الهروب من الموت إلى الموت    أصداء فوز المنتخب السوداني فى المواقع العربية…فوز تاريخي للسودان على جنوب السودان..    ترامب معلقاً على إدانة هانتر: سينتهي عهد بايدن المحتال    شاهد.. مطربة سودانية تطلق أغنية جديدة تهاجم فيها قائد الدعم السريع "حميدتي" وتصفه بالخائن (انت شردت الغلابة وخليت الخرطوم خرابة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد مؤثر أبكى المتابعين.. بصوت عالي ومن المدرجات جمهور جنوب السودان يردد النشيد الوطني السوداني (نحن جند الله جند الوطن) مع لاعبي صقور الجديان    شاهد بالفيديو.. منتخب السودان يسعد الملايين ويحقق فوزاً تاريخياً وكبيراً على جنوب السودان في عقر داره ويتصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم    السودان يستعيد الصدارة من السنغال بتصفيات المونديال بثلاثية نظيفة في جنوب السودان    الجنائية الدولية تطلق حملة لتقديم المعلومات حول ارتكاب جرائم حرب في دارفور    مجلس الوزراء: عطلة عيد الاضحى بالأحد    السيسي يدعو إلى إلزام إسرائيل بالتوقف عن استخدام الجوع سلاحا    شرطة مرور كسلا تنفذ برنامجا توعوية بدار اليتيم    تُقلل الوفاة المبكرة بنسبة الثلث.. ما هي الأغذية الصديقة للأرض؟    في المؤتمر الصحفي للمدرب كواسي أبياه..المباراة لن تكون سهلة ونملك الخبرة الكافية في مثل هذه المواجهات    بتشريف الرئيس سلفاكير ورئيس الفيفا…منتخبنا الوطني ينازل شقيقه في جنوب السودان    4 عيوب بالأضحية لا تجيز ذبحها    لماذا قد تبدي "حماس" تحفظًا على قرار مجلس الأمن؟    ليفربول يخطط لإبقاء صلاح تفاديا لسيناريو "الرحيل المجاني"    الملازم أول (م) محمد صديق إبراهيم: لا يبالي على أي شق كان للوطن مصرعه    قنصل السودان بأسوان عبد القادر عبد الله يعلن دفن 51 جثماناً خلال ثلاثة أيام    بفستان أخضر.. إلهام شاهين وإيناس الدغيدي في العرض الخاص لأهل الكهف    وزير الداخليه المكلف يتفقد منطقة اوسيف    عدوي: السودان يمر بظروف بالغة التعقيد ومهددات استهدفت هويته    في عملية شهدت أحداث درامية بليبيا.. نادي الأهلي بنغازي يخطف لاعب الهلال السوداني جون مانو..يخفيه عن الأنظار يوم كامل ويقوم بتسجيله مقابل 450 ألف دولار للهلال ومثلها للاعب    قصة عصابة سودانية بالقاهرة تقودها فتاة ونجل طبيب شرعي شهير تنصب كمين لشاب سوداني بحي المهندسين.. اعتدوا عليه تحت تهديد السلاح ونهبوا أمواله والشرطة المصرية تلقي القبض عليهم    "حكم تاريخي" على المتهمين بالعنصرية ضد فينيسيوس    نداء مهم لجميع مرضى الكلى في السودان .. سارع بالتسجيل    شاهد بالفيديو.. الراقصة آية أفرو تهاجم شباب سودانيون تحرشوا بها أثناء تقديمها برنامج على الهواء بالسعودية وتطالب مصور البرنامج بتوجيه الكاميرا نحوهم: (صورهم كلهم ديل خرفان الترند)    الإمارات.. الإجراءات والضوابط المتعلقة بالحالات التي يسمح فيها بالإجهاض    إسرائيل: «تجسد الوهم»    الإعدام شنقاً حتى الموت لشرطى بإدارة الأمن والمعلومات    السنغال تعمق جراح موريتانيا بعد السودان    اللعب مع الكبار آخر قفزات الجنرال في الظلام    انقطاع الكهرباء والموجة الحارة.. "معضلة" تؤرق المواطن والاقتصاد في مصر    نصائح مهمة لنوم أفضل    إغلاق مطعم مخالف لقانون الأغذية بالوكرة    شرطة بلدية القضارف تنظم حملات مشتركة لإزالة الظواهر السالبة    انتظام حركة تصديرالماشية عبر ميناء دقنة بسواكن    التضخم في مصر.. ارتفاع متوقع تحت تأثير زيادات الخبز والوقود والكهرباء    إجتماع بين وزير الصحة الإتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    أمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في "شومان"    تونس.. منع ارتداء "الكوفية الفلسطينية" خلال امتحانات الشهادة الثانوية    بنك السودان المركزي يعمم منشورا لضبط حركة الصادر والوارد    عودة قطاع شبيه الموصلات في الولايات المتحدة    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    من هو الأعمى؟!    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإمبراطور حسن أبو العائلة
نشر في قوون يوم 06 - 08 - 2013

برحيله جفت شجرة مخضرة وبغيابه انطوت صفحات تاريخ مشرقة

33 عاماً امضاها في ساحات الرياضة لاعباً من 51-1961 وإدارياً من 60-1983م بالأحمر الوهاج

شارك مع الفريق الأهلي السوداني في رحلة آسيا وأوربا عام 1957 وتصفيات كأس العالم 1958م وكأس أمم أفريقيا 1957م بالخرطوم.

هذا هو سر العصا التي كان يحملها وهذه هي قصة حلاوة حلاوة يا أبو العائلة


كتب المعتصم اوشي
يصادف اليوم الثلاثاء الموافق 6/8/2013م الذكرى رقم 21 لرحيل الامبراطور حسن أبو العائلة اللاعب الفذ ، الإداري المحنك والرياضي الأصيل الذي انتقل في مثل هذا اليوم إلى رحاب الله صباح الخميس 6/8/1992م.
ورغم مرور 21 عاماً على رحيله إلا أنه حاضر بيننا وكأنه فارقنا بالأمس، ابتسامته النابعة من قلبه الأبيض، صرامته المعهودة ، صوته الدافئ العميق ، أناقته المفرطة ، احترامه لنفسه ولغيره ، عصاه التي لا تفارقه ، ثقته واعتداده بنفسه خطواته العسكرية الممشوقة ، ثقافته وأفقه الواسع، حنكته وخبرته ولباقته.. جمع الامبراطور كل هذه الصفات فصار نسيج وحده.
كان رجلاً ملأ الدنيا وشغل الناس وسجل اسمه بأحرف من نور ، كان واحداً من أفذاذ الحركة الرياضية في بلادنا ، كان كريماً ، جواداً ، سمحاً ، صادقاً ووفياً وأباً لكل الرياضيين حتى الذين كانوا يخالفونه الرأي، كان يحترم رأيهم وكان يحمل الوطن في حدقات عيونه جندياً باسلاً ، ضابطاً ، عظيماً وعضواً بالمجلس الوطني.
مات الإمبراطور وبموته انهد ركن من أركان الرياضة وعلم من أعلامها وهامة من أطول هاماتها .. وبرحيله جفت شجرة حب مخضرة وانطوت صفحات تاريخ مشرقة ونحن في ذكراه ال21 كان لابد لنا من المساهمة ببضع سطور في ذكراه وفاءً وتقديراً له رغم أن تاريخه الناصع في شتى المجالات يتطلب مجلدات تروي سيرته وتحكي عن انجازاته ومواقفه ولكن دعونا نساهم بهذا النذر اليسير لرجل يستحق الكثير.

بطاقته الشخصية

الاسم: حسن يوسف الحسن أبو العائلة.

اللقب: الامبراطور.

الميلاد: 1930م.

الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه من الأبناء: طارق ، رجاء ، آن ، رشا ، حاتم ، يوسف ، سحر ، سارة ، محمد.

مسيرته الرياضية

بدأ حياته الرياضية ب(كرة) الشراب في الحي.

انضم لفريق الرابطة درجة ثالثة 1946م.

انضم بعد الرابطة لفريق حي العرب درجة ثانية 1947م.

التحق بفريق الحديد درجة أولى 1948م.

في عام 1949م غادر العاصمة إلى الأبيض والتحق بفريق الأعمال الحرة 1949م.

انضم لفريق الهلال عام 1951م واستمر لاعباً لفريق الهلال حتى عام 1955م.

انضم لفريق المريخ في يوليو 1955م واستمر بالمريخ حتى 61/1962م.

بعد توقيع أبو العائلة لفريق المريخ في يوليو 1955م اصابت الوسط الرياضي هزة عنيفة تركت آثاراً سالبة في نفس الأهلة الذين يرون أنهم فقدوا لاعباً فذًا مهولاً ترك بصمات واضحة خلال خمسة أعوام أمضاها بفريق الهلال 51-1955م ويقال إن انتقال أبو العائلة من الهلال إلى المريخ كان نتيجة للخلاف الذي نشب بينه وبين إدارة نادي الهلال مع المرحوم عبد الله رابح بينما يرى آخرون أن الخلاف الحاد الذي نشب بينه وبين الأمير صديق منزول هو الذي قاد أبو العائلة لترك الهلال والانتقال لنادي المريخ في يوليو 1955م.

وبينما رحل كل من الحاج التوم وحاج مزمل بانضمام أبو العائلة للمريخ خالفهم الرأي محمد عثمان صالح الذي قال: إن أبو العائلة إذا دخل لنادي المريخ بالباب فسوف أخرج أنا بالشباك .. غير أنه تم تطييب الخواطر واحتواء تداعيات انتقال أبو العائلة لنادي المريخ ومرت الأزمة بسلام.

لعب أبو العائلة ضد الفرق التي زارت السودان 1951-1961م بوصفه لاعباً بالهلال ، المريخ والفريق الأهلي السوداني.

مثَّل أبو العائلة السودان لاعباً بالفريق الأهلي السوداني وسافر معه إلى خارج السودان خلال رحلاته الدولية إلى أوربا ، وآسيا خلال النصف الثاني من الخمسينات 56/1957م.

زامل بفريق الهلال 1951-1955م كوكبة من النجوم الأفذاذ منهم صديق منزول أمير الكرة السودانية ، زكي صالح ، سبت دودو ، عثمان الديم ، ود فؤاد ، سليمان فارس ، عامر حسن ، الهادي صيام وغيرهم.

زامل بفريق المريخ 1955-1962م عددًا من النجوم السواطع منهم منصور ، رمضان ، برعي ، سري ، ابراهومة الكبير ، جقدول وغيرهم..

وزامل في الفريق الأهلي السوداني جيل اللاعبين العباقرة برعي ، الأمير صديق منزول ، الجاك عجب ، إبراهيم كبير ، عمر التوم و ود الزبير ، الهادي صيام ، برعي سليم ، سبت دودو ، فيصل السيد ، عثمان الديم وغيرهم..

تم اختياره كابتناً لفريق المريخ عام 1958م.

مارس 1960م مساعداً للسكرتير.

1961م سكرتيراً لنادي المريخ.

في مارس 1961م رئيساً مؤقتاً لنادي المريخ نسبة لسفر اللواء بشير حسن بشير في مهمة رسمية لخارج البلاد.

1963م سكرتيراً لمجلس اللواء بشير حسن بشير رئيس نادي المريخ.

أغسطس 1967م سكرتيراً وناطقاً رسمياً لنادي المريخ واستمر حتى 1968م.

يناير 1977م اللواء خالد حسن عباس رئيساً لنادي المريخ وأبو العائلة سكرتيراً وفي أغسطس 1977 احتفل المريخ باليوبيل الذهبي تحت رئاسة اللواء خالد وسكرتارية حسن أبو العائلة.

في سبتمبر 1978م قدم أبو العائلة استقالته ثم تراجع عنها بعد أن أعلن أن العمل الرياضي عطل نشاطه التجاري.

في مايو 1979م تم انتخاب فؤاد التوم رئيساً وكان قد وعد بتعيين أبو العائلة سكرتيراً للمريخ في حالة فوزه غير أنه سافر إلى لندن وأمضى هناك أربعة أشهر وفي هذه الفترة تم سحب الرئاسة منه، وتم تعيين المرحوم شاخور رئيساً للنادي ولم يف بوعده بتعيين أبو العائلة سكرتيراً وبعد عودة فؤاد التوم من لندن تصالح مع أبو العائلة وأخذا يسحبان منسوبيهما تدريجياً من مجلس الإدارة إلى أن أصبح المجلس غير قانوني وتم حله عام 1982م.
1983م ومن خلال الجمعية العمومية لنادي المريخ تم انتخاب اللواء خالد حسن عباس رئيساً لنادي المريخ بعدد 680 صوتاً، وكان آخر شخص بقائمته قد حاز على 306 صوتاً، بينما جاءت قائمة أبو العائلة بأعلى الأصوات له وهي 297 صوتاً، وبالتالي تم تشكيل مجلس إدارة نادي المريخ من قائمة اللواء خالد برئاسته.
كان ذلك آخر عهد الامبراطور أبو العائلة بمنصب في مجلس إدارة نادي المريخ، حيث اتجه لأعماله التجارية ورغم ذلك ظل مهموماً بالرياضة بصفة عامة وبالمريخ بصفة خاصة..
أصبح عضوًا بالمجلس الوطني الانتقالي في لجنة الشئون الاجتماعية حتى تاريخ وفاته يوم الخميس 6/8/1992م.

في المجال العسكري

كان ضابطاً في القوات المسلحة وأكسبه عمله العسكري الشجاعة والإقدام والضبط والربط والقوة والشدة، وكان حازماً صلباً قوياً في لعبه وفي قراراته كإداري.
عمل ملحقاً عسكرياً للسودان في العراق وفي لندن 1971-1973م.
تدرج في الرتب العسكرية حتى رتبة العقيد.

لجنة بناء استاد المريخ

بعد أن طرح رئيس نادي المريخ فهمي سليمان عام 1959م فكرة بناء استاد المريخ تم تكوين لجنة لبناء الاستاد اضافة إلى ثلاثة لجان فنية «اللجنة المالية ، لجنة الدعاية ، اللجنة الفنية» وكان الامبراطور أبو العائلة عضواً بلجنة بناء الاستاد، وبعد عمل متصل تم اكمال صرح المريخ وتم افتتاح استاد المريخ يوم 30/11/1964م يوم الاثنين على يد رئيس مجلس الوزراء سر الختم الخليفة، والقى حسن أبو العائلة خطاب المريخ في هذا الاحتفال، وكان خطاباً بليغاً رائعاً مكوناً من 14 ورقة فلسكاب، وكان كلما فرغ من تلاوة ورقة سلمها للأخ الأستاذ أحمد محمد الحسن الذي كان واقفاً على يمينه، ومما جاء في خطاب أبو العائلة:

قد يهون العمر إلا ساعة
وتهون الأرض إلا موضعاً

اللهم لك الحمد والثناء فقد وفقتنا في مشاريعنا والهمتنا الصواب في تفكيرنا ومنحتنا القوة والصبر والإصرار واسبغت علينا نعمة الحب ونعمة التسامح ونعمة الفهم المتبادل وكنا نقول في إصرار وإيمان كل صباح: إنا مع المستقبل على موعد ولسوف نمضي، أما العواقب فشئ لا يدخل في حسابنا ما دامت مصلحة المريخ هي البوصلة التي تقود تفكيرنا وتحدد اتجاهنا وتهدي خطانا وما ذلك إلا لأننا اتخذنا المريخ عقيدة وأحببنا المريخ كل الحب ونحن في سبيله ركبنا القطار وطرنا على البحار وجبنا البوادي والقفار فكانت هذه الدار التي ما كان لها أن ترى النور لولا أن جعلنا الأمانة فطرتنا والإخلاص شرعنا والعمل الجاد المتواصل هوايتنا والتضحيات الجسام حرفتنا وذواتنا تذهب وتفنى ويبقى هذا الاستاد العظيم ليشهد لنا التاريخ أننا حملنا الرسالة وأدينا الأمانة وأرسينا سفينة المريخ على شواطئ الأمان.

في موسم 61/1961م كرم المريخ قدامى لاعبيه أبو العائلة ، منصور رمضان ، حسن العبد ، خوجلي أبو الجاز، وقدم لكل منهم نجمة من الذهب الخالص في اللقاء الودي الذي جمع بين المريخ وأهلى مدني وانتهى 3/1 للمريخ.

الامبراطور أبو العائلة ضرب مثلاً رائعاً للوفاء والإخلاص للشعار حين رفض ارتداء شعار المريخ وكان يومها لاعباً بفريق الهلال، ففي لقاء بين منتخب الخرطوم ومنتخب مدني لعب فريق منتخب الخرطوم الشوط الأول بفنايل الهلال والشوط الثاني بفنايل المريخ، فرفض أبو العائلة في الشوط الثاني ارتداء شعار المريخ وخرج من الملعب ليلعب بديلاً له طلب مدني.

حلاوة حلاوة يا أبو العائلة

قبل لقاء العملاقين الهلال والمريخ في دوري الدرجة الأولى يوم الأحد 14/4/1968م صرح أبو العائلة بأن جماهير الهلال مدعوة لنادي المريخ لتناول الحلوى بعد المباراة بمناسبة فوز المريخ على الهلال، وكان وقتها المريخ في أحسن حالاته ولم يتعرض لأية هزيمة في الدوري في ذلك الموسم 1968م.

وشهد استاد الخرطوم مساء الأحد 14/4/1968م لقاء العملاقين الهلال والمريخ وسيطر فريق الهلال سيطرة تامة على المباراة وكان جناح أيسر الهلال عوض يوسف هو كلمة السر في المباراة بحركته الدؤوبة ومراوغاته وسرعته الفائقة مما أدى إلى خلخلة دفاع المريخ واضطرابه ومن إحدى عكساته وضع الرمح الملتهب قاقارين الكرة في شباك رفعت هدف أول للهلال وهو «أول هدف لقاقارين في شباك المريخ تلك الأهداف التي بلغت 19 هدفاً».

وفي الشوط الثاني لعب الدحيش كرة عالية حولها الفاتح النقر إلى قاقارين لعبها رأسية ارتدت إلى المدفعجي عبد المحمود إبراهيم الذي أسكنها الشباك هدف ثاني في الدقيقة 8 من الشوط الثاني .. وجاء هدف المريخ إثر دربكة سددها إسماعيل بخيت شمال فيصل السيد ليعلن الحكم الحاج هاشم نهاية اللقاء بفوز الهلال على المريخ 2/1 وخرج الجمهور الغفير الذي بلغ 18.500 متفرج ودفع 2.979 جنيهاً خرج متجهاً إلى نادي المريخ وهو يهتف: حلاوة حلاوة يا أبو العائلة .. وبكل الشجاعة خرج لهم أبو العائلة شاقاً صفوف الموكب مقدماً لهم التهانئ.

مباراة الهلال وسانتوس البرازيلي بقيادة الجوهرة السوداء بيليه والتي جرت يوم الثلاثاء 20/2/1973م وانتهت بفوز سانتوس بهدف استروبيا أهدى أبو العائلة لفريق الهلال طاقم الفنايل «أزرق كامل» الذي لعب به المباراة وكان يومها أبو العائلة ملحق السودان العسكري في لندن مع ديباجات لمجلس الإدارة والجهاز الفني مكتوب عليها (حظاً سعيدًا) تعلق بالصدر.

منتخب النجوم البريطانيين الذي التقى بفريق المريخ مساء الأربعاء 11/7/1973م وفاز عليه المريخ 3/1 ثم التقى بالهلال مساء السبت 14/7/1973م وانتهى اللقاء تعادلياً 1/1. كان حضور هذا المنتخب بمجهودات أبو العائلة ملحقنا العسكري بلندن وكان حريصاً على أن يلعب الفريق مباراة مع الهلال، ووصل أبو العائلة مع منتخب النجوم البريطانيين الثلاثاء 10/7/1973 قادماً من لندن وشاهد اللقاءين.

سيارة (BMW)

عندما سافر فريق المريخ إلى السعودية عام 1960 أقام سمو الأمير عبد الله الفيصل حفل عشاء فاخر على شرف البعثة وبعد العشاء ارتجل أبو العائلة كلمة رصينة قوية حيا فيها العلاقات المتينة بين الشعبين فأعجب الأمير به إيما إعحاب وأهداه عربة جديدة (BMW).

المريخ وسانت جورج الاثيوبي

بعد هزيمة المريخ القاسية أمام سانت جورج الاثيوبي في اللقاء الودي الذي انتهى 9/1 لصالح سانت جورج عصر الاثنين 20/1/1969م قام أبو العائلة بكتابة خطاب للاتحاد بوصفه سكرتيرًا لنادي المريخ بشطب لاعب المريخ دقنو وإيقاف ود عطا لمدة ثلاث سنوات لتسببهما في تلك الهزيمة البشعة «السودان الجديد العدد 6601 22/1/1969م».

متابعة بناء الاستادات الثلاثة
المريخ الهلال الموردة

في عام 1961م كان أبو العائلة سكرتير نادي المريخ حريصاً على الاطمئنان على مراحل بناء استادي الهلال والموردة بجانب حرصه بالطبع على تشييد استاد المريخ، فكان يتابع مراحل بناء استاد الهلال مع سكرتير نادي الهلال وقتها إبراهيم الياس ومراحل بناء استاد الموردة مع سكرتير نادي الموردة وقتها محمود متوكل، فكان ثلاثتهم يلتقون عصر كل يوم ويطوفون بالاستادات الثلاثة وكان الامبراطور أبو العائلة يقدم ارشاداته ونصائحه وملاحظاته في عملية البناء .. ومثلما سعى لبناء الاستادات الثلاثة في أوائل الستينات ظل ينادي بقيام المدينة الرياضية لآخر يوم في حياته.

الامبراطور أبو العائلة وعصاه

كان الامبراطور أبو العائلة يحمل عصاه دائماً معه ويردد قائلاً: «العصا لمن عصا» ولقد ذكر سر حمله لعصاه بقوله: «لقد كنت أضع العصا دائماً في عربتي ولا أحملها في يدي .. وفي إحدى المرات حاصرتني جماهير المريخ الغاضبة في مقصورة الاستاد وكانت تهتف ضدي فجريت ناحية العربة لإحضار العصا فجروا خلفي ظناً منهم أنني أحاول الفرار والهروب فأخذت العصا وعدت إلى الجماهير وخضت معها معركة شرسة ومن يومها لم تفارقني عصاتي»!!.

كان أبو العائلة كلما وصف بأنه دكتاتوراً كان يردد أنا لست دكتاتورًا في المريخ، إنما أنا دكتاتورًا من أجل المريخ.

صحيفته «عالم الرياضة» كان عبرها صحفياً ملء السمع والبصر.

الامبراطور أبو العائلة في رحاب الله

صباح الخميس الموافق 6/8/1992م وبينما كان أبو العائلة يهم بمغادرة منزله لإنهاء بعض المهام الخاصة بسفره إلى القاهرة وكان موفور الصحة والعافية فاجأه الموت في ذلك الصباح الحزين فانطوت صفحة رائعة ناصعة من تاريخه المشرف بالطموحات اللامحدودة المزيَّن بشرف الوطنية والعطاء الثر كجندي باسل شجاع وكدبلوماسي رصين وكلاعب فذ ورياضي وإداري من الطراز النادر فتم تشييع جثمانه في موكب مهيب لمثواه الأخير وشارك في التشييع كل القطاعات الرسمية وغير الرسمية، الرياضية والشعبية، وكان في مقدمتهم اللواء التجاني آدم الطاهر عضو مجلس الثورة واللواء إبراهيم نايل ايدام وزير الشباب والرياضة والعقيد محمد الأمين خليفة رئيس المجلس الوطني الانتقالي والأستاذ حسن عثمان رزق والأستاذ عبد الباسط سبدرات واللواء محمد عبد الله عويضة وعدد كبير من قادة العمل الرياضي والشبابي قادة الاتحادين العام والمحلي ، إدارات الهلال والمريخ والموردة والعباسية وجميع رؤساء مجالس وإدارات المريخ السابقين الأحياء بجانب مجلس إدارة نادي الهلال ولاعبيه ولاعبو المريخ وقطاع كبير من الرياضيين والعسكريين وأعضاء المجلس الوطني الانتقالي الذي كان المرحوم عضوًا فيه، وقد نعى الفقيد كابتن عبد العزيز عبد الله عضو مجلس نادي المريخ نيابة عن قدامى لاعبي المريخ وأغلق نادي الهلال أبوابه حداداً عليه لمدة يومين وأغلق نادي المريخ أبوابه حدادًا لثلاثة أيام وتم دفن الفقيد بمقابر السيد المحجوب بالخرطوم بحري تنفيذًا لوصية الفقيد حيث ووري الثرى بجوار والده المغفور له الخليفة يوسف الحسن وصلى عليه الشيخ حسن أبوسبيب وتحدث بعد الدفن معدداً مآثر الفقيد كل من الشيخ حسن أبوسبيب ، فؤاد التوم ، حسن عثمان رزق وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم بجانب الأستاذ أحمد محمد الحسن الذي ذكر أن الفقيد كان يدافع عن قضايا الإعلام والإعلاميين بالمجلس الوطني، وقد زار الرئيس البشير والعميد ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين منزل الفقيد مقدمين واجب العزاء لأسرته ونحن في ذكراه ندعو الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً .. وأن يلهمنا وأسرته الصبر وحسن العزاء .. «إنا لله وإنا إليه راجعون».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.