ظللنا نراقب ما يجرى فى ساحة رياضة كرة القدم بالسودان من تردى فى المستوى الفنى والأخلاقى، وتفلتات بعض المشجعين، وتفاقم شغب الملاعب خاصة المتعمد مع سبق الإصرار والترصد. وضعف وعدم حيادية التحكيم، وتأثيره على نتائج المباريات والفوز ببطولات المنافسات. وسنظل نذكر ونردد أنه لن تقوم قائمة لكرة القدم بالسودان فى غياب جو صحى و تنافس شريف يتيح ويدفع اللاعبين والأجهزة الفنية للتطوير وتقديم أفضل ما عندهم. وهزائم الفريق القومى والأندية السودانية فى المحافل الدولية حالياً هى المحصلة المنطقية، وليس نتائج الحظ وأمور أخر. ونشدد على أن رياضة كرة القدم صناعة وعمل إستثمارى وإحترافى يستوجب أن يدار بكفاءة وإحترافية وأمانة وبصيرة وتخطيط، وحماية للأموال والإستثمارات والممتلكات والأرواح. أزمة التحكيم مرض عضال مزمن يتطلب علاجاً ناجعاً وثورة إصلاحية للتخلص من مافيا التحكيم المنحازة لنادى الهلال. فمن العار أن يرفع إتحاد الكرة مبدأ اللعب النظيف، وأن نشاهد مخالفات العنف المفرط وتهشيم العظام بمباركة الحكام وبدون ردع أو إحتساب مخالفة، والحالات عديدة ومرصودة. وعلى سبيل المثال مباراة المريخ والهلال الأخيرة، تغاضى الحكم عن تطبيق قانون اللعبة فى مخالفتين واضحتين تشملهما الحالات السبعة بقوانين الفيفا التى تستوجب طرد اللاعب: مخالفة عنيفة خطرة للشغيل على هيثم مصطفى (وشتان ما بين قرارات الحكام نحو اللاعبين المذكورين بشعاريهما السابقين والحاليين)، ومخالفة حرمان لاعب منافس من فرصة تسجيل هدف عندما عرقل آخر مدافع للهلال مهاجم المريخ راجى عبد العاطى المواجه لمرمى الهلال. إضافة لإنهاء المباراة منقوصة الزمن والمريخ الأقرب للتعادل. كلها قرارات مؤثرة فى نتيجة المباراة وفى عدم حيادية وعدالة المنافسة. وتطول القائمة والأزمة مزمنة تستوجب وقفة قوية وواعية لتقويم جهاز التحكيم. مباراة المريخ والهلال الأخيرة فى 12 سبتمبر 2013 صادفت ذكرى مرور عام على ما يعرف عالمياً بشغب بعصابات شغب الملاعب، حيث دبرت وحرضت ونفذت بعض جماهير الهلال تحطيم مدرجات ستاد المريخ. لم تجابه الجريمة بالعقوبات الرادعة، فتمادت جماهير الهلال وكررت فعلتها الشائنة الأسبوع المنصرم. وأعقبتها جماهير الأمل عطبر بحصب لاعبى المريخ بعطبرة كالمعتاد، ولم لا، فقد قام الإتحاد العام الماضى بإعفاء الجماهير المشاغبة بإلغاء عقوبات نقل مباريتها خارج أرضها ! وقد قمنا العام الماضى بإصدار تقرير عن شغب الملاعب عالمياً ومحلياً، وكيف تهتم بمحاربته الدول وإتحادات الكرة الوطنية والقارية، وتطبيقها لعقوبات رادعة. وأن الجمهور المتفلت المشاغب يردعه خصم النقاط من رصيد فريقه بالمنافسة المعنية. ومؤخراً طبق إتحاد الكرة عقوبة رادعة على شغب إدارى نادى النسور بملعب أهلى شندى بخصم ثلاث نقاط من رصيد نادى النسور. علماً بأن شغب الجمهور هو الأخطر على أمن وسلامة البشر والممتلكات. ودلالة على خطورته ما قامت به رئيسة و زراء بريطانيا مارجريت تاتشر عام 1985 بدعوة مجلس الحرب البريطانى لمحاربة شغب الملاعب. وفى الأذهان الأحداث الدامية بإستاد بورسعيد بمصر عام 2012 ، والتى آثارها قائمة حتى الآن على نشاط رياضة كرة القدم بمصر. وبناء على ما ورد أعلاه فإننا نطالب إتحاد كرة القدم السودانى بالآتى: .بوارسو ببولندا 2012) فى كأس الإتحاد الأوربى فى يونيو تشيكوسلوفاكيامباراة روسيا وتشك ( ) الرجوع لسابقة 1( عقب إنتهاء المباراة الجمهور الروسى تسبب فى شغب وإحداث أضراراً بالإستاد. الإتحاد الأوربى عاقب الفريق الروسي بخصم ستة نقاط منه وتغريمة مبلغ 150 ألف دولار. وحيث أن شغب جماهير الهلال وتحطيمها لإستاد المريخ مراراً وتكراراً. وفى ظاهرة شاذة لا تفسير لها، بتعمد إحداث تلفيات بإستاد المريخ سواء كان فريقهم مهزوماً أو منتصرا، وسواء كان المريخ طرفاً فى المباراة أم لا ! فعليه نطالب بعقوبة رادعة أسوة بعقوبة روسيا، بخصم ست نقاط من رصيد نادى الهلال بالدورى الممتاز، وفرض عليه غرامة مالية تعويضاً لتلفيات بإستاد المريخ العام الماضى وهذا العام، تسدد لنادى المريخ فى مهلة محددة، وفى حالة عدم الدفع يقوم الإتحاد بالإجراءات النظامية والقانونية لتحصيل المبلغ دون مماطلة. ( 2 ) إتحاد الكرة كمنظم للمنافسة والمباريات، عليه واجب ملاحقة مجرمى الشغب المتعمد من مشجعى الهلال والمعروفين منذ العام الماضى، وفتح البلاغات الجنائية وملاحقتهم، وليس ترك الأمر لإدارة نادى المريخ. فمحاربة الشغب مسؤول عنها إتحاد الكرة أمام الدولة كجهة رسمية تدير نشاط كرة القدم بالسودان. ووضع الإجراءات الأمنية اللازمة مستقبلاً لتفادى الشغب. ( 3 ) إجراء اللازم لإصلاح وتطوير جهاز التحكيم لضمان كفاءة وحيادية عناصره سواء فى إدارته أو تحكيم المباريات. وإن إستدعى الأمر الإستعانة بخبراء من الفيفا. والبدأ بكنس العناصر المعروفة بعدم أهليتها إدارياً أو حيادياً لإدارة جهاز التحكيم. ( 4 ) وضع حل لحماية رجل الراية الثانى، الذى قوانين اللعبة حددت موقعه التواجد فى الجزء الشمالى الشرقى للملعب، وخلفه المساطب الشعبية الشمالية التى يشغلها جمهور الهلال. حيث إعتاد جمهور الهلال حصب رجل الراية بالحجارة والتأثير على قراراته وبالتالى مجريات ونتائج المباريات، مثلما حدث فى مباراة المريخ والهلال الدورية الأخيرة. وهذه إشكالية مزمنة تحتاج للردع والحل الجذرى لها. ومراقبة دقة التقارير التى يرفعها الحكام ومراقبى المباريات عن المباراة وأحداثها وسلوكيات الجمهور، وإعطاء الأندية نسخ منها، كإجراء لإجازة تقارير الحكام والمراقبين. ( 5 ) وضع حداً لشغب جمهور الأمل عطبرة والموجه بإفراط على لاعبى المريخ وجهازه الفنى والإدارى بالحصب بالحكارة والطوب. نطالب بعقوبة خصم نقاط من رصيد الأمل، ونقل مباريات المريخ أمام الأمل مستقبلاً خارج مدينة عطبرة بعيداً عن جمهوره بمسافة أقلها 100 كيلومتر كما متعارف عليها فى هذه الأحوال، وألا تكون العقوبة مزدوجة للمريخ بتكبيده تكاليف ومشاق سفر طويل، كما حدث فى الماضى. إن جمهور كرة القدم يشكل جزءً أصيلاً فى تركيبة نشاط وصناعة كرة القدم. ومن هذا المنطلق نخاطب إتحاد الكرة كقطاع جماهيرى من واقع إهتمامنا ومتابعاتنا وحرصنا على تطوير مستوى كرة القدم بالسودان، وترقية الروح الرياضية السمحة للمشجعين، من أجل مجتمع سودانى أفضل ترتقى به الرياضة لا أن تحط منه. وليست منطلقاتنا تعصب أعمى، وقناعاتنا أن الرياضة غالب ومغلوب فى تنافس شريف يتمتع فيه الجمهور بمشاهدة فنون اللعبة. والله الموفق فرحات سيد السكرتير العام لرابطة مشجعى المريخ بأمريكا واشنطون دى سى فى19 سبتمبر 2013
