المعسكر الإعدادي تأتي أهميته لعدة أسباب، أولها أن المدرب من خلاله يستطيع أن يبني استراتيجية موسم كامل بعيدًا عن الأنظار وفي هدوء تام ويعمل على تلقين اللاعبين للطرق والخطط التي يعتمد عليها في أداء المباريات التنافسية، وإذا تمكن اللاعبون من اتقانها جيدًا فمن دون شك أنهم سيطبقونها كما يريد المدرب، وإذا فشلوا في ذلك فمن المستحيل عليهم أن يطبقوها فيما بعد. الكثير من المتابعين لمعسكر الدوحة الإعدادي لفرقة المريخ يرى أن الأحمر استفاد منه الفائدة المرجوة، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه ما هي المعايير التي استند عليها هؤلاء في تحديد أن المريخ استفاد من هذا المعسكر، ففي هذه الظروف لا يمكنك الحكم على المعسكر بالسلب أو الايجاب، ففائدة المعسكر الحقيقية تظهر في المباريات التنافسية القوية وعن طريقها يظهر الفريق بشكله الحقيقي سواءً من ناحية اللياقة البدنية والأداء العام للفرقة والأسلوب الذي يعتمد عليه المدرب، فمرحلة المعسكر هي مرحلة تجريب فقط ليس إلا، وإلى هذه اللحظة أعتقد أن كروجر لم يصل إلى التشكيل المثالي الذي يعتمد عليه في خوض غمار المنافسة المحلية والافريقية، بدليل أنه يعمل على أداء مباراة أفريقية قبل انطلاقة عجلة الدوري الممتاز في الرابع من فبراير القادم، وبعدها مباشرة سيجد نفسه مواجه بمباراة كمبالا سيتي اليوغندي في تمهيدي الأبطال والتي تتطلب جهدًا مضاعفاً من جميع اللاعبين، ولا سيما أن لقاء الأياب سيكون بعد أسبوع واحد فقط وهي فترة ضيقة جدًا وحرجة، على الفريق أن يستعد للقاء الإياب، فهذا الأسبوع لا يكفي لوصول التأشيرات والسفر ناهيك عن تصحيح الأخطاء والإصابات لا قدر الله إن حدثت، على أي حال الحكم على معسكر المريخ لم يحن بعد والأيام القادمة ستكشف لكم إذا كان الأحمر حقق الغرض منه أم لا.
كمبالا أستعد جيدًا رغم المشاكل التي تحاصره
فريق كمبالا سيتي هو الآخر استعد جيدًا لهذا اللقاء الكبير الذي يجمعه بالفرقة الحمراء التي سبق وأن أقصاه المريخ في العام 2009م، أيضاً في الدور التمهيدي لأبطال أفريقيا، حيث تألق المريخ وأسقطه وسط جماهيره بهدف سجله هداف المريخ المرعب الراحل ايداهور في مباراة الذهاب بيوغندا.
ولكن كمبالا الآن يختلف عن موسم 2009م، فله عدد من اللاعبين يشكلون العمود الفقري للمنتخب اليوغندي وأبرزهم المهاجم حسن واسوا، إضافة إلى أنه حصل هذا العام على بطولة اقليمية أقيمت في زنجبار، حيث فاز على سيمبا التنزاني بهدف وحيد، وقد شارك في هذه البطولة استعدادًا لمقابلة المريخ، وهو يعرف جيدًا أن المريخ يحتاج إلى جهد كبير حتى يتمكن من اقصائه من هذه البطولة، فلذلك هم يحسبون ألف حساب لمواجهة الفرقة الحمراء.
هجوم المريخ يعج بالأسماء الرنانة والكبيرة في مقدمتها محترف الهلال السابق مامادو تراوري الذي تعوِّل عليه جماهير الفرقة الحمراء كثيرًا في هذا الموسم والمحترف العاجي اوليفيه الذي ظهر الموسم السابق بصورة مميزة ساهمت في استمراره لعام آخر في المريخ والوطني محمد عبد المنعم عنكبة، فرغم هذه الأسماء اللامعة في خط المقدمة، إلا أنها لم تستطع أن تصل إلى مرمى الخصوم سوى مرة واحدة في ختام المعسكر أمام النمساوي عن طريق تراوري.
عشرة أهداف في أربع مباريات
استقبلت شباك الفرقة الحمراء خلال المعسكر الإعدادي بالعاصمة القطرية. (10) أهداف في 4 مباريات وهذا ليس بالعدد القليل إذا استثنينا فريق بايرن ميونخ الألماني فكل الفرق الأخرى لم تكن بالمستوى الذي يجعل هجوم المريخ في صيام ومدافعيه في كرم زائد، فماذا فعل كروجر حتى يصحح أخطاء الدفاع؟ وماذا فعل حتى يزيد من فاعلية الهجوم؟ ولكن رغم ذلك نأمل أن تكون الفرقة الحمراء استفادت كما يقول كروجر.
المباراة الافريقية والدورية تساعد الالماني على وضع اللمسات الأخيرة قبل مواجهة كمبالا
إذا تمكن المريخ من إقامة مباراة افريقية أمام الاشانتي كوتوكو الغاني بلا شك ستعين المدير الفني الالماني مايكل كروجر على اختيار التشكيل المناسب ومعالجة سلبيات الهجوم الذي صام ثلاث مباريات عن التهديف، كما أن المباراة التي يؤديها أمام الأهلي عطبرة المشارك أيضاً في بطولة الكونفدرالية من خلالهما يستطيع أن يضع آخر اللمسات قبل الدخول في المعترك الافريقي الذي يتطلب الكثير من الجهد والتركيز.