استأنفت حكومة جوبا ومتمردو جنوب السودان، الذين يتواجهون منذ عشرة أشهر في حرب أهلية دامية، مفاوضات السلام في إثيوبيا، يوم الإثنين، وسط تكثف المعارك، حسبما أعلنت وسطاء منظمة التنمية الحكومية لدول شرق أفريقيا (إيقاد). وتعد هذه المفاوضات هي الأولى منذ نهاية أغسطس، عند توقيع رئيس جنوب السودان سلفا كير وخصمه رياك مشار، لاتفاق رابع لوقف إطلاق النار منذ بدء النزاع. وتم انتهاك جميع تلك الاتفاقات، وندَّد الوسيط الأفريقي باستئناف المعارك في ولاية أعالي النيل (شمال شرق) البلاد، وتجري المفاوضات في بلدة بحر دار الإثيوبية في شمال غرب البلاد. وجرت المفاوضات سابقاً، بأديس أبابا واتهم الوفدان بإنفاق مبالغ طائلة من دون العمل جدياً على اتفاق سلام. وأفاد دبلوماسيون أوروبيون، أن المفاوضات كلفت نحو 20 مليون يورو حتى الآن. وستبحث المحادثات هذا الأسبوع تشكيل حكومة "وحدة وطنية انتقالية" الذي طلبته (إيقاد) من الطرفين قبل أغسطس، وتتعلق الإشكاليات الرئيسة بمنصب رئيس الوزراء والسلطات الممنوحة له بحسب رئيس بعثة المتمردين تابان دنق. ويشهد جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر، نزاعاً تتخلله فظاعات بين القوات الموالية لكير وأخرى مناصرة لمشار، وقتل الآلاف في النزاع، يتعذر تحديد حصيلة دقيقة، فيما نزح أكثر من 1,8 مليون.