أكد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي، رئيس وزراء السودان السابق، أن انتخاب المؤتمر الوطني الحاكم، في الانتخابات المقررة في أبريل المقبل، يعني انفصال جنوب السودان ومزيداً من تدهور الأوضاع بدارفور، وحذر من انتخابات "مضروبة". وقال الصادق المهدي، الذي يزور القاهرة حالياً، ل"الشرق الأوسط"، إن انتخاب المؤتمر الوطني سينقل الروح المعادية في مواجهاته مع الحركة الشعبية للمستقبل، وستشهد أوضاع دارفور مزيداً من التدهور، وسيحدث استقطاب في الأحزاب بسبب نهج المؤتمر الوطني الإقصائي. وقال: "أعتقد أن الرأي العام الجنوبي إذا اعتبر أن الوحدة هي استمرار للذي يحدث في الجنوب حالياً فسيرفضها، خاصة أن الجنوب يشهد تدهوراً أمنياً ونزاعات قبلية كبيرة". وتوقع المهدي حدوث مواجهة مع الأسرة الدولية حال فوز المؤتمر الوطني، لأنه يرفض الحديث عن المحكمة الجنائية الدولية التي تجد سنداً من أميركا وأوروبا وأكثر من 106 دول تعترف بها وتتعامل معها، وقال: "إن هذا يعني أن يدفع السودانيون ثمن المواجهة مع المجتمع الدولي". خطاب جديد " المهدي أكد أن فترة التسجيل للانتخابات ضيقة، لأن نوفمبر يصادف الحصاد، والحج والعيد، وهي كلها شواغل تحتاج لمد الفترة حتى نهاية ديسمبر "وأضاف المهدي: "لكن الموقف بالجنوب فيه إمكانية لخطاب جديد يؤكد أن الوحدة يمكن أن تكون مختلفة عن وضعها الحالي، وأن المظالم التاريخية الجنوبية يمكن أن تلقى علاجاً من القوى السياسية التي تؤمن بالديمقراطية، وهي مؤهلة لجعل الوحدة جاذبة، وإذا اتضح أن الأخوة في الجنوب قد عزفوا تماماً عن الوحدة فهذه القوى مؤهلة لإبرام اتفاق يجعل الانفصال أخوياً". وأشار إلى أن فترة التسجيل للانتخابات ضيقة، وهي في شهر نوفمبر الحالي، الذي يصادف الحصاد، والحج والعيد، وهي كلها شواغل تحتاج لمد فترة التسجيل حتى نهاية ديسمبر. لكن المهدي اعتبر المناخ الحالي بالسودان غير صحي، نسبة للحرب الباردة والمعلنة بين الشريكين، مشيراً إلى أن المؤتمر الوطني يسلك سلوكاً يتسم بالعناد والانفراد ولا يريد التجاوب مع رؤى الآخرين. وحذر المهدي من انتخابات "مضروبة"، ستفجر فوراً أعمال عنف كما حدث في كينيا وزيمبابوي ومناطق كثيرة أخرى، وقال: "حتى لا تقود الانتخابات إلى صدام ومواجهات عنيفة فلا بد من الحرص على نزاهتها".