اتهمت الحركة الشعبية شريكها المؤتمر الوطني بالتأخر في إطلاق "نفرة الوحدة" التي أعلنها الرئيس السوداني عمر البشير أخيراً للحفاظ على السودان موحداً. وشبه القيادي في الحركة أتيم قرنق الخطوة باستيقاظ "أهل الكهف" بعد فوات الأوان. ألقى كلٌّ من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية باللائمة على الطرف الآخر بالتقاعس عن الوفاء بمستحقات "الوحدة الجاذبة"، بينما تبقى على استفتاء الجنوب سبعة أشهر. ويصوت الجنوبيون في يناير 2011 إما للانفصال أو الوحدة مع الشمال. وقال الرئيس السوداني عمر البشير، إن الحكومة قدمت عدداً من المشاريع الخدمية خارج سقف اتفاق نيفاشا وما زالت مستعدة لتقديم المزيد. وأكد البشير أن ما قبله المؤتمر الوطني خلال انتنخابات أبريل الماضي من أجل استمرار السلام لن يقبل بتكراره في الاستفتاء، موضحاً أن الاستفتاء يخص الجنوبيين، لكن من حق كل السودانيين أن يحلموا بسودان موحد. وأوضح أن من مصلحة الشماليين والجنوبيين عدم تقسيم السودان، لجهة أن كل تجارب الدول في التقسيم كانت نتيجتها اندلاع الحروب. وطلب البشير من الحركة الشعبية القيام بدورها الوطني لترغيب المواطنين في مشروع وحدة السودان. مفهوم جديد لكن الحركة الشعبية قالت إن على المؤتمر الوطني العمل وفق مفهوم جديد دون إقصاء للآخرين. وقال نائب رئيس البرلمان أتيم قرنق للشروق، إن مفهوم المواطنة الذي يعترف بالتعددية الدينية والثقافية والعرقية هو الضامن للوحدة. وأشار إلى أن المؤتمر الوطني تأخر كثيراً لكنه ينبغي أن ينجح في اقناع الجنوبيين بالوحدة دون استخدام "التحايل السياسي" الذي تمت ممارسته منذ مؤتمر جوبا في 1947م. من جانبه، قلل رئيس تحرير صحيفة "الانتباهة" الصادق الرزيقي من تلقي جنوب السودان وعوداً بتحويله إلى جنة في العمق الأفريقي عبر الدعومات الدولية والإقليمية. ونصت اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحكومة والحركة الشعبية بنيفاشا الكينية في يناير 2005، على إجراء استفتاء في جنوب السودان في يناير 2011م.