أجمع المدربون والنقاد والمناصرون على صعوبة مهمة الهلال في الكنغو الديمقراطية، أمام فيتا كلوب في السابع والعشرين من هذا الشهر في الجولة الرابعة لمجموعات دوري أبطال أفريقيا وأمام مازيمبي في التاسع من أغسطس المقبل لصالح الجولة الخامسة من ذات البطولة، إلا أن البرازيلي كامبوس مدرب الهلال أكد قدرة الفريق على جمع أربع نقاط من رحلة الكنغو، وقال إنه أشرف على الفريق في 9 مباريات وتعرف على اللاعبين تماماً ويعرف ما يريده في الفترة القادمة وأن هدفه هو التأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، وهذا الهدف يحتم على الفريق عدم التعثر في الكنغو، وقال كامبوس: إن الهلال لا يخشى فيتا أو مازيمبي، وأنهم في الجهاز الفني يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن الفريقين الذين سمحت لهما الظروف أن يعدا أنفسهما جيداً، ولكن الهلال قادر على فعل الكثير أمامهما بإرادة لاعبيه وإصرارهم وعزيمتهم على هزيمة الظروف، حتى يفرضوا أنفسهم كأبطال للمجموعة. وتبدو مهمة الهلال في الكنغو صعبة من واقع المستوى الذي قدمه الفريق في المباريات الأخيرة، مما انعكس سلبًا على تفاعل جمهوره مع مبارياته حيث كان حضوره في مباراة الفريق أمس الأول أمام الاتحاد ضعيفاً ولا يشرف هلال الملايين، رغم تبرير فضل الله الصحاف أشهر مشجعي الهلال الذي عزا ذلك إلى شهر رمضان وتأثر المشجعين بمونديال البرازيل الذي انتهى الأحد الماضي وقال: إن كأس العالم صرف الجمهور عن الكرة المحلية وذهب إلى أبعد من ذلك وقال: إن بعض الجمهور لا يعرف أن الهلال يلعب (اليوم) أمس الأول مع الاتحاد مدني، وبدأ الصحاف متفائلاً وقال: إن الهلال قادر على التأهل رغم صعوبة المهمة وأن اللاعبين مطالبون ببذل أقصى ما عندهم أمام فيتا ومازيمبي، وأن جمهور الهلال يحلم بتأهل الفريق إلى النهائي وليس دور الأربعة فقط. حالة الخوف والقلق عند عشاق نادي الهلال لا وجود لها وسط لاعبي الفريق، حيث أكد عبداللطيف بوي المدافع الأيسر للفريق الأزرق أن الهلال لا يقل مستوًى عن مازيمبي وفيتا، وقال: إن اللاعبين يدركون أن المهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة، وذكر بوي أن الهلال قادر على انتزاع النقاط من فيتا ومازيمبي، وطالب جماهير الهلال أن تثق في اللاعبين وتدعوا لهم بالتوفيق، وقال: إن عدم ظهور الفريق بالشكل المطلوب في مباريات الدوري الممتاز، ليس حكماً نهائياً على عدم قدرة الهلال على الصمود في الكنغو. وأشار بوي إلى أن الهلال من قبل تفوق على الملعب المالي وليوبارد الكنغولي في أرضيهما وهما في نظره فريقان قويان وبالتالي فإن الفريق سيعود بنتائج ايجابية من الكنغو تجعله على بعد خطوة من دور الأربعة في أبطال أفريقيا، إلا أن بوي عاد وقال: هذا يتطلب منه قتالاً شرساً في الكنغو. اجماع المراقبون على صعوبة مهمة الهلال في الكنغو جاء على خلفية تعثره بالتعادل أمام فيتا باستاد الخرطوم بهدف لكل وحصوله على 4 نقاط من الجولات الثلاث السابقة وهو نفس رصيد فيتا من النقاط، في الوقت الذي يجلس فيه مازيمبي على الصدارة ب6 نقاط والزمالك في مؤخرة المجموعة ب3 نقاط، إلا أن هذه الحسبة والأرقام لا تؤثر على حظوظ الهلال في التأهل، ويراه محسن سيد المدرب العام للمريخ عاملاً محفزًا للاعبي الهلال الذين يملكون الخبرة والمهارة وقدرة التعامل مع مثل هذه الظروف ولا يستبعد محسن أن يقلب الهلال الطاولة على فيتا تحديداً في الكنغو، وقال: إن الهلال يملك كل مقومات التفوق ولكن يبقى التركيز واللعب بروح قتالية عالية، عوامل حاسمة في مثل هذه المباريات. وما قاله محسن سيد أمن عليه ياسر حداثة اللاعب الهلالي السابق والمدرب الحالي لفريق الاتحاد مدني الذي قال: إن الهلال جاهز للبطولة الأفريقية، بدنيًا وفنياً بعد ما خاض أكثر ست مباريات في 3 أسابيع، مؤكدًا أن أداء الهلال في المباريات الأفريقية سيختلف شكلاً ومضموناً عن الدوري الممتاز وأن دوافع اللاعبين ستحدث الفارق وأنه ليس خائفاً على الهلال في الكنغو، مشيراً إلى المعسكر الذي سيعقده الفريق في أديس أبابا سيفيد اللاعبين كثيرًا، وأن ثمار ضغط المباريات الذي تعرض له اللاعبين في الفترة الأخيرة سيعود بنتائج ايجابية على الهلال.
تظل منافسة الهلال على التأهل لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا مستمرة، لكن الأمر يأخذ أبعاداً أخرى، ففي ظل المستوى المتذبذب للفريق في الدوري الممتاز، وأدائه مباراتين خارج ملعبه أمام فريقين من بلد واحد، يبقى شعار (رحلة الحياة أو الخسوف) هو العنوان الأبرز لرحلة الهلال إلى الكنغو، الذي أصبح مطالباً بالتغلب على ظروفه من أجل تحقيق نتائج جيدة تجعله يضع رجله اليمنى في عتبة التأهل لنصف نهائي أبطال أفريقيا، من أجل ضخ دماء الحياة في شرايين الكرة السودانية، التي تعاني من انيميا التراجع.
