بدأ الحجاج مع غروب شمس الخميس في النفرة إلى مشعر مزدلفة، وهي ثالث المشاعر المقدسة في رحلة الحج، وتقع بين مشعري منى وعرفات، ويبيت الحجاج بها بعد نفرتهم من عرفات ويقيمون فيها صلاتي المغرب جمع تأخير وقصراً، ويجمعون منها الحصى لرمي الجمرات بمنى. ويمكث فيها الحجاج حتى صباح يوم عيد الأضحى. ثم يفيضون بعد ذلك إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى وذبح الهدي. والمبيت بمزدلفة واجب ومَنْ تركه فعليه دم، ومزدلفة كلها موقف ما عدا وادي مُحَسِّر، وهو موضع بين المزدلفة ومنى يُسرع الحجاج في مرورهم منه. وسار الحاج إلى مزدلفة في سكينة ووقار دون إسراع لئلا يؤذي أحداً. وعندما يصل الحاج إلى مزدلفة يحاول النزول قرب مسجد المشعر الحرام (جبل قزح) إن تيسر. ويستحب الإكثار من الدعاء والأذكار والتلبية وقراءة ما تيسر من القرآن. ثم يصلي المغرب والعشاء بعد دخول وقت العشاء جمعاً بأذان واحد وإقامة واحدة، ويؤخّر سنة المغرب والعشاء والوتر إلى ما بعد فرض العشاء. ومن الدعاء المأثور بمزدلفة: "اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلا في الجنة, وأن تصلح لي شأني كله, وأن تصرف عني الشر كله, فإنه لا يفعل ذلك غيرك, ولا يجود به إلا أنت". ويكثر الحاج من الاستغفار، ويبيت بمزدلفة حتى منتصف الليل. ثم يتزوّد الحاج بالحصيات وعددها 70 حصاة (فوق حجم الحمص ودون البندق) لرمي الجمرات كلها. وإذا طلع الفجر يسنّ أن يصلي الصبح في أول وقته، ثم يقول: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله والله أكبر, الله أكبر ولله الحمد) ويصلي على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ويدعو رافعاً يديه إلى السماء.