تنعقد اليوم بمشيئة الهلال الجمعية العمومية للاتحاد السوداني لكرة القدم لاختيار مجلس إدارة جديد، وتتنافس حول الفوز بمقاعد المجلس مجموعتان هما مجموعة التغيير التي يرأسها الخبير الكروي العالمي الدكتور كمال شداد ومجموعة التطوير التي يرأسها رئيس الاتحاد الحالي الدكتور معتصم جعفر، ومن المفترض أن تكون الاتحادات قد حسمت أمرها بصورة فاصلة وحدّدت قناعتها التي ستدلي بناءاً عليها بأصواتها، على أننا لانجد بأساً من دعوة الاتحادات للتصويت لمجموعة التغيير من أجل إعادة الدكتور كمال شداد مجدداً لقيادة الكرة السودانية التي عانت كثيراً خلال السنوات الثلاث الماضية جراء الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها المجموعة الحالية وهي أخطاء عديدة تتعلق بالجوانب المالية والإدارية والقانونية. إن المخولين بالتصويت يجب أن يضعوا نصب أعينهم الخطأ الفادح للاتحاد والذي أدّى إلى ضياع نقاط مباراة المنتخب أمام زامبيا بصورة أضعفت حظوظ صقور الجديان في المنافسة على بطاقة الصعود إلى المرحلة النهائية من التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل ومن ثم التأهل إلى النهائيات، وهو خطأ أسال مداداً كثيراً لكننا لاننا نذكر به من جديد لأنّه ليس الأوحد لكنّه يقف شاهداً على مقدار ماحاق بالكرة السودانية من أخطاء وليت أنّ الاتحاد أقرّ بها فنال فضيلة الاعتراف بالخطأ لكنّ الذي حدّث هو أنّ رئيس الاتحاد وحتى آخر ظهور إعلامي له ظلّ يتبرأ من الخطأ ويحمّل المسؤولية للاتحاد الإفريقي. إننا نقف مع عودة الدكتور كمال شداد لأنّ عودته تعني عودة الهيبة والانضباط وسيادة روح القانون والمساواة بين الجميع، عودته تعني الشفافية في كل الملفات المالية التي بدأت روائحها تفوح لاسيما بعد خطاب الميزانية الذي كان للمراجع العام عليه الكثير من التحفظات، ندعو لعودة دكتور شداد لأنّ تلاميذه الذين تولوا الأمر بعده أثبتوا فشلهم حتى وأن تشدقوا ببعض الإنجازات التي تقابلها من الإخفاقات مالايحصى ويعد، فإن افتخروا ببلوغ المنتخب نهائيات غينيا والغابون فقد أخفق المنتخب على عهدهم في تجاوز نظيره الإثيوبي وبلوغ نهائيات جنوب إفريقيا إن كانت المسألة تخضع لمثل هذه المقاييس. الكرة في ملعب الاتحادات المحلية التي ينبغي عليها أن توازن بين المجموعتين وأن تضع نصب أعينها كل التجاوزات التي حدثت خلال الفترة الماضية، ومانراه أهم من كل هذا أنت تجري العملية الانتخابية في أجواء من الشفافية بصورة تحفظ للحركة الرياضية أهليتها وديمقرطيتها لأنّ الشفافية هي الضامن الوحيد لأن تتقبل جميع الأطراف ماستسفر عنه النتيجة النهائية سواء أن صبت لمصلحة التغيير كما نشتهي ونتمنى أو جددت الثقة في المجموعة الحالية، وقبل أن تقول الصناديق كلمتها لابد لنا من أن نزجي أسمى آيات الشكر والتقدير للدكتور كمال شداد الذي رفض التخلي عن مسؤولياته التاريخية وقدّم نفسه مجدداً لقيادة الكرة السودانية في هذه الفترة العصيبة التي تحتاج لعمل جاد ومسؤول ومتجرد.