في مسلسل المنهي"The Terminator" يقاتل الممثل جون كونور وأمه لمنع يوم القيامة، لحظة أن يصبح نظام الكمبيوتر سكاينيت Sky net مدركاً لذاته، ويقرر أن البشر يشكلون تهديداً، ويتحرك نحو مسحهم من الوجود. "مسلسل المنهي من أفلام الخيال العلمي التي تشمل سلسلة من الأفلام المتعلقة بمعارك بين شبكة آلة ذكية "سكاينيت" وقوى الجنس البشري". المترجم. في العالم الحقيقي، لدينا نسختنا الخاصة ليوم القيامة، يسمى التفرد، أو الفردانية "The singularity" ، وكثيرون لا يستطيعون الانتظار حتى تأتي. كما في المنهي، عندما تبسط أجهزة الكمبيوتر سيطرتها، ولكن بدلاً عن إبادتنا، تعزز الآلات قدراتنا، ذهب البعض إلى اعتبار "التفرد" نشوة طرب؛ ونبيها راي كورزويل، أحد أبرز خبراء العالم في الذكاء الاصطناعي، والذي من منصبه الجديد كمدير للهندسة في شركة غوغل، أعلن أنه سيوجه جزءاً كبيراً من الميزانية المقدرة ب6.7 مليارات دولار للبحث والتطوير في الشركة، لجعل رؤيته حقيقة واقعة. فالخيال العلمي أصبح حقيقة علمية. شئنا أم أبينا. ؛؛؛ الروبوتات المهووسة لم تبدأ مطارد تنا عبر شوارع المدينة حتى الآن، لكنها قد بدأت بالفعل في الاستيلاء على وظائفنا ؛؛؛ ثورة الروبوتات في شهر فبراير 2011م، عقدت مسابقة خاصة وكالعادة، كان هناك ثلاثة متسابقين، أحدهم لم يكن إنساناً، ولكنه جهاز كمبيوتر IBM العملاق؛ المسمى واتسون . وبغض النظر عن شكل اللعبة، ودرجة ذكاء هذا الجهاز، فإن البديهة لا تقل أهمية عن الذكاء، ولكن "واتسون" فاز بسهولة في تلك اللعبة. فكتب كين جينينغز أحد المتسابقين، الذي كان يفوز ويجمع الأموال على الدوام، قائلاً كإجابة أخيرة: "أنا شخصياً أرحب بسيدنا الكمبيوتر الجديد"، قريباً جداً، سوف يصيب كل منا الشعور بالإثارة المختلطة بالمخاطر. فالروبوتات المهووسة لم تبدأ مطارد تنا عبر شوارع المدينة حتى الآن، لكنها قد بدأت بالفعل في الاستيلاء على وظائفنا. حين بدأنا ندرك ونختبر مفارقة الإنتاجية الجديدة. حينما كان خبراء الاقتصاد يشعرون بالقلق من أن الاستثمارات في مجال تكنولوجيا المعلومات لا تحقق عائداً مجزياً، الآن الخوف من كونها أصبحت ذات كفاءة عالية، بحيث لم تترك دوراً يلعبه البشر. الفكرة قد تبدو رائعةً، ولكن التحول جارٍ بالفعل. فعلى مدى عقود طويلة كانت الروبوتات لاعباً أساسياً في المصانع، ولكنها الآن بدأت الاستيلاء على وظائف الاشخاص ذوي المهارات العالية في العديد من المجالات؛ مثل البحوث القانونية، والعمل الإبداعي في الفنون والثقافة، وكلها مجالات كان الاعتقاد بأنها حكراً على البشر. حتى أن شركة IBM ترسل الكمبيوتر "واتسون" إلى المدرسة الطبية. ؛؛؛ خبراء الاقتصاد يشعرون بالقلق من أن الاستثمارات في مجال تكنولوجيا المعلومات لا تحقق عائداً مجزياً، الآن الخوف من كونها أصبحت ذات كفاءة عالية ؛؛؛مخاوف التصاعد عندما سئل ألبرت أينشتاين عن ماهي أقوى قوة في الكون؟ رد وقال: "الفائدة المركبة." رغما عن أن الاقتباس قد يكون ملفقاً، ولكن الفائدة المركبة مماثلة للقوة في العمل الذي ينتج فوائد متصاعدة. الآن، أصبح معظمنا يدرك القوانين الرقمية التي تضاعف قوة التكنولوجيا لدينا كل 18 شهراً تقريباً. كما وأنه في خلال العشر سنوات القادمة، فإن الأجهزة التي نشتريها ستكون أكثر قوة100 مرةً، مما هي عليه الآن، وستصبح 1000 مرةً خلال 20 عاماً، ومليون مرة أكثر قوة في 30 عاماً. ربما ليس من المستغرب، ونحن لم نعد نستخدم أجهزة الكمبيوتر لتفعل الأشياء نفسها مليون مرة أسرع مما كنا عليه قبل جيل واحد، ولكننا نستخدمها لتفعل أشياء جديدة تماماً. و يمكن تلخيص كل هذه الاستخدامات، وذلك التأثير في رسوم" كورزويل" المدرجة في كتابه " The Singularity Is Near" الذي صدر عام 2005. الآن ها نحن قد وصلنا إلى مرحلة أن يصبح حدوث ما لا يمكن تصوره أمراً مألوفاً، فالعديد من المهام التي كانت معلّقة، مثل قيادة السيارات، استعراض الأفلام، وترجمة الخطب، فقد أنجزت في وقت قصير منذ أن نشر كتابه. وعليه فإن ما يدفع سباقنا حقيقة نحو الفردانية The singularity هو أن ظاهرة تصاعد العوائد أصبحت تعم العديد من المجالات، التي لم تك ذات علاقة بأجهزة الكمبيوتر، مثل علم الجينوم، والطاقة، والصناعات التحويلية. يتنبأ Kurzweil أنه في المستقبل القريب ستصبح كل التقنيات تقنية معلومات. نشوء شكل جديد في الحقيقة، لم يتمكن أحد من الخروج بتعريف مقبول للحياة. يقول قاموس وبستر إنها "دولة للكائنات تتميز بقدرات عالية لعملية التمثيل الغذائي، والنمو، ورد الفعل للمحفزات، وإعادة الإنتاج"، وعالم الأحياء ريتشارد دوكينز يعتبر أن الكائنات الحية وسائل لشفرة، أو نظام لاستنساخ ذواتها. الشيء المخيف هو أنه مهما كان القياس الذي نستخدمه، فإن الأمر يزداد صعوبة أكثر وأكثر، لنجادل بأن الآلات التي نصنعها لا تفي به. في الواقع، فإن التكنولوجيا التي نبنيها تحاكي بشكل لصيق وظائفئنا. ؛؛؛ أينشتاين، عندما سئل، عن ماهي أقوى قوة في الكون؟ قال: "الفائدة المركبة." رغما عن أن الاقتباس قد يكون ملفقاً، ولكن الفائدة المركبة قوة ؛؛؛صناع القرار منذ فترة طويلة تم تصميم أجهزة الكمبيوتر لاتخاذ القرارات الأساسية، التي على مستوى أساسي، وهي وظيفة خوارزمية. ومع ذلك، أحدث التقنيات، مثل شبكات النظرية الافتراضية، يمكن أن تتعلم من أخطائها وتزداد ذكاءاً مع مرور الوقت. في الواقع، فإنها تتعلم تماماً كما يفعل الطفل. كان كورزويل Kurzweil رائداً في صنع نماذج ماركوف الهرمية المخفىة "وهي تقنية للتعلم العميق"، والتي تشكل الأساس للطريقة التي تستطيع عبرها أجهزة الكمبيوتر فهم الكتابة والكلام. كما يشير في كتابه الجديد، إلى كيفية صناعة العقل، والعلماء اكتشفوا أن أدمغتنا تعمل في كثير من الأحيان بالطريقة نفسها. نظرية النشوء والارتقاء عند داروين؛ في الحقيقة هى خوارزمية بسيطة إلى حد كبير. كيانات مختلفة تتنافس في ظل ظروف معينة، وأفضلها يبقى على قيد الحياة في الجولة المقبلة، حيث يتم إدخال صيغ جديدة، وتبدأ العملية من جديد. وتستخدم على نطاق واسع الخوارزميات الجينية المماثلة في نظم الخدمات اللوجستية، وغيرها من المناطق التي يكون الاحتياج فيها إلى حل معين هو الخيار الأمثل. ويتوقع عالم الرياضيات صموئيل Arbesman أنه مع استمرار أجهزة الكمبيوتر لدينا في أن تزداد ذكاءاً، ويتم تطبيقها على نطاق واسع في نظم البيانات، فسوف تبدأ في تحقيق اكتشافات لا يمكن أن نفهمها حتى، ناهيك عن كشف أنفسنا. استنساخ الذات على حين أن آلاتنا ما زالت تحتاج لنا لصناعتها. ولكنه أصبح من الواضح بالفعل أنه سوف يأتي اليوم الذي لا تحتاجنا فيه لصناعتها. يقول اريك دريكسلر "Eric Drexler "أحد المنظرين حول الروبوتات الصغيرة ذاتية الاستنساخ منذ الثمانينات. "إننا لم نصل إلى ذلك بعد، ولكن التكنولوجيا تتقدم بوتيرة سريعة"، هناك نظرية قديمة، تسمى نظرية القرد اللانهائية، التي تقول إذا كان لديك ما يكفي من القرود التي تضرب على لوحات المفاتيح دون بصيرة، وأنتجت أعمالاً عبقريةً تماماً مثل روايات تولستوي، أو شكسبير، فإنه سيكون فعلها وظيفة أكثر من كونه إبداعاً. بما أن قوة التكنولوجيا لدينا تواصل تقدمها بوتيرة هائلة، والتقدم مستمر في كل النوايا والأغراض، بلا حدود ومجاناً، فقد بدأنا نشهد نسخة واقعية من نظرية القرد اللانهائية. فأجهزة الكمبيوتر بدأت تتفوق علينا، ليس لأنها دائماً الأصح، ولكن بسبب أن الفشل لا يكلفها شيئاً تقريباً. ؛؛؛ المنهي "The Terminator" بطبيعة الحال، عمل من وحي الخيال، لكن فكرة السيبورج وآلات القاتلة ليس كلها بعيدة المنال في الواقع، فالخطر أصبح أكثر واقعاً ؛؛؛ثورة السيبورج كان المنهي "The Terminator" بطبيعة الحال، عمل من وحي الخيال، لكن فكرة السيبورج وآلات القاتلة ليس كلها بعيدة المنال في الواقع، فالخطر أصبح أكثر واقعاً، بحيث وجدت إدارة أوباما الضرورة لوضع قواعد واضحة، تحدد بموجبها الظروف التي يسمح فيها للآلات بقتل البشر. فالخط الفاصل بين القدرات البشرية، والآلات، والأفعال أصبح يزداد ضبابية. فكثير منا- بمن فيهم أنا- يجد صعوبةً في العمل بدون الهواتف الذكية لدينا، والتي تربطنا بجميع المعلومات والحقائق الأساسية في العالم. وقد ترشدنا إلى مكان العثور على برغر محترم. ويمكن لمشروع Google's Glass الآن وضع الوظائف نفسها أمام أعيننا. وبالنظر لذات المشروع، فإنه ليس من العسير أن نجد أنفسنا فى السنوات القليلة القادمة مندفعين لشراء التكنولوجية التي تؤدي وظائف مماثلة، وهذه هي نكتة التفرد" The Singularity" في نهاية المطاف. هناك في الواقع سبب وجيه للخوف من صعود السيبورج. بعد كل شيء، فهم نحن. من الذي قال إن الكون ليس لديه حس النكتة؟