*لا يخفى على (عاقل) دور الجهة المنوط بها إدارة مناهج التدريس ووضع المقررات الدراسية لمرحلة تعليم الأساس والثانوي في بلد مثل بلدنا السودان، مواطنوه مسلمون، باستثناء 2 أو 3% من غير المسلمين يعيشون بأمان وسلام تام منذ قديم الزمان؛ فإن دور إدارة المناهج الدراسية في بلدنا هذا القيام بالواجب في وضع مقررات دراسية تراعي ثوابت المجتمع، وتقوم على أسس الدين الإسلامي الذي ختم الله تعالى به الأديان ورضيه لخير أمة أخرجت للناس ديناً، وتستقيم في وضع المقررات الدراسية في الوسائل والمقاصد والغايات والمحتويات على هوية المسلم الذي رضي بالله الخالق المالك المتصرف المعبود ربَّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ويعتقد ويدين بأن حياته الطيبة وسعادته في الدنيا والآخرة في العاجل والآجل إنما تكون بتمسكه بدينه وامتثاله أوامر الله خالقه وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم وابتعاده عن منهيات الشريعة الخاتمة. * إن من الأصول الأساسية والمبادئ الضرورية والمرتكزات المرعيّة للجهة التي تفوّض في بلد مثل بلدنا السودان بوضع المناهج والمقررات الدراسية أن تراعي ما جاءت به جميع الشرائع السماوية؛ فقد جاءت جميعها بالمحافظة على ضرورات خمس هي: الدين والنفس والعقل والعرض أو النسل والمال، وإن ترتيب هذه الضرورات الخمس على وفق سردي لها، فإن أعظم ما يجب المحافظة عليه من هذه الضرورات الخمس هو (الدين) ويأتي (المال) في الترتيب الخامس!! والمقصود بالدين في هذه الشريعة الخاتمة هو دين الإسلام التام الكامل الذي بلغ رسالته محمد صلى الله عليه وسلم، وختم الله به الرسل فلا رسول ولا نبي بعده. *إن الجهة التي يسند إليها وضع المقررات الدراسية في بلدنا السودان يجب أن يتوفر في القائمين عليها – في الإدارة والإشراف والإعداد والتطوير والتحديث والمراجعة وفي كل المجالات صفات معينة لا تخفى أهمية مراعاتها، كما يجب أن يتم اختيار القائمين على أمر المقررات الدراسية بعناية فائقة وتمحيص دقيق واختبار مجوّد لمعرفة مناسبتهم للمهمة الخطيرة وهي وضع مقررات تتم بها تربية الأبناء والبنات، ومن خلالها تتشكّل معارفهم وثقافاتهم وتتحدّد اتجاهاتهم، وبها تبنى عقولهم ويؤسس وعيهم وتغذي أخلاقهم، وعلى تلك المقررات تستقيم النفوس على الدين والخلق والعادات والتقاليد الحسنة التي يسير عليها المجتمع السوداني المسلم وقد ورثها من آبائه وأجداده، وغير خافٍ على موفَّقٍ أن المحافظة على الدين أولى وآكد من المحافظة على البدن والنفس، وإذا افتخرت قوات الشعب المسلحة السودانية بتأريخها المجيد وماضيها العريق وبسالتها المستمرة في عقود طويلة من الأزمان في جهات البلاد المختلفة، وإن افتخرت بمشاركاتها مع جيرانها في القديم والحديث تلبية لنداء العقيدة والدين واستجابة لداعي الجوار والتأريخ والمصير المشترك، فإن أهل بلادنا عموماً أشد فخراً بأن مناهج التعليم والمقررات الدراسية بقيت في الجملة رغم اختلاف الحكومات السابقة وتباينها بقيت تراعي على العموم ثوابت الدين الإسلامي والخلق القويم والعادات والتقاليد الحسنة واللغة العربية لغة الشريعة الخاتمة لغة القرآن الكريم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. *إن تعيين الدكتور عمر القرّاي الذي يتبع الحزب الجمهوري حزب (الأصالة) التي تعني الاستغناء عن متابعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن يصل الفرد مرحلة (الأصيل) ويأخذ دينه عن الله مباشرة، حزب دعوى الرسالة الثانية ونسخ العمل بالقرآن المدني والعودة إلى القرآن المكي بزعم مخترع الحزب الجمهوري، حزب المقتول (رِدّةً) محمود محمد طه!! إن تعيينه مديراً لإدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم هو أمر خطير وجد ردّة فعل كبيرة ظهرت في وسائل الإعلام من صحافة ومنصات إلكترونية ومواقع تواصل اجتماعية، وقد أيّد من طلبوا تراجع وزارة التربية والتعليم عن قرار تعيينه بأدلة وحجج واضحة وبيّنات فاضحة، تبيّن أن هذا الشخص غير كفءٍ لهذه المهمة المهمة، وليس أهلاً لهذه الإدارة فإنه ليس من (أهل) (أهلها)!! * كيف يمكن أن تسند إدارة المناهج والمقررات الدراسية على مستوى دولة السودان لشخص يبشّر بدولة لا تعترف بالعقيدة ويصرّح ويبشّر بأن الدولة التي يسعون إليها تنتهي فيها العقيدة ويكون الجامع هو الإنسانية فقط؟! فقد قال كما في مقطع مرئي متداول: (الدولة البتكلم عنها أنا ما تقارنا بأي دولة تانية لأنها ما حصلت أنا بتكلم عن حاجة نظرية ما حصل ليها تطبيق لما يحصل ليها تطبيق الناس حا يشوفوا نموذج ما شافوهو قبل كده مستوى من الدين ما قائم على العقيدة والأستاذ محمود محمد طه قال الكلام ده، كتبو سنة 53 قال إنما جئت به من حيث الجدة بحيث أصبحت به بين أهلي كالغريب وبحسبك أن تعلم أن ما أدعو إليه هو نقطة انطلاق الأديان جميعاً حيث تنتهي العقيدة ويبدأ العلم وتلك نقطة يدخل بها الإنسان عهد إنسانيته ولأول مرة في تأريخه الطويل…) ، فيا لخبث قوله ويا لخطورة أمنياته التعيسة، وانظر إليه وهو يعتز مفتخراً بتبعيته لمدعي الرسالة الثانية الذي حكم العلماء بالداخل والخارج ومراكز الإفتاء بكفره وردته. * كيف يسند أمر إدارة المقررات الدراسية في بلدنا السودان لشخص يدعي أن الصحابة الكرام الذين صحبوا النبي محمداً صلى الله عليه وسلم وجاهدوا معه وتلقوا الدين منه مباشرة وشهد القرآن الكريم بفضلهم وجهادهم وعملهم وعلمهم وإنفاقهم وتعبدهم ودخولهم الجنة وهم الذين نقلوا لنا وحي الله وهو الكتاب والسنة يدعي عليهم هذا الشخص بحسب مقطع متداول أنهم ما كانوا مسلمين الإسلام النهائي وإنما كانوا مسلمين الإسلام البدائي وأنه سيأتي أناسٌ أعظم قدراً وفضلاً منهم؟! وإن القدح في الصحابة الكرام زندقة وضلال وهو طعن في ما نقلوه لنا من الدين. *وإن من يبيّن عدم أهلية الجمهوري عمر القراي تابع محمود محمد طه لهذه المهمة والوظيفة لن يكلفه إيراد الحجج والأدلة لصحة دعواه وتأكيدها شيئاً كثيراً، فإن الأمر من أوضح الواضحات. *ردّد بعض الناس في الفترة الماضية أن القراي لن تمتدَّ يدُه للمناهج والمقررات الدراسية بالتغيير والتبديل، ولن يعبث بها ولن تؤثّر عقيدته وفكره الجمهوري على المقررات الدراسية ولن يتجرّأ على ذلك، لهؤلاء ولغيرهم وللمسؤولين في وزارة التربية والتعليم ولأعضاء المجلس السيادي خاصة أصحاب الرتب العسكرية منهم!! ولكل مهتم بهذا الأمر الخطير ولكل أبٍ وأم ولكل معلم ومعلمة أقول: فلتسألوا جميعاً عن أول زيارة للجمهوري د. عمر القراي إلى بخت الرضا حيث إدارة المناهج والمقررات الدراسية، في الأيام القليلة الماضية، ولتسألوا الخبراء بالمركز من الرجال والنساء ولتخصّوا بالسؤال من جادلهم وجادلوه ومن ناقشهم وناقشوه، اسألوا من سمعوا منه بآذانهم أنه سيسعى إلى تقليل القرآن الكريم في المقررات الدراسية وأنه سيسعى إلى إبعاد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من مقررات اللغة العربية والتأريخ والجغرافيا والأحياء والكيمياء وبقية العلوم، اسألوا خبراء بخت الرضا المؤتمنين على حفظ وحراسة المقررات الدراسية عن توجيه القرّاي لإحدى الأستاذات بأن تشرع في إبعاد الآيات القرآنية من كتاب الأحياء، اسألوا خبراء بخت الرضا الذين قال لهم القرّاي: (أنا جئت لرسالة) فأجابه بعضهم بعزة وفخر وإدراك لعظم المسؤولية بقولهم: ونحن جئنا من قبلك هنا لرسالة وهي حفظ ثوابت الدين واللغة العربية، اسألوا خبراء بخت الرضا عن قول القرّاي لبعضهم أنا كما غيّرنا الحكومة السابقة وأزلناها سنغيّر المناهج ولا نريد ما تركه الفاسدون، اسألوهم وقولوا للقراي إن الثورة التي أتت بك على غفلة من بعض الناس وعلى تخطيط خطير ومكر كبّار من بعض آخر في هذا المكان لم يكن أهلها يريدون تغيير المناهج والمقررات بإضعاف وتهميش القرآن والسنة ولغتهما، وأخبروه عن أهداف الفترة الانتقالية، ولتسألوا خبراء بخت الرضا عن تفاصيل لقاءاتهم معه الفردية منها والجماعية، واسألوهم عن تعليق القرّاي لهم عندما سئل من بعضهم سؤالاً عابراً لماذا يصلي في مكتبه ولا يصلي مع الجماعة في المسجد واسمعوا منهم إجابته لهم بوضوح من أنه لا يعترف بصلاة أهل هذه المساجد وأن صلاتهم لا تخرج من موضعها بمعنى أنها مردودة غير مقبولة، فكيف يوكل له وهو بهذا المعتقد المتطرِّف الغالي والفهم المنحرف الضلالي كيف توكل له إدارة المناهج؟! أقول: إن القرّاي في حديثه مع خبراء بخت الرضا لم يخف عقيدته ولم يبطن أهدافه وغايته ومهمته، فماذا بقي بعد هذا ليبيّن لأمة السودان المسلمة في هذا الأمر الخطير؟!