وقعت قبيلتا البرتي والزيادية بمحلية مليط في ولاية شمال دارفور على وثيقة عهد وميثاق لوقف العدائيات بعد الأحداث التي وقعت بين القبليتين الأسبوع الماضي والتمهيد لعقد مؤتمر للصلح مطلع أكتوبر لحل الصراع جذرياً واستدامة السلام بالمنطقة. وحيا والي شمال دارفور، عثمان كبر، لدى مخاطبته حفل التوقيع الجهود التي بذلتها لجنة المساعي الحميدة من محلية المالحة بقيادة معتمد المحلية، آدم أمين إسماعيل، والتي أدت لتهدئة الأوضاع وتقريب وجهات النظر بين الطرفين من أجل الاحتكام إلى وثيقة تنهي العدائيات. ووصف كبر الأحداث التي شهدتها مليط بأنها "فتنة" نتجت عن تصرفات فردية من بعض أفراد القبيلتين، مشدداً على أهمية أن ينأى منسوبو القوات النظامية عن تلك المشاكل بحسبان أنهم يمثلون الدولة والقانون. وأكد ثقته في لجنة تقصي الحقائق التي شكلها والتي قال إنها ستباشر عملها قريباً جداً، مشيراً إلى أهمية تكامل الجهدين الشعبي والرسمي في معالجة القضية التي قال إنها ليست عصية على الحل. الآلية الأمنية مستمرة وعبر الوالي عن تقديره لمواقف القيادات الأهلية لقبيلتي البرتي والزيادية الذين احتكموا لصوت العقل من أجل معالجة أسباب النزاع، معلناً استمرار عمل الآلية الأمنية التي تم تشكيلها الأسبوع الماضى لتهدئة الأوضاع وفتح الأسواق. يذكر أن وثيقة العهد والميثاق التي وقع عليها رئيسا إدارتي البرتي والزيادية وعدد من الشهود تضمنت: ضرورة صون العلاقات الأزلية بين قبائل المنطقة وتحديد الأول من أكتوبر القادم موعداً لجلوس الطرفين مع الوسطاء لمعالجة مختلف القضايا، والالتزام بوقف العدائيات وكل ما من شأنه تعكير العلاقة بين القبيلتين. كما تعهدت القبيلتان بالسيطرة على أفرادهما بما يضمن تنفيذ الوثيقة، والالتزام بعدم القيام بأيٍّ من الأفعال التي من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار والتعاون مع لجنة تقصي الحقائق، والكشف عن والقبض على مرتكب أي مخالفة، وأن تعتبر كل جريمة تقع بعد التوقيع الوثيقة جريمة فردية.