بحسب التسريبات حول الاتفاق الذي وقعه الكباشي في المنامة مع عبد الرحيم دقلو، فقد نص الاتفاق على ضرورة انهاء معاناة المواطنين بسبب الحرب وجبر اضرارها وإعادة بناء ما خربته، وانشاء نظام لعدالة انتقالية وتفكيك النظام القديم، وكما هو متوقع تكاثرت الضغوط (...)
رغم وجود شراكة معهم في إدارة الدولة بحسب الوثيقة الدستورية ، انحصر دور العسكر في العامين المنصرمين ، فقط في وضع العراقيل أمام أي تقدم يمكن أن تحرزه الحكومة المدنية في كل الملفات ، وفي معالجة تركة النظام البائد الفاسد ، الذي خلّف دولة مفلسة وخدمة (...)
مثله مثل بقية أقاليم السودان الأخرى عانى شمال السودان من التهميش طوال عقود ما بعد الاستقلال، والقدر القليل من التنمية التي تحققت في تلك السنوات في مجالات الزراعة والصحة والتعليم، تمت في معظمها بالجهد الذاتي وبمساهمات ابناء المنطقة من المغتربين ورجال (...)
المتأمل في اسباب نجاح النموذج الأمريكي وقدرته المبدعة على تجديد ذاته ومعالجة انحرافاته يجد أن فرادته وقوته تكمن في حكمة الآباء المؤسسين الذين اجترحوا مبادئ دستورية متجاوزة للمرحلة التطورية لمجتمعاتهم ومتساوية مع هوية "مستقبلية" يبغونها لأمتهم متحررة (...)
إنقلاب عسكري للكيزان في جمهورية منطادستان!
بعد سقوط دولة الكيزان في بلاد السودان إكتشفت الحكومة المنتخبة أنّ (الحتّات)* كلها باعوها الكيزان!
المشهد الأول: مظاهرة تقطع شارع الصحراء(النيل سابقا)، يتعالى صوت الهتافات: حاكموا سدنة النظام الكيزاني الذي (...)
متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟
عمر بن الخطّاب (رض)
ربما كان آخر طموحه في الدنيا مثل حسني مبارك، ملحق عسكري أو سفير (فوق العادة) أو (تحتها)! ربما كان أقصى ما تفتق عنه طموحه هو وزير دفاع (بحقيبة أو بدون)! حين كان يلعب الكوتشينة في ميز (...)
كان الفرعون يشعر بالسأم، الأمن مستتب سيدي الرئيس! الخريف مبشّر هذا العام، كل المتآمرين غرقى، كل سيارات الانقلابيين غارقة في الوحل! الجنجويد يحرسون الشوارع الغارقة.
سمعت أنه كانت هناك محاولة انقلابية، يجب إعدام الجميع!
لم تكن هناك محاولة انقلابية (...)
المكان القصر الجمهوري
الزمان: أحد أزمنة عهد الكيزان الأغبر!
شغال شنو يا خينا؟
وزير بدون حقيبة
احسن من قعاد ساكت! وانت شغال شنو
انا؟
ايوة...
انا مساعد للرئيس
احسن من قعاد ساكت...
والله قعاد ساكت احسن..
كيف؟
انا عينوني هنا لي خمسة سنين الاتفاقية (...)
اعلن أمين المغتربين في معرض حديثه حول مشكلة العائدين من السعودية، أنّ الدولة ليست مؤسسة خيرية مُلزمة بتوفير العمل لكل المواطنين، حديثه صحيح ينطبق تماما على تجربة حكم الانقاذ ويحمل إعترافا ضمنيا بعدم وجود دولة في السودان في عهد عصابة النظام (...)
أخيرا ستحتفل قريتنا بزواج العم بابكر، النائب السابق في الجمعية التأسيسية. الجو يبدو رائعا، لا توجد إشارات أعاصير أو هبوب، نهر النيل يبدو هادئا ولا توجد أية إشارات لفيضان مفاجئ يغرق الجزر والجروف، ويؤدي لتأجيل زواج العم بابكر مثلما حدث قبل عشرة (...)
قبل اسابيع تم إيقاف الصحفية المصادمة سهير عبد الرحيم من الكتابة في صحيفة السوداني، عُرفت الاستاذة سهير بمقالاتها الجريئة المنحازة للفئات المقهورة في مجتمعنا. وبالامس اصدرت محكمة في الخرطوم حكما بالغرامة على الصحفية المناضلة أمل هباني إثر بلاغ من أحد (...)
كنت في المقهى، وكان الببّغاء
يقرأ الأنباء في فئران حقل القمح،
فوق القردة
وهي تجتر النراجيل،
وترنو للنساء
أمل دنقل
ومشيت بخطى متثاقلة، عبرت فوق ألغام الذكرى، حاذيت خطو الزمان السعيد، لا أمامه لا خلفه :
رأيت الفوضى تعم أحد الأسواق النائية حين يهاجمها (...)
متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟
عمر بن الخطّاب (رض)
ربما كان آخر طموحه في الدنيا مثل حسني مبارك، ملحق عسكري أو سفير (فوق العادة) أو (تحتها)! ربما كان أقصى ما تفتق عنه طموحه هو وزير دفاع (بحقيبة أو بدون)! حين كان يلعب الكوتشينة في ميز (...)
استيقظ السيد الرئيس على صوت جلبة ضاع معها صوت البلبل الأخير الذي بقي من مجموعة البلابل التي كانت تضئ فناء القصر وحديقته بغنائها، قبل أن تكتسحهم احدى العواصف المدارية التي اقتلعت ايضا أشجار اللبخ القديمة في شارع النيل وألقتها في النهر. وتعين استنفار (...)
عاد فارس الى القرية بعد غياب إستمرّ عدة سنوات، كان يمشي بنشاط كعادته رغم انّ وزنه ازداد كثيرا بصورة واضحة.
قال سليمان الاعرج ضاحكا: الزول دة كان مربوط وين سوى ليه فِقرة زي تور البلدية!
قال حاج النور وهو يصافحه: وين يا أخينا؟ عاينا في التلفزيون قلنا (...)
دجاجي يلقط الحب ويجري وهو فرحانا
كانت المرة الأولى التي أراه فيها في مناسبة عقد زواج في مطلع تسعينات القرن المنصرم، وكان واقفا يتحدث مع شيخ من معارفه القدامى، كان الشيخ وهو امام المسجد الذي تم فيه عقد الزواج، يريد الحصول منه على عصا جميلة يحملها في (...)
كان حاج عبدالله يجلس وحيدا فوق تل الرمال أمام دكان حاج سليمان، يبدو بطاقيته الحمراء الممزقة الأطراف، ووجهه الجاف ببقايا الشلوخ التي إختلطت مع تجاعيد الوجه بسبب الفاقة والزمن، وجلبابه الطويل الذي لم يعد له لون محدد، والذي يخفي قدميه، مثل شجرة غريبة (...)
الاحتقار والاستهبال الذي يمارسه النظام الانقاذي على شعبنا فاق كل الحدود. ربما لم يوجد مثيل لهذا الاستبداد على مدار التاريخ.
لو قارنا ممارسات النظام الانقاذي بنظام معمر القذافي في ليبيا، نجد أن القذافي اقام نظاما استبداديا شبيه بالنظام الانقاذي، لكن (...)
بجانب إحدى ستات الشاي في شارع النيل قريبا من القصر الجمهوري الصيني، دار هذا الحوار:
بالله إنت وزير؟
كيف ياخي!
إنت وزير وأنا وزير مين يسوق الحمير!
حمير شنو يا زول؟ إنت وزير دي سمعتها دعم سريع ولا شنو؟
انت وزير شنو؟
وزير الاوقاف وشئون الجن!
كويس الريس (...)
ربما لم يتفوق على مسرحية الحوار في سماجتها وإستخفافها بعقول الناس سوى مسرحية تشكيل الحكومة الجديدة! من يسمع ذلك يصدق انه كانت هناك حكومة قديمة وتم التوافق عى تشكيل اخرى جديدة وفق مقررات ما يعرف بمؤتمر الحوار لتوسيع قاعدة المشاركة واتاحة الفرصة (...)
يتراجع اللحن من ذاكرة المغني السعيد، يستقرّ في عينيه، في خياله:
أشوفك بكرة في الموعد
تخيّل روعة المشهد!
قطع عليه سعادته بالموعد المضروب، ظهور قاض سكران أمامه :
الغنية دي شوف غيرها بتجيب ليك مشاكل!
ليه؟ دي طلبها العريس
دي فيها شروع في الزنا
تجرأ وقال (...)
حين رأيتُ نُورا في المرة الأولى!
احمد الملك
رد حاج النور على مناداتي له بالشيخ ضاحكا: إنت الشيخ مش أنا، قالوا من ما كنت صغير، كنت بتتنبأ للناس بمستقبل حياتهم، وبتساعد العشّاق لتذليل المشاكل التي تعترض طريق زواجهم!
إبتسمت لفكرة أن يتنبأ بالمستقبل من (...)
رد حاج النور على مناداتي له بالشيخ ضاحكا: إنت الشيخ مش أنا، قالوا من ما كنت صغير، كنت بتتنبأ للناس بمستقبل حياتهم، وبتساعد العشّاق لتذليل المشاكل التي تعترض طريق زواجهم!
إبتسمت لفكرة أن يتنبأ بالمستقبل من لا يستطيع حتى تلمس موضع قدمه في اللحظة (...)
بعد أن عاد البلبل يغرد في حديقة القصر التي باتت تقع داخل حدود دولة اخرى، إستعاد السيد الرئيس معنويا بعض مظاهر سلطته الغابرة. عاد يذرع غرف القصر مثلما كان يفعل في الايام الخوالي، حين كان بالإمكان تأمل غروب الشمس فوق النهر العتيق فيما يتلاشى في روعة (...)