منذ اللحظة التي تبزغ فيها الأسنان اللبنية -على عمر ستة أشهر- يصبح الطفل معرضاً لتسوس الرضع، وهو أمر يقتضي اتباع أنماط صحية في تغذية الطفل، ويؤدي الإهمال إلى عواقب وخيمة قد ترافق الطفل لباقي عمره. ويبدأ تسوس الرضع بالظهور كبقع بيضاء على الأسنان تصبح بنية في مرحلة لاحقة وتتحول إلى حفر في السن، وفي مراحل لاحقة قد يتأثر لب السن مما يستدعي علاجه أو خلع السن. ويقول اختصاصي تقويم الأسنان والفكين، د. مرتضى عبداللطيف كريشان، ل"الجزيرة" الكثيرون يعتقدون أن تسوس الأسنان مشكلة لا تهدد الأطفال الصغار والرضع، ومنشأ هذا الاعتقاد هو ظنهم أنها ليست مهمة ومؤقتة في الفم، كما أن الاسم نفسه "أسنان لبنية" يخدع، فيظن الأهل أنها لا تتأثر باللبن أو الحليب الذي يرضعه الطفل سواء عبر الرضاعة الطبيعية أو الاصطناعية، ولكن هذه التصورات خاطئة للغاية. وتسوس الرضع هو فقدان بنيان السن الناجم عن نوم الطفل أثناء الرضاعة، فالحليب يحتوي على سكر اللاكتوز الذي تهضمه البكتيريا مفرزة الأحماض التي تسبب حصول فجوات في الأسنان اللبنية، وعندما ينام الرضيع فإن لسانه يحجز آخر رشفة من الحليب ويبقيها في الفم، مما يعني نقع الأسنان بالحليب الغني بسكر اللاكتوز طوال فترة قد تمتد لساعات، وهذا يؤدي إلى حدوث التسوس في جميع الأسنان باستثناء الأسنان السفلية الأمامية.