رمت بنا صروف الدهر للسكني في حي الملازمين إذ جاء والدي منقولاً من المديرية الشمالية (الدامر) إلي رئاسة وزارة الزراعة. كان حي الملازمين بامدرمان مجموعة متناثرة من البيوت يربط بينا حزام من الحفر العميقة, وكان عدد سكانه محدوداً عمنا أحمد مكي عبده محافظ (...)
كان الغليان الإجتماعي و السياسي الذي شهدته بلادنا ربع قرن من الزمان لم يعرف له مثيل في تاريخنا و ما يزال. وإلا ما الذي يجعل الطلاب شهداؤهم في إزدياد. رتل من أبنائنا بمعدل شهيد كل عام. الجامعات لم يبدأ تاريخها مع حكم الإنقاذ و لم يتعرض طلابها إلي (...)
في مقالنا أمس الأول تعرضنا بإسهاب للصحاف علي أيام التحرر الوطني حيث كانت جهود صحفية علاماتها الأولي معارك لم تخمد علي مدي نصف قرن, بدأت قبل ثورة 1924 و تواصلت حتي نيلنا الإستقلال ثم تواصلت بعده. معارك أرست ملمحاً في التقاليد الصحفية, و كانت الصحف (...)
هكذا كانت للصحافة السودانية، ايام لها تاريخ. كانت الرأي العام لاصحابها اسماعيل العتباني، والايام: بشير محمد سعيد ومحجوب عثمان ومحجوب محمد صالح، والجهاد وصاحبها عبدالمنعم حسب الله وكانت السودان الجديد وراعيها احمد يوسف هاشم "ابو الصحف" كانت صحف الامة (...)
لو لم تقع بلادنا في دائرة البلدان النامية حيث تبقي الصحافة في ايدي النخب التي تلقت تعليماً تنحصر بسببه لديها الاشكال التقليدية للثقافة، فان وسائل الاتصال الجماهيري:" الصحافة، الاذاعة، التلفيزيون، المجلة المصورة... الخ. فسوف تبقي كل هذه الوسائط التي (...)
في تاريخ بلادنا شواهد كثيرة تؤكد ان الصحافة قد لعبت دوراً كبيراً وماتزال في ايقاظ الوعي تاريخياً، ولقد ادلي الكثير من الصحفين السودانيين بدلوهم في هذا السبيل، وقد لعب بعضهم دوراً مزدوجاً من اجل اصلاح المجتمع ولم يكن ذلك قاصراً علي الرواد منهم بل (...)
حلول الذكري الحادية والثلاثين لانتصار انتفاضة ابريل 1985، يطرح علي شعبنا وقواه السياسية الكثير من الاسئلة والوقائع والتصورات. في تاريخنا الثوري ابدع شعبنا عدد من ذرواته – الثورية – وتمكن من خلخلة البني القديمة والدخول في روح العصر والتنويع عليها ، (...)
وقعت مجاعة الثمانينات في بلادنا وتبعتها مجاعات طارئة لا محالة، والسودانيون آلمهم حدوث ذلك ويحزنهم اكثر الظروف اللانسانية التي اجتازها الوطن وخاصة في غربه (الحرب الاهلية).. وطننا مهدد واحزاننا عميقة. الدعوة لتحمل المسئولية ليست جديدة، فقد سمع بها (...)
اشرنا في المقال الماضي الي ان حدوث المجاعات والعجز في الاستجابة لمتطلبات الامن الغذائي (تجربة السودان مثلاً) وكافة شعوب البلدان النامية منذ عهد السبعينات مع بروز الظاهرة النفطية وفوائض وظهور امكانيات هائلة للاستثمار العربي، والتي رافقها بروز عدة (...)
لقد توقفنا في المقال الماضي عند أوضاع المجاعة التي إجتاحت السودان عام 1983 كما أشرنا إلي الجهد المقدر الذي عكفت ليه إداراة الأمن الغذائي مع الإدارة العامة للإحصاء الزراعي, كما إنحنت عليهما اللجنة القومية للأمن الغذائي بوزارة التخطيط, و مع هؤلاء (...)
من يرسم صورة الزعماء العرب وربما الافارقة معهم، كما كانت في السيتنات والسبعينات وربما الثمانينات، لن يجدوا صورة اكثر جمالاً وبهاءاً من صورة الزعيم المصري جمال عبدالناصر. كان صوت عبدالناصر ينبعث هادئاً ورزيناً: "كان الشعب المصري رائعاً كعادته، اصيلاً (...)
قبل عامين ونصف العام عندما اندلعت هبه في سبتمبر 2013 قوامها الشباب، وتقاطر رتل الشهداء والجرحي والضحايا ومضت الافواج منهم مضحين بارواحهم، فداءاً للوطن، كان معروفاً حين ذاك ان تذمر – بسبب الزيادة في تعرفة المحروقات قد تفاقم، وان بروز ظاهرة الاحتجاجات (...)
بدأت ردود فعل متباينة في الاوساط الاجتماعية ازاء اعلان اكثر من 60 حزباً وجماعة تكوينهم لحلف معارض راغباً في العمل المعارض المباشر او كما قال.. وقد رأي البعض ان هؤلاء انهم في حيرة من امرهم بعد اعلان نهاية الحوار الذي قاده المؤتمر الوطني لاكثر من (...)
تؤكد تجربة المؤتمر الوطنيى في بحثه من خلال الحوار الي حل الازمة الوطنية التي تجتاح بلادنا الي ان فجوة عميقة بينه وبين الفكر والواقع في الحياة السياسية السودانية، وقد قادت هذه الفجوة الي شبكة او سلسلة اخري من الشبكات او الانفصال، وذلك في ظل ما قلناه (...)
نوعية الأسئلة و التعليقات التي أرسلت علي بريدي الإلكتروني خلال الأيام الماضية تخطي عددها المئات في خطوة غير مسبوقة للكتابات التي عالجت فيها قضايا الحوار, كشفت أنه ققد يكون الأمر علي قدر من الأهمية-إتفاقاً و إختلافا- علي أن أحدهم قد وجه إليّ (...)
ترتفع اصوات – علي ايامنا هذه والازمة الوطنية تستبد – بشبعبنا: امكانية التطبيع مع اسرائيل من عدمه. ولا مراء ان العالم المعاصر لم يشهد نموذجاً من الاستعمار الاستيطاني مثلما حصل في فلسطين وكذلك مع نظام الابارثيد في جنوب افريقيا (الذي انتهي). كثيرون (...)
حوارات و افكار
حسن الطاهر زروق (1916-1980)
بقلم:محجوب عمر باشري (2-3)
يتأكد عنده أن النظام المطلق الذي لا يأتلف مع الجماهير بل يصوغ الإنسان مجرداً من الإحساس والشعور والإرادة هو إغتيال للحياة. و ينقل إلي بورتسودان, و هناك يتعرف إلي شاب إنكليزي اسمه (...)
د.عبدالقادر الرفاعي
حسن الطاهر زروق: السياسي,الأديب و الفيلسوف الساخر
بقلم:حسن قسم الله
لقد تابعت بإهتمام بالغ ما كتب عن حسن الطاهر زروق وعن دوره في حياتنا الأدبية والسياسية.. وهذا منحي حميد حتي لا يندثر تاريخه فلا تدرك منه الأجيال الحديثة الا النذر (...)
اسطورة سيزيف
"ليس هناك قضية فلسفية جديرة بالإهتمام سوي قضية الإنتحار, إن حكمك بأن الحياة جديرة أو غير جديرة بأن تعاش هو, في الحق, جواب عن السؤال الأساسي للفلسفة". إنه ليخالج المرء أحياناً, إحساس غامض فريد, بأن الحياة ليست جديرة بأن تعاش, و قد يلم به (...)
حوارات وافكار
د.عبدالقادر الرفاعي
حسن الطاهر زروق (1916-1980) (1-3)
بقلم:محجوب عمر باشري
الموت كشف للحياة و لولا الموت ما كانت الحياة.. حسن الطاهر زروق الآن أمام الحقيقة و التاريخ حر طليق يقرأ كتابه أمام الأجيال: فهاوموا إقرأوا كتابيا!!
الطاهر زروق (...)
حوارات و افكار
حسن الطاهر زروق
إذا كنا نفكر في السياسة بإعتبارها جهداً و عملاً لإثراء و تجديد حياة الشعب فلابد أن يكون الأدب والفن جزء من برامج الأحزاب السياسية التي تعاقبت علي كراسي الحكم-و لكن ليس في برامج أحزابنا أي شي عن الفن والأدب لكن, برامج (...)
حوارات وافكار
د.عبدالقادر الرفاعي
والشعب لا تلعب به
لعب الصوالج بالأكر
حسن الطاهر زروق وحصاد الهشيم
لو حدثت معجزة وعادت الذاكرة 4 عقود الي الوراء بحسن الطاهر زروق.. الي صولاته وجولاته في البرلمان (1954)، وفي جريدة الصراحة والميدان والجهاد, وفي مجلات (...)
حوارات وافكار
د.عبدالقادر الرفاعي
حسن الطاهر زروق – سيرة ذاتية
بقلم: أ.صفية محمود زروق
حياته في كلمات: انما كتب عن حسن الطاهر زروق منذ وفاته في العام 1980 الي اليوم قليل وخاصة عند تناول دوره الفكري والسياسي والادبي والجهود التي قام بها، ومع هذا فان (...)
حوارات و افكار
د.عبدالقادر الرفاعي
حسن الطاهر زروق والإيمان بضمير الشعب (2)
بقلم:د.طاهر عبدالرحيم
"و يخيل إلينا أننا عشنا
مغامرة عمرٍ بألف عام
و لكننا و نحن نعدو,
أقدامنا حافية اليد باليد,تحت الشمس
ما زلنا أطفالاً بعيون مفعمة بالدهشة"
"ناظم حكمت".
و (...)
"لابد لك أن تختار المنفي لكي تستطيع أن تقول الحقيقة". هكذا قال الفيلسوف الألماني "نيتشة" منذ أكثر من 120 عاماً, مخاطباً أهل الفكر من زوي العقول الذكية و النفوس الأبية. كما إتخذ الكاتب الفرنسي "البير كامو" ن عبارة نيتشة شعاراً لأزمة الكر في هذا العصر (...)