إن الأفكار أشبه ما تكون بالفيروسات، فهي تعيش وتنتشر عندما تجد استعداداً لتقبلها، وتموت وتندثر عندما تواجه مناعة ترفضها وتقطع تواصلها، ومن هنا تكمن خطورة الأفكار التي تطرحها الحركة الصهيونية المسيحية في العالم عامة، والعربي الإسلامي بصوره خاصة. معتقدات وقرارات متوافقة وإسرائيل تدعمها هذه الحركة منذ أوائل القرن التاسع عشر، ومن معتقداتها إشعال الحروب والتعجيل بالحروب حتى تعجل عودة المسيح، وتعتقد أن كل من هم ضد إسرائيل هم دول محور شر. وتخص "إيران والعراق وكوريا الشمالية"، وهذا جزء أساسي من معتقداتها. ؛؛؛ إسرائيل محكومة بمعتقدات وتصورات تقوم على إشعال الحروب والتعجيل بعودة المسيح وتعتقد أن كل من هم ضد إسرائيل دول محور شر ؛؛؛ ولايفوت علينا مدى تغلغل هذه الحركة في المجتمع الأميركي وفي المطبخ السياسي الأميركي (مجلس الأمن) حيث أنهم معنيون بالشرق الأوسط تحديداً للتأثير على القرار الأميركي. وهناك مسؤول مسيحي صهيوني يحضر اجتماعات مجلس الأمن القومي حتى يضمن أن تكون هذه القرارات متوافقة مع المعتقدات، بمعنى ذلك أن البعد الديني والبعد الصهيوني تحديداً يتحكم في السياسة الأميركية بشكل أساسي. وأن الأخيرة في الشرق الأوسط تتجاوز مصالحها وتعتبر مساعدة إسرائيل والالتزام بها ليس أمر سياسي، أو اقتصادي، بل هو تنفيذ لأجندة الحركة. مشروع قديم وتتشدد أميركا في هذا الأمر إذا كان يتعلق بأمن إسرائيل ومستقبلها، أو بصراع إسرائيل مع الدول العربية منذ قيامها في عام 1948. ؛؛؛ المشروع الإسرائيلي كما نشرته مجلة أميركية يرى أن العالم العربي الإسلامي من باكستان حتى المغرب سيبقى مصدراً للمشاكل ؛؛؛ وهذا الاعتداء الواضح والمتكرر على السودان ، ماهو إلا مشروع إسرائيلي قديم منذ مطلع الثمانينات من القرن العشرين، ونجد معالم هذا المشروع كما نشرته مجلة "إنغونيم" الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث الاستراتيجية الإسرائيلية. تقول إن العالم العربي الإسلامي من باكستان حتى المغرب سيبقى مصدراً للمشاكل. وأن الخريطة السياسية فيه لم تراعي التنوع الأثني والمذهبي والطائفي. وحتى تنتهي هذه المشاكل في هذه المنطقة يجب إعادة النظر في خريطتها السياسية، يعني أن يكون للأكراد كيان وللأقباط كيان ولجنوب السودان كيان، وهذا ما تحقق لها في انفصال الجنوب عن الشمال. وإسرائيل دولة تهدف إلى إضعاف المنطقة كلها مما يحقق الأمن الاستراتيجي لها والتمدد. هجمات مشابهة المدخل الجديد لهذا المشروع هو السودان بحكم تنوعه العرقي والديني والمذهبي.. ولذلك الهجمة التي يتعرض لها السودان مشابهة للهجمة التي تعرض لها العراق، ولكن على نطاق أضيق هذه المرة، ليس بنفس القوة التي دمرت العراق. ؛؛؛ حرب الجنوب كانت محاولة لتمزيق المنطقة، وهذا مخطط إسرائيلي قديم استمد قوته من منطلقات فكرية واعتقادات ليست صحيحة ؛؛؛ حرب الجنوب كانت محاولة لتمزيق المنطقة، والمقصد أن يُجزأ عرقياً ودينياً وهذا مخطط إسرائيلي قديم استمد قوته من منطلقات فكرية واعتقادات تدوم وهذا لايعني أنها صحيحة، بل نابعة من قواعد وتقاليد تستمد ديمومتها من قدرتها على الاستمرار وليس من صحتها أو من عدالتها أو من ضروريتها. وهاهي أميركا تغرق إسرائيل بالمال والأسلحة، وجعلت منها مارداً عسكرياً أكبر من ألمانيا وانجلترا وفرنسا وأقوى من واحد وعشرين دولة لديها ترسانة ضخمة من أسلحة الحرب الأميركية، وأنتجت أسلحة نووية على شكل رؤوس صاروخية أو قنابل تسقط من الطائرات. ؛؛؛ إسرائيل دولة متوحشة وخطيرة على جيرانها فهي قادرة على إحراق حقول النفط والبدء بحرب نووية ؛؛؛الدولة المتوحشة وبذلك أصبحت دولة إسرائيل {متوحشة} خطيرة على جيرانها وعلى أي دولة تفترض أنها تهدد أمنها، فهي قادرة على إحراق حقول النفط والبدء بحرب نووية. إذن الاعتداء على السودان الرد عليه ليس بالإدانة أو الاستنكار والشجب وغيرها من مصطلحات الخطاب، ولا تقديم شكوى للأمم المتحدة دون تقديم دليل واضح. القضية قضية استهداف، يجب التصدي لهذا المشروع بدراسة دقيقة ووحدة الوطن. ونحن نستطيع بالتعاون مع بعض وبجهد وعمل مشترك الحد من نفوذها وخطرها، ولكن لا يجوز لنا أن نقف مكتوفي الأيدي ومستسلمين لما تقوم به من قصف ونسف لمصنع اليرموك الذي يقع في العاصمة السودانية الخرطوم على افتراض بنته أو ظنون اعتقدتها. مواجهة مفتوحة المهم أن نضع خطة عمل، لأن إسرائيل تؤمن بالأفكار التي ذكرتها، وتؤمن بالعمل العسكري وتعتبر العدوان العسكري والممارسات التعسفية واجب ديني، لست أبالغ إذا قلت بكل ثقة أن الأممالمتحدة ومراكز القرار الدولي أداة من الأدوات السياسية الأميركية والإسرائيلية. ؛؛؛ السودان الغارق في وحول الأزمة السياسية مع خصومه يريد أن يتجنب في هذا التوقيت فتح أي جبهة جديدة، مادام الاتجاهات النهائية للمواجهة مع إسرائيل لم تتبلور بعد ؛؛؛ ومن منطلقات نبوءة إسرائيل تجاه العالم العربي والإسلامي. في رأي أن الهجوم المتكرر على السودان يشكل نقطة التحول المفصلية التي تعيد تصحيح التوازن بين الحكومة وخصومها، بمعزل عن الظروف الحقيقية التي انطلقت منها المعارضة. والناظر للمشهد السياسي اليوم يجد للوهلة الأولى قوى الأكثرية وضعت البلاد في موقع غير مريح، ومن المفارقة قد يجر البلاد إلى فراغ ، ومن الواضح أيضاً أن الوضع الراهن للسودان الغارق في وحول الأزمة السياسية مع خصومه يريد أن يتجنب في هذا التوقيت فتح أي جبهة جديدة، مادام الاتجاهات النهائية للمواجهة مع إسرائيل لم تتبلور حتى الآن.. تظل الأخيرة في حالة تخبط.. والسودان في مواجهة مفتوحة.