تحولت ظاهرة سرقة الكتب -عند الكثيرين- إلى عادة أو حالة، تلازمه أينما وجد كتباً ومكتبات، فيسيل لعابه، وتتأهب كل الخلايا الحسية للانتباه، ومن ثم (السطو) على الكتاب المعين، وبلمح البصر يختفي من المشهد أو الصورة. وهذه المفاجأة تتحقق ل(اللصوص الأدباء)؛ سواء في بيوت الأصدقاء التي يدخلونها زائرين، أو في المكتبات العامة التي يأتون إليها تحملهم الأشواق للبحث عن الجديد، أو معارض الكتاب التي تكون بالنسبة لهم وليمةً عامرةً في الهواء الطلق، ينتقون منها ما ينتقون، دون أن يردعهم رادع، أو يحول دون أن تمتد أياديهم إلى الكتب خلسةً، خوفٌ ما، أو رهبة من متابعة أو مراقبة. ويؤكد العديد من الأدباء أن هذه الظاهرة لم ينجُ منها أحدٌ من الأدباء، وهناك من يشدد على أنها عالمية؛ من ناحية أن يكون ممارسوها من المثقفين، ويشيرون إلى أن هذه السرقة هي مشروعة، أو ذات فضيلة، على الرغم من أنها لا يمكن أن تبرر، وعلى الرغم من الحاجة إليها، ويشددون على أن لديهم طرقهم الخاصة في السرقة، مستذكرين أحداثاً من سنوات بعيدة، لكنهم اعتذروا عن ذكر أسماء الأدباء المشاهير الذين كانوا يمارسون هذه السرقة.