قال خبير سوداني، الإثنين، إن "صفقة القرن" استراتيجية موجودة منذ مائة عام ظهرت إرهاصاتها في حوادث على مدار سنوات، من دون أن ننتبه إليها. جاء ذلك في كلمة للخبير والمفكر السوداني، عثمان ميرغني، خلال ندوة بالدورة ال15 لشبيبة العدالة والتنمية (قائد الائتلاف الحكومي بالمغرب)، بمدينة القنيطرة (شمال)، بعنوان "مستقبل المنطقة في ظل التحولات الإقليمية". ويشارك في الملتقى خبراء من تونس والجزائر وموريتانيا وفلسطين والسودان. و"صفقة القرن"، خطة سلام أعدتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحق عودة اللاجئين. وقال رئيس تحرير التيار السودانية عثمان ميرغني بحسب وكالة الأناضول، "نعيش اليوم صفقة القرن بمفرداتها كأنما هي أحداث معزولة دون أن ننظر إلى الاستراتيجيات التي أفضت إليها". وأضاف أن "الصفقة هي نتائج استراتيجية محكمة نفذت بهدوء دون أن نشعر بها وفي وقت كنا نتفاعل مع تطورات القضية الفلسطينية كأحداث يومية". من جانبه، اعتبر محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسن بواشنطن، أن العالم العربي "هو الأكثر فقرًا للبعد الاستراتيجي، حتى تحول الإنسان العربي في منظور أغلب الأوروبيين تهديدًا ديمغرافيًا وأمنيًا فقط". وأضاف "وطننا العربي أصبح بمثابة محطة نهائية لخمسين من القواعد العسكرية الأجنبية". أما محمد مختار الخليل، مدير مركز الجزيرة للدراسات بقطر، فاعتبر أن "المجتمعات حيث ما امتلكت رؤية استراتيجية كانت قوية وقادرة على إحداث التغيير المنشود". وشدد على أن "المطلوب هو الانتقال إلى إجراءات نتفق عليها ونحتكم إليها جميعا". وعلى مدار أسبوع يناقش ملتقى شبيبة حزب العدالة والتنمية، قضايا متعلقة بالتحولات في المنطقة العربية، وتجربة الإصلاح السياسي، ويتوقف عند التجربة المغربية في الاقتصاد والتعليم وحقوق الإنسان.
