كشف رئيس حزب مؤتمر البجا موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية، عن بنود لم يكتمل تنفيذها في اتفاق أسمرا، مشيراً إلى عدم ضخ التدفقات اللازمة لصندوق إعمار الشرق وعدم إكمال دمج المسرحين في الخدمة المدنية. وأكد موسى محمد أحمد، في حوار مع "الشروق" ببرنامج ملفات سياسية، مساء الإثنين، تجاوز كل العقبات التي تعترض تنفيذ اتفاق الشرق الموقع في أسمرا بين جبهة الشرق والحكومة في العام 2006، وعزا عدم تنفيذ بعض البنود المتصلة بقسمة الثروة والترتيبات الأمنية للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد منذ انفصال جنوب السودان. وأوضح أن نحو 380 مليون دولار من الميزانية المتفق على ضخها في صندوق إعمار شرق السودان لا تزال بحوزة وزارة المالية، منوهاً إلى تمويل الصندوق بنحو 220 ميلون دولار من جملة ال600 مليون التي نصت الاتفاقية على ضخها للصندوق خلال السنوات الخمس الأولى من عمر الاتفاقية. وقال إن عدم منح التدفقات في مواعيدها أثر على سرعة إنشاء المشاريع. إدماج المسرحين وأشار إلى أن عمليات إدماج المسرحين في الخدمة المدنية لم تكتمل حسب الاتفاق، مشيراً إلى أن القوات المتفق على معالجة وضعها في الاتفاق نحو عشرة آلاف مقاتل تم دمج الراغبين منهم في القوات النظامية وتبقت عملية استيعاب غير الراغبين في الاندماج بالقوات النظامية في الخدمة المدنية. ونوه محمد أحمد، إلى أن الاتفاق نص على حصولهم على 60 موقعاً تنفيذياً وتشريعياً على مستوى الولايات والمركز حتى تتسنى عملية المشاركة في رسم السياسات واتخاذ القرار، لكنه أشار إلى عدم تنزيل السياسات بالكامل لأسباب مختلفة. وكشف عن وضع مصفوفة بتحديد ما لم يتم تنفيذه من اتفاق الشرق خلال اجتماع اللجنة العليا لتنفيذ الاتفاقية، يوم الإثنين، مؤكداً أن التنفيذ يسير في الاتجاه الصحيح. وأشاد رئيس مؤتمر البجا بموقف تنفيذ الاتفاقية بصورة عامة، وقال إن ماتم إنجازه الآن لم ينفذ منذ الاستقلال وأن كل هذه الإنجازات محسوبة لصالح الاتفاقية، ولو تحسنت الأوضاع الاقتصادية ستتضاعف المشاريع. تشخيص الأزمة وأرجع أسباب نجاح اتفاقية الشرق إلى التشخيص الصحيح للأزمة وهو أن الشرق يعاني من التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وقال إن الوساطة الإريترية لعبت دوراً مهماً في التوصل للاتفاق، مشيراً إلى عدة جهات كانت قد عرضت التوسط بين الحكومة وجبهة الشرق لكن الميل كان لدولة إريتريا. ونوه إلى أن دراية الوسيط ورغبة الطرفين في التوصل لاتفاق قلصت فترة التفاوض وتوقيع الاتفاق إلى ستة أشهر وهي فترة تعد وجيزة إذا ماقورنت بالاتفاقيات والمفاوضات السابقة (أبوجا، القاهرة ونيفاشا). وقال محمد أحمد، إن سلاسة التنفيذ لا تعني عدم وجود تحديات وهناك الكثير من البنود لم تنفذ على أرض الواقع لكن إرادة الطرفين ومراعاة الظروف الحالية أدت للتوافق والثقة متبادلة بين الأطراف ولدينا رؤية لكل المحاور الأمنية والاقتصادية والسياسية. وقال رئيس مؤتمر البجا إن حزبهم سيكون فاعلاً في المرحلة المقبلة خاصة بعد اكتمال هياكله وانتشاره في ثماني ولايات، مشيراً إلى أن الحزب تأسس منذ العام 1958، وأنه سيكون أكثر تأثيراً ومشاركة في تجاوز تحديات الإصلاح السياسي في السودان بشكل عام وفي الشرق بوجه خاص.