جدل كثيف يحدث عقب كل موسم حج حول الحج والخدمات المقدمة فيه، ورضا الحجاج عن خدمات الحج، تتفاوت حول إجراءات التقديم وحتى العودة من الأراضي المقدسة، فيوجه الحجاج الانتقاد الى إدارات الحج الولائية والمركزية منها. هذا العام قلت حدة الانتقاد من حيث الخدمات المقدمة، وإن ارتفعت التكلفة إلى 120 الف جنيه بعد تخفيضها من المجلس العسكري وقتها بمبلغ 10 آلاف حنيه والسفر عبر البحر، وترتفع القيمة عبر الجو. وشهدت ولاية جنوب كردفان مشكلة قلة نسبة الحجاج لهذا العام حيث تقدم للحج 1137 حاجًا تم اختيار 624 فقط، واحتج الجميع، ووصفوا النسبة بالقليلة مقارنة مع التعداد السكاني للولاية، وطالبوا بزيادة أعضاء البعثات ويكونون من داخل الولاية. هذه القضايا وغيرها أجابت عليها الورشة التقييمية التي أقامتها إدارة الحج والعمرة بجنوب كردفان لحج العام 1440هجرية بقاعة المجلس التشريعي الولائي بحضور كافة الجهات ذات الصلة والشركاء. ووصف والي جنوب كردفان المكلف اللواء ركن رشاد عبد الحميد إسماعيل الحج بالمشقة، وأضاف: يجب التفاكر حوله للخروج بتوصيات تفيد الحجاج وكل عمل يحتاج للتقييم والتقويم، وطالب إدارة الحج الاتحادية بزيادة نسبة الولاية من الحجاج لظروفها الاستئنائية، ولفت إلى حج 624 حاجًا فقط هذا العام من جملة 1137 تقدموا للحج، وطالب بأن يكون أعضاء البعثة المصاحبة للحجاج من الولاية. وامتدح جهود إدارة الحج الولائية وإحرازها المركز الأول لحج هذا العام بين ولايات السودان في الإرشاد. من جانبه أوضح ممثل إدارة الحج والعمرة الاتحادية الدكتور إدريس موسى عوض الكريم، أن الورشة تأتي لدراسة السلبيات ومعالجتها وتطوير الإيجابيات، وأشار إلى أنها تنعقد بكل ولايات السودان لسماع رأي الحجاج لجهة أنهم اصحاب الحق، وكشف عن إحراز جنوب كردفان للمركز الأول في الإرشاد هذا العام، وأوضح أنها نالت إشادة من السودان والمملكة العربية السعودية، وأكد التزام إدارة الحج والعمرة بالولاية بمعايير اختيار أعضاء البعثة، وأشار إلى أن السودان بين سبع دول بالعالم قدمت بالتأشيرة الإلكترونية بنسبة 100% وطلب عوض الكريم تقديم مقترحات لعفش الحجاج، والمظهر العام والزي، وعن زيادة حصة الولاية أوضح أن هذا الأمر يعالج عبر خطة تحددها السعودية، وقال إن المؤتمر الإسلامي حدد لكل مليون ألف حاج، وأضاف من جملة 32 مليوناً تم إعطاء السودان 32 ألف حاج، حسب الرقم الوطني، ووعد بالنظر في حصة الولاية من الحجاج مستقبلاً. بدوره طالب مدير عام وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بالولاية الدكتور سيف الدين أن تكون المناقشة بالورشة بعملية مدروسة، ومناقشة السياسة المركزية لإدارة الحج فيما يتعلق بتوزيع البعثات، ومراعاة وضع الولاية وتمييزها، وزيادة الكوادر الطبية، وتوظيف احتفاء المجتمع المحلي بشعيرة الحج. ولفت إلى أن الدول تقدم ثقافتها في الحج، والمعاملات تعكس مستوى التقدم الحضاري، وشدد على أهمية معرفة ماذا بعد الحج ودور الحاج في المجتمع. بينما قال مدير إدارة الحج بالولاية الغالي محمد سوار درجت الوزارة على تقييم وتقويم حج كل عام للوقوف على السلبيات وتطوير الإيجابيات ووضع الحلول والمعالجات المستقبلية، ووصف حج 1440هجرية بأنجح المواسم لجهة تطور الخدمات في السودان والسعودية. جهود كثيرة قامت بها إدارة الحج بالمركز والولاية لتحسين خدمات الحجاج، وتظل قضية زيادة نسبة الولاية من الحجاج تشغل الجميع إلى حين الوصول لمعالجة جذرية للمشكلة، ونأمل من المواطنين التسجيل في الرقم الوطني المقرون بزيادة نسبة الحج.
