أعلنت وزارة الزراعة بولاية الخرطوم عن استيراد معامل للبحوث الزراعية لإجراء التحاليل المعملية للمساحات الزراعية كافة وإنتاجها بالعاصمة، في وقت أكد فيه وزير الزراعة مدثر عبدالغني وجود 1730 بيتاً محمياً تعمل تحت إشراف وزارة الزراعة. وقال عبدالغني، لبرنامج "المحطة الوسطى"، الذي بثته "الشروق"، مساء الأربعاء، إن الطماطم بالخرطوم صالحة للاستخدام الآدمي، ولا توجد أي حالة مثبتة معملياً تفيد بعكس ذلك، مؤكداً تشديد الرقابة على كل المنتجات وليست الطماطم فقط. وأضاف: "التصرفات الفردية بالبيوت المحمية لا يتم الحكم بها على تقييم التجربة من خلالها، والسلطات تشتري المبيدات عبر الجهات الرسمية بمواصفات قانونية". وأكد عدد من التجار، استطلعتهم كاميرا البرنامج، إحجام المواطنين عن شراء الطماطم بالأسواق، بسبب ما يشاع عن استخدام المبيدات المسببة للأمراض في زراعة الطماطم. وشكا العديد من المواطنون من تغيير واضح على طعم الثمرة في الآونة الأخيرة، مما دعا لإحجامهم عن شرائها من الأسواق. من جانبه، حذَّر الخبير بجمعية حماية المستهلك السودانية أ.د معروف إبراهيم هناك من خطر قاد بسبب عدم الاهتمام بما يجري بحقول الطماطم في البيوت المحمية التي تستعمل كميات كبيرة من المبيدات بدون رقابة. وجود الرقابة " أ.د معروف الخبير بحماية المستهلك أكد أن القوانين في ظل عدم وجود الرقابة تصبح بلا قيمة وطالب مراجعة تجربة البيوت المحمية التي لا تنتج إلا الطماطم والخيار فقط " واعتبر معروف أن نظام البيوت المحمية يغري باستخدام الأسمدة، كاشفاً عن دخول مبيدات إلى البلاد بصورة غير مشروعة عبر التهريب. وقال إن بعض الأجهزة المعملية بوزارة الزراعة يمكن أن تساعد في الفحص المعملي، ولكن تنقصها الكوادر. وأضاف: "القوانين في ظل عدم وجود الرقابة تصبح بلا قيمة، ويجب أن تراجع تجربة البيوت المحمية التي لا تنتج إلا الطماطم والخيار فقط". وأكد معروف عدم قيام أي جهة بدراسة علمية لتقييم تجربة البيوت المحمية بالسودان باستثناء ورشة واحدة، "فقط أثبتت أن البيوت المحمية تجربة لها سلبياتها". ودعا المواطنين لزراعة الطماطم داخل المنازل بنفس الطريقة التي تتم عبرها زراعتها بالبيوت المحمية وقال : لا أنصح بأكلها كثيراً في فصل الصيف. وفي السياق، أكدت اختصاصي بحوث وقاية المحاصيل بهيئة البحوث الزراعية د. إنصاف شيخ إدريس، وجود ضوابط لدخول المبيدات في السودان عبر القوانين المنظمة. وقالت إن السودان يمتلك أقوى قانون لتنظيم استعمال المبيدات في أفريقيا، وبالرغم من ذلك فإن إنتاجيته الزراعية ضعيفة جداً مقارنة بالإنتاج العالمي. تخزين المبيدات وأقرت بوجود مشاكل في تصميم البيوت المحمية مبينة ان اي مبيد يدخل السودان يجري له التحليل اللازم عبر معمل البحث المختص. وطالبت انصاف تكثيف التدريب والتوعية للمزارعين في مناطقهم لتغيير مفهوم الإنتاج والتوعية للاستخدام الآمن للمبيدات وكشفت عن مبيدات تخزن في الأسواق إلى أن ينتهي مفعول صلاحيتها، بالإضافة إلى المبيد القادم عبر التهريب بصورة نسبية، مبينة أن هناك من المزارعين من يستخدم المبيدات بجرعات زائدة. إلى ذلك، دافع مستشار وزارة الزراعة للبيوت المحمية أ.د صلاح قرناص في مداخلة هاتفية للبرنامج عن تجربة البيوت المحمية بالسودان ومنتاجتها. وقال إن هذا النوع من الزراعة مطبق في كل العالم، ومن يتحدث عن عدم جدواها يعيش في "عالم آخر"، مبيناً أن البيوت المحمية لا يتم فيها استخدام المبيدات بصورة مكثفة. وأضاف: "الغلاء لمنتجات البيوت المحمية بالأسواق بسبب الوسطاء فقط، والمبيد لا يزيد الثمار كما يُشاع". وأكد قرناص أن الطماطم الموجودة في السوق حالياً لم تنتجها البيوت المحمية، وهناك لجان فحص تجوب الأسواق لفحص الثمرة بمعامل داخل السودان.