نبارك لأسرة نادي المريخ الفوز ببطولة كأس سيكافا بعد مباريات بطولية اسعد بها قاعدته العريضة واعاد لها الفرح (الرايح) وجعل كل مريخي يخرج عن وقاره ويهتف (مريخ.. مريخ) ومن ثم يختم هذا الهتاف بالاساءة والسخرية من الهلال في مشهد يؤكد أن المريخاب يعانون من عقدة اللون الأزرق. من حق جماهير المريخ أن تفرح وتسعد بفوز فريقه بهذا الكأس الخاص ومن حق جماهير المريخ أن يرقصوا ويهتفوا بعد أن انصف التاريخ ناديهم وجعله يتفوق على اندية شرق ووسط افريقيا في زمن الاحتراف ومن حق جمهور المريخ أن يفرح بعد أن أطمأن تماماً أن الفريق لن يخرج في الموسم القادم من الدور التمهيدي، بعد تفوقه على اندية الصومال ورواندا وأوغندا وبروندا التي تخصصت في اقصاء المريخ من الادوار الأولية لدوري ابطال افريقيا والكونفدرالية. وأنا اكثر الناس سعادة بهذا الكأس المستحق وعلينا أن نشيد بالمريخ الذي ظل يبحث عن هذا الانجاز الكبير ولم يمل التعب وأخيرًا نال ما كان يصبوا إليه بعد أن فشل ثلاث مرات من قبل في احراز بطولة سيكافا، حيث نظمها في موسم 2009 على ارضه ولكن البطل كان اتراكو الرواندي وفي موسم 2011 خرج من البطولة على يد الشباب التنزاني وودع سيكافا حوض النيل في الخرطوم على يد فريق اكاديمية تشيتي البورندي بركلات الترجيح، وبعد هذا الكفاح وجب علينا أن نشيد بهذا المريخ. يسخر المريخاب من الهلال بطريقة مباشرة وغير مباشرة لأنهم فازوا بلقب بطولة سيكافا وعليهم أن يعرفوا أن سيكافا في عرف الهلال مهرجان ليس إلا.. واقل من الدورات الودية بكثير.. فآخر مشاركة للهلال كانت في 1997، وبعدها بدأ عهد الاحتراف وبدأ الهلال في مقارعة الكبار حتى اصبح زبوناً دائماً في الأدوار النهائية لدوري ابطال افريقيا، في الوقت الذي يودع فيه المريخ (زعيم سيكافا) البطولات الكبيرة من الأدوار الأولى. يلعب الهلال مع مازيمبي واسيك العاجي والزمالك والأهلي المصري والترجي الافريقي والصفاقسي وشبيبة القبائل الجزائري وليوبارد وفيتا كلوب وانتر كلوب فيما يواجه المريخ رفاقه من شاكلة اتراكو وكمبالا وتشتشي وعزام وبنادير الصومال، فمن الطبيعي أن سيستأسد المريخ على هذه الفرق التي تلعب من اجل الاحتكاك واكتساب الخبرات وتترك اللقب للمريخ ليبصم بالعشرة على أن سيكافا بطولة مفصلة على مقاسه. وبالرغم من ذلك لا نملك إلا أن نقول مبروك للمريخ الذي لم يخب ظن اتحاد الكرة الذي داس على قرارته وسمح للمريخ للمشاركة في البطولة مع أنها مخصصة لخامس دوري الممتاز وليس البطل، وبما أن هذه البطولة خاصة فكان لا بد أن يشارك فيها المريخ بقرار خاص وحتى الكأس كان خاصاً ومخصوصاً للمريخ بعد التعاطف الذي وجده من اللجنة المنظمة للبطولة التي قامت مشكورة بالغاء انذارات الادوار الأولى للبطولة حتى يتمكن الحارس الأوغندي جمال سالم من المشاركة. فوز المريخ بهذا الكأس الخاص لا ينقص من قدر الهلال شيئاً لأنها بطولة لا تغني ولا تثمن عن جوع، بالرغم من أنها تمنح المريخاب دفعة معنوية كبيرة وتجعلهم يحسون أن فريقهم كبير أيضاً وقريب من الهلال، وهذه محمدة أيضًا إلا أن الواقع يقول إن المريخ سيكون (ضل) الهلال إلى أن يرث الله الأرض وماعليها وليس هذا تبخيساً أو تقليلاً من مكانة المريخ ولكنه الحقيقة التي يهرب منها أهل المريخ. فالهلال الذي ترك المشاركة في بطولات سيكافا قبل 17 عاماً، كبرت احلامه ولا يمكن أن يقارن نفسه مع هذه الأندية الوضيعة، وتتراجع احلامهم واهدافه بهذه الصورة المريعة بعد أن أصبح يقارع كبار القارة الافريقية وتبث مبارياته في القنوات المشفرة ورسخ اسمه في ذاكرة محبي الكرة الجميلة.. وفي الختام نبارك للمرة الثالثة هذا اللقب الخاص للمريخ.. وقبل الوداع يبقى الهلال هو الرقم الصحيح في الكرة السودانية وما دونه صفر على الشمال.