جاءت رواية "زيدان الزقزاق" للروائي السوداني الشاب حسام الدين صالح، عبر معمارها الفني المبني على 15 فصلاً في 176 صفحة، وكأنها صفحات مفقودة من كتاب ألف ليلة وليلة، لتحكي عن مأساة حي مجهول في الخرطوم، وتبحث عن التوافق الوطني والاندماج الاجتماعي. وتشير الرواية إلى أن ذلك الحي تجاهلته كل السلطات بما فيها السلطة الرابعة "الصحافة"، إذ ظل يتعرَّض للمشاكل لأسباب عديدة من بينها الزقزقة التي يتميّز بها سكان الحي تماماً كالعصافير ويستعيضون بها عن السعادة. وتروي فصول الرواية -الصادرة عن الدار العربية للعلوم، ناشرون ببيروت- بين ثناياها، قصة حب لم تكتمل بين (زيدان الزقزاق) الشاب الذي ينتمي لسلالة الزقازقة، وهي جزء من مجموعة عرقية تعود أصولها إلى مناطق جبال النوبة بجنوب غربي السودان، وبين محبوبته (قمر) الصحفية التي تسكن الخرطوم وتعود أصولها إلى الشمال. استفادت الرواية من حكائية القصة القصيرة جداً، وواقعية الأشكال الصحفية في إغناء متنها الذي تفتقت وترابطت فيه الكثير من الموضوعات كالحب والحرب، القبلية والعنصرية، الحرية والاستبداد، والآثار والسيادة الوطنية؛ وتطرح الرواية في نهاياتها أسئلةً للاندماج الاجتماعي والتوافق الوطني عبر شخصيات يجمعها الحب وتفرقها المشاكل. وتُعد هذه الرواية الأولى للكاتب والصحفي السوداني حسام الدين صالح، بعد مجموعته القصصية: "المتدحرجون من الخرطوم" التي نشرت بالقاهرة في العام 2011.