8 فبراير 2023 منذ فترة وأنا أنوي تجديد جواز سفري الذي مضى على انتهائه عامان كاملان، منذ أن كانت رسوم التجديد خمسة آلاف جنيه ثم أصبحت عشرة آلاف جنيه ومؤخراً وصلت رسوم استخراج الجواز إلى 51250 جنيهاً. المهم قرّرت وتوكّلت أمس للشروع في تجديده وفي ذهني (الدفسيبة) السابقة والزحمة حين كان الأعمى يحمل المكسر، حيث الصفوف الطويلة والعنت والمشقة وإغلاق أبواب مُجمّعات الجمهور (من صباحاً بدري) في وجه الناس. كان استخراج جواز السفر أو تجديده عملية صعبة للغاية إلى وقت قريب. بالأمس، ذهبت إلى مجمع الجمهور ببحري، وفي ذهني الازدحام والفوضى واختلاط الحابل بالنابل، ولأنّي أعرف أنّ صالات (VIP) فيها فُرصة للصحفيين لاستخراج أوراقهم الثبوتية بجهد أقل تقديراً من الشرطة لدور الصحفيين, مُباشرةً دلفت إلى الطابق الأول ووجدت أمامي صالة مفتوحة على مصراعيها وفيها بضع أشخاص وضابط برتبة نقيب، فذهبت إليه وسألته عن مكان صالة ال(VIP), فرد عليّ بابتسامة عريضة ولماذا (VIP)؟ قلت له وأنا ما زلت أذكر( تلكم الأيام القاسية) لعلّها تكون أقل زحاماً وأسرع عملاً, وظروفي الخاصة المرضية لا تسمح لي بالمُدافرة والازدحام. رَدّ بهدوء الواثق إذا أردتها فهي هناك, لكن كما ترى فإن كل الصالات غير مُكتظة وعملية استخراج الجواز أصبحت في منتهى السهولة, عندها قلت له فلماذا أذهب إلى صالة أخرى, وطلبت منه أن يكون الإجراء معهم, فقال لي إن الصالة التي دخلتها هي للتقديم الإلكتروني, وذكر أنّ التقديم الإلكتروني أصبح متاحاً ووفق برنامج ساهل جداً, ويمكن لأي شخص أن يقدم لاستخراج جواز سفر أو يجدده إلكترونياً من داخل منزله وتتم الإجراءات في ثوانٍ معدودة. ولم يكتفِ بذلك, بل طلب ان يقدم لي إلكترونياً, وبالفعل قام بإجراءات التقديم بكل سهولة أعطاني بياناً بالعمل أن العملية ساهلة ومُيسّرة, وأتممت إجراءاتي في دقائق معدودة وأنا لا أُصدِّق!! هذا الضابط المُتمكِّن والذي أعطاني درساً في كيفية التقديم الإلكتروني, وشرح لي التطوُّر في مجال الجوازات هو النقيب محمد الحسن عبد الله. وهو يُمثل بلا شك عنواناً مُشرقاً لرجال الشرطة الأوفياء, الذين وهبوا جُهدهم لخدمة الناس, وجَسّدَ مقولة الشرطة في خدمة الشعب. ويُمكن أن أقول ومن واقع تجربة شخصية.. وداعاً للعَنَت والمَشَقّة. التّحية والتّقدير له…
