة فتح آفاق جديدة للتبادل الاقتصادي بين الدول العربية والإعداد الجيد لعقد قمة التوعية الاقتصادية والاجتماعية في العاصمة السعودية الرياض عام 2013 المقبل. وأكد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، مجدداً موقف السودان بجانب حق الشعب الفلسطيني في إزالة الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. ودعا البشير إلى الوقوف ضد محاولات الصهاينة بتهويد القدس ونصرة الشعب الأعزل في غزة ضد الحصار ودعم حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأممالمتحدة". وأشار إلى أن القضية الصومالية تستحق أن نفرد لها حيزاً كبيراً لرفع المعاناة عن الشعب الصومالي". ودعا البشير إلى ضرورة بذل الجهود لتمكين أسباب المصالحة في الصومال إضافة إلي تقديم المساندة العاجلة له لإعادة بناء مؤسسات الدولة وتقوية أجهزته العسكرية والأمنية الوطنية لاستباب الأمن والاستقرار وتوفير الظروف المواتية لتقديم الخدمات الأساسية لشعبه.