تصل العاصمة السودانية الخرطوم، فرقة (غلوب) البريطانية، خلال الأيام المقبلة لعرض رائعة الكاتب البريطاني الشهير وليم شكسبير (هاملت) بمناسبة مرور أربعة عقود ونصف على ولادته، ليصل العرض بذلك لثالث محطاته الأفريقية بعد الجزائر وتونس. وانطلق هذا العرض قبل عام ونصف العام من مدينة لندن في جولة حول العالم، احتفالاً بمرور 450 سنة على ولادة المؤلف شكسبير، فزار طاقم العمل 64 بلداً قبل أن يحطّ الرحال في المحطة 65 بالجزائر. ويتميز العرض بخروجه عن النمطية الكلاسيكية للعروض المعتادة. إذ لم يكن مجرّد إعادة صياغة للقصة، بقدر ما حمل مجموعة من الدلالات الخاصّة في ظلّ التطرف والعنصرية اللتين تغزوان العالم. ولن يركّز العرض على الجانب التجاري بل على التبادل الثقافي بين الشعوب. واختار المخرجان دومينيك دروموغول وبيل بوخارست أن يكون (هاملت) أفريقياً، فأسندا الدور إلى الممثل النيجيري لادي إيمرو، ليخرقا قاعدة الأمير الإنجليزي الأشقر. وتحمل اللوحة الإعلانية للعرض صورة ظهر عليها لادي إمرو برفقة ممثل آخر، وهما يحملان جمجمتين ويديران ظهريهما لبعضهما البعض، مثلما يفعل الغرب والشرق، ولم تكن حسب النقاد مجرد إشارة إلى مشهد من مشاهد العمل، بقدر ما حاولت إيصال رسالة عميقة إلى العالم الغارق في الموت والخلافات.