حاز مشروع الحزام الأخضر على محور اهتمام المؤتمر البيئي الأول المنعقد في الخرطوم، وأمن المشاركون على إسهامه في ترقية البيئة ليس للسودان ولكن لكل دول المنطقة، وأكدوا على أن نجاحه يستند إلى منظومة إقليمية ودولية متكاملة. وبدأت يوم الأحد بفندق كورال بالخرطوم، جلسات مؤتمر البيئة الأول بولاية الخرطوم تحت شعار "نحو عاصمة بيئية خضراء وتنمية مستدامة"، والذي ينظمه المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية بالتعاون مع وزارة البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية. ويناقش المؤتمر في جلسته الأولى التي رأسها أ.د. مختار أحمد المصطفى، عدداً من أوراق العمل تتناول محور التصحر الذي خصص لمناقشة موضوع التصحر في السودان والأحزمة الشجرية، والطرق البيولوجية لمكافحة التصحر باستخدام الأحزمة الشجرية، ودور نباتات المسكيت في مكافحة التصحر، إلى جانب تجربة سلوفاكيا في مجال الأحزمة الشجرية. ويقدم هذه الأوراق اختصاصيون من أساتذة الجامعات ومديري مراكز البحوث وعمداء كليات الغابات بالجامعات. منظومة متكاملة وكان المؤتمر افتتح أعماله مساء السبت. وأكد وزير البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية السوداني د. حسن عبدالقادر هلال أهمية انعقاد المؤتمر البيئي الأول لتنفيذ الحزام الشجري بولاية الخرطوم. وقال "إن السودان عانى كغيره من الدول الأفريقية من مشاكل التصحر وتدهور الأراضي الزراعية وقلة الأمطار الناتجة عن التغيرات المناخية". وأشار إلى أن التدهور في غابات الساحل الأفريقي وصل إلى مساحة مليوني هكتار. وربط الوزير نجاح مشاريع الأحزمة الشجرية بالحاجة إلى منظومة متكاملة وشراكات واسعة من المجتمعات المحلية والمنظمات الإقليمية والدولية. وقال إن مشروع الحزام الأخضر بولاية الخرطوم يأتي بعد سلسلة من الأحزمة الشجرية السابقة، وإن بلاده هي أكبر دولة يمر بها مشروع السياج الأفريقي (1250) كيلو متراً، مقارنة بالدول الأخرى، مما يكسبه أهمية خاصة في هذا المشروع. من جانبه، أكد الوكيل المساعد لشؤون البيئة بوزارة البيئة بدولة قطر المهندس أحمد محمد السادة، أن مشروع الحزام الأخضر هو محور مهم للغاية ليس للسودان فحسب، ولكن لكل دول المنطقة. محور إقليمي " هيروشي أوضح أن بلاده تولي قضية البيئة اهتماماً متعاظماً وترصد لها ميزانيات معتبرة خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تواجه العالم حالياً، وأشار إلى أنه سيقدم يوم الأحد ورقة للتداول حول علاقة الغابات والمياه " وقال السادة لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية "إننا نشارك السودان احتفاله بتنفيذ مشروع الحزام الأخضر باستخدام المياه المعالجة بهدف زيادة المساحات الخضراء ومنع الزحف الصحراوي والجفاف". وأشار إلى أن تجربة الحزام الأخضر حول مدينة الدوحة كان لها دور ملموس في الحد من تأثير الأتربة على المدن . من جانبه، قال مستشار وزير البيئة الياباني ياشودا هيروشي، إن انعقاد مؤتمر البيئة الأول في السودان يعزز من الجهود الدولية الرامية لإيجاد الحلول لمشكلات البيئة. وأوضح في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية أن بلاده تولي قضية البيئة اهتماماً متعاظماً وترصد لها ميزانيات معتبرة خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تواجه العالم حالياً. وأشار إلى أنه سيقدم يوم الأحد ورقة للتداول حول علاقة الغابات والمياه، داعياً إلى ضرورة التصدي للتحديات البيئية التي تواجه العالم. من جهته، دعا مساعد رئيس الجمهورية عبدالرحمن الصادق المهدي الدول المتقدمة إلى الالتزام بتعهداتها السنوية للدول النامية الخاصة بدفع الآثار السالبة للتغيرات المناخية المتزايدة من أجل تحقيق التوازن المطلوب. وأشار إلى التحديات البيئية التي تواجه السودان في توفير الغذاء وكيفية الحفاظ على حق الأجيال القادمة من الثروات الطبيعية في البلاد.