طلب وزير العدل السوداني عبدالباسط سبدرات من الشرطة الدولية "الإنتربول" إلقاء القبض على زعيم حركة العدل المساواة خليل إبراهيم لشنه هجوماً سابقاً على العاصمة الخرطوم أدى إلى قتل أكثر من مائتي شخص من الشرطة والمدنيين. وتأتي مطالبة الخرطوم تزامناً مع مباحثات تقودها القاهرة مع خليل إبراهيم الذي يزورها هذه الأيام. وأكد سبدرات، نقلاً عن المركز السوداني للخدمات الصحفية، أنه طلب من الأجهزة المختصة في الشرطة الدولية إلقاء القبض عليه "أينما وجد"، لمحاكمته بشأن التهم الموجهة له والتي تقتضي ملاحقته وتسليمه إلى السلطات السودانية، داعياً جميع الدول إلى عدم إيوائه والحرص على تسليمه حتى يواجه الاتهامات ويمثل أمام الأجهزة العدلية بالخرطوم. قيد المواجهة " زعيم حركة العدل والمساواة يواجه 14 تهمة تحت القانون الجنائي السوداني بينها القتل العمد وإثارة الحرب ضد الدولة وتقويض النظام الدستوري والنهب والإتلاف "وأوضح سبدرات أن خليل إبراهيم لا يزال يواجه البلاغ رقم 82/2008 الذي كان قد قيد في مواجهته يوم 11 مايو 2008 في أعقاب الهجوم على أمدرمان في 10 مايو 2008. ويواجه خليل 14 تهمة تحت القانون الجنائي السوداني، بينها القتل العمد وإثارة الحرب ضد الدولة وتقويض النظام الدستوري والنهب والإتلاف. وكانت السلطات السودانية قد اعتقلت أغلب منفذي الهجوم عقب هزيمتهم وقدموا للمحكمة التي قضت بإعدام العشرات منهم، إلا أن هذه الأحكام لم تدخل حيز التنفيذ بعد. ووقعت كل من الحكومة والحركة في العاصمة القطرية الدوحة اتفاقاً إطارياً أسفر عن وقف إطلاق النار لفترة وجيزة انتهت بإعلان زعيم أكبر حركة مسلحة في دارفور تعليق مشاركته في مفاوضات السلام. من جانبه، أفاد المتحدث باسم حركة العدل والمساواة أحمد حسين آدم في أول رد، بأن الحكومة ترمي من وراء الخطوة صرف الأنظار عن الأزمات التي تواجهها مثل المحكمة الجنائية الدولية وسوق "المواسير" في الفاشر. أزمة مكتومة في السياق ذاته، أوردت قناة "الجزيرة" أن طلب السلطات السودانية القبض على زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم عبر الإنتربول يأتي متزامناً مع وصول الرجل إلى القاهرة ودخوله مباشرة في اجتماع مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان، ما يرجح أن تكون هناك أزمة مكتومة بين الخرطوموالقاهرة. وكان خليل وقع اتفاقاً إطارياً مع الحكومة السودانية مدفوعاً من دولة تشاد التي تجمعه معها علاقات عسكرية. وأفادت "الجزيرة" بأن وجود خليل في القاهرة يؤكد انخفاض موجة التفاؤل بشأن مفاوضات الدوحة، وأنها لم تحقق أهدافها المرجوة ما دفع خليل للبحث عن منافذ أخرى ذات طابع سياسي. ونفت كل من الخرطوموالقاهرة من قبل، وجود أي خلاف بين الطرفين وقالت الأخيرة إنها تسعى لتحقيق السلام في دارفور. وزار كل من وزير الخارجية المصرية أحمد أبوالغيط ورئيس المخابرات المصرية عمر سليمان الخرطوم وجوبا الأحد الماضي.