ارتبط فصل الخريف عند قبائل البقارة في كردفان بمواسم الأفراح يتفيأون فيه من الأرض الوسيعة والمراعي الممتدة أماكن لإقامة الأفراح الخاصة بمراسم الزواج وسط عادات وتقاليد محببة توارثتها الأجيال تشع الفرح في قلوب النساء والرجال. وتعتبر قبيلة الترجم إحدى مكونات قبائل البقارة الحوازمة، قريبة من مناطق أبوحراز و(كازقيل) وهي أسواق مهمة بالنسبة لهم وتجري في قراها ترتيبات لزواج أبناء القبيلة. ويقول أحمد عبدالرحمن، أحد أعيان قبيلة الحوازمة لبرنامج (كامير الشروق)، إن مراسم الزواج تبدأ دائماً يوم الثلاثاء وتمتد الأفراح إلى يوم الخميس وتحفل بالعديد من التقاليد والعادات الجميلة وفيها تتسارع خطى النساء لبناء (عش الزوجية) للعروسين وهي إجراءات تعبّر عن مناسبة قائمة لوحدها لها طقوسها وترتيباتها الخاصة وللموقع شرق الفريق اعتبار وكذلك نوعية الأشجار المستخدمة في إنشاء العش السعيد والأيادي المباركة التي تبني الدار ب(البروش). أسبوع العروسين " العريس والعروس يمكثان أسبوعاً كاملاً بعدها يتم إخلاء المنزل وتظل الأشجار صامدة حتى إذا ابتلت بماء المطر أنبتت أشجاراً أخرى وهذا يراه البعض مؤشر خير كبير وفألاً حسناً يشي باقتراب مناسبة زواج أخرى " (بيت العرس) أو كما يحلو للكثيرين بتسميته أكدت الباحثة آمنة حامد ل(كامير الشروق)، أن نساء كثراً يشاركن في إقامته وإنشائه في مهمة كبرى تتصدى لها أم العروس وأخواتها وصديقاتها ويجب أن يكون المنزل متجهاً إلى الناحية الشرقية في شكل بيضاوي تيمناً ب(القبلة) ويشترط فيه بعد المسافة عن بقية منازل الحي أو الفريق ويتم فيه انتقاء الأشجار المحببة في التشييد مثل أشجار الطلح واللالوب. ويمكث فيه "العريس والعروس" أسبوعاً كاملاً بعدها يتم إخلاء المنزل وتظل الأشجار صامدة حتى إذا ابتلت بماء المطر أنبتت أشجاراً أخرى وهذا يراه البعض مؤشر خير كبير وفألاً حسناً يشي باقتراب مناسبة زواج أخرى. وبعد اكتمال تجهيز المنزل يؤتى بالعروس في (هودج) محمولة على ظهر الإبل في مشهد مهيب. عش الزوجية " بعد قضاء النهار تحت الأشجار الخضراء الوريفة يعود العريس للفريق وقبل الدخول لبيت الزوجية يتم تطوافه سبع مرات حول بيته تيمناً بأيام الأسبوع " وتقول الباحثة آمنة حامد إن شكل (عش الزوجية) يصبح من الخارج علامة ورمزاً للزواج بألوانه الزاهية وتصحب عملية البناء للمنزل أهازيج من الغناء في كرنفال محضور تدعو للزوجين بالسعادة والاستقرار والنماء. وبعد اكتمال (عش الزوجية) يسدل عليه ثوب أبيض يجلب خصيصاً للمناسبة يسمى (الطاقة) ويتجه الناس بعدها لمراسم الزواج الأخرى المتمثلة في (تجهيز العريس) في مراسم يحاط فيها العريس بمجموعة من أصدقائه وأقربائه وتعم المكان الفرحة التي تتعالى من خلالها الأصوات بالأغنيات التي تمجّد أسرة العريس بصفات الكرم والفروسية، مصحوبة بزغاريد الفرح وعبق المكان بشذى العطور والبخور. وبعد قضاء النهار تحت الأشجار الخضراء الوريفة يعود العريس للفريق وقبل الدخول لبيت الزوجية يتم تطوافه سبع مرات حول بيته تيمناً بأيام الأسبوع.