(حلوة يا صلاح) العبارة يردد برازيلي الهلال في بنش التدريب باولو كامبوس وهو يدعم نجم خط هجومه صلاح الجزولي أثناء استعدادات فريقه لمباريات كأس السودان والدوري الممتاز والاستحقاق الأهم بطولة أبطال أفريقيا التي يواجه فيها ممثل السودان وضعاً بالغ الصعوبة في سبيل الوصول إلى دوري الأربعة . على طريقة صلاح الجزولي الراكض وزملائه في ميادين الاستعدادات الهلالية فإن صلاح آخر يكني بالأرباب ويحمل صفة الرئيس الأسبق للهلال يبدأ خطواته وركضه في ميدان آخر هو ميدان الانتخابات الهلالية المزمع قيامها في يوليو من هذا العام إعلان الأرباب ترشيح نفسه للعودة إلى كرسي رئاسة النادي الأكبر في السودان يتزامن وإعلان نائب رئيس لجنة التسيير التي تدير النادي حالياً عبدالله البشير بتقديم قائمة التسيير برئاسة عطا المنان الاسم يضاف لأسماء البرير والكاردينال وهم ينافسون في عملية الجلوس في ذات المقعد . إعلان المفوض الولائي بالخرطوم وتأكيده على أن العاشر من يونيو سيكون هو ساعة الحقيقة في الانتخابات الهلالية والحراك في صفوف التنظيمات المتصارعة يضع الجميع في مواجهة سؤال هل تؤثر العملية الانتخابية على الاستعدادات الهلالية لخوض غمار التنافس الأفريقي؟ وهل سيدفع فريق كرة القدم ثمن التنافس في الصناديق ويغادر البطولة الأفريقية ؟ المشهد الهلالي يبدأ من تصريحات نائب رئيس المجلس التسييري عبدالله البشير وهو يؤكد على أن أزمة مالية يعاني منها الهلال أزمة ظهرت نتائجها في مردود التسجيلات التكميلية التي أبانت حالة العجز الهلالي لكن الرجل يضيف في حديثه بأن العلاقة بينهم والكاردينال قد انتهت وأن ثمة جديد سيظهر على الساحة الهلالية ببساطة فإن الجديد سيكون هو أن سيمسك الكاردينال عليه أمواله من أجل توظيفها لخدمة أهدافه الانتخابية ذات الأمر ينطبق على المرشحين الآخرين وهو ما يؤكد أن أول التأثيرات السلبية للعملية الانتخابية على فريق كرة القدم ستظهر في قلة الفئران في الخزينة الهلالية وبالتالي التأثير على عملية الإعداد وعلى قيام المعسكر الإعدادي الذي يتطلب توافر ثلاث مليار جنيه ربما لا تتوفر الآن وهو أمر سيكون عرضة لتحقيق المكاسب الانتخابية. حالة من الاتفاق بين الجميع على أن حملة الهلال الانتخابية لن تخرج من ميدان فريق الكرة فهو الذي يقرب الرئيس من الجماهير وهو ذاته ما يبعدها منه فالنجاح في بناء فريق كرة قدم يهز الأرض تحت أقدام المنافسين الخطوة الأولى في النجاح ومن ثم الفوز بالمقاعد وهو الأمر الذي يبدو مستبعداً في معادلة اليوم وفي الظروف الزمنية الضاغطة قبل ذهاب الهلال إلى معارك لوممباشي في الكونغو . لكن أمر أخر يبدو على درجة عالية من الأهمية ومن التعقيد يتعلق بالنجاح في ابعاد نجوم الفريق عن الصراعات الإدارية وتوفير درجة عالية من التركيز لهم لكن الأمر نفسه يظل محاطاً بمعوقات شتى فذهاب مدرب الفريق السابق التونسي النابي تم تبريره بأنه كان دفعاً لفاتورة صراعات بين المجموعات الهلالية المتنازعة أمر لا يمكنك أن تبعده عن اللاعبون في الوقت نفسه لا يمكنك الجزم بغيابه تماماً لكن الأمر في نهايته يظل رهيناً بقدرة قائد الفريق عمر بخيت في ابعاد اللاعبين عن المشهد الإداري القائم على الصراع لكن أمراً أخر يمكن، فالبعض يربط جولة الانتخابات الهلالية بعملية عودة القائد السابق هيثم مصطفى والتي ستكون أحد أدوات الاستقطاب في الحملة الانتخابية وهي أمر له علاقة وطيدة بفريق كرة القدم وتحقيق مرامي الجماهير. خلاصة الأمر فإن كثيرين يرون بأن عملية اجراء الانتخابات متزامنة مع الاستحقاقات الأفريقية لفريق كرة القدم ستكون لها تأثيراتها السالبة على العملية برمتها مما يزيد من المسؤولية الملقاء على عاتق المجلس الحالي في الخروج بها لبر الأمان لكن المجلس نفسه يدخل الآن إلى عش دبابير الانتخابات .