غريب أمر الهلال والمريخ فهما يتشابهان في كافة تفاصيلهما وكما يقول المثل السوداني: فولة وانقسمت النص.. فالفريقان يتشابهان في نوعية جمهورهما المتشنج العاشق للانتصارات الذي يرى أن هزيمة الفريق أمر مستحيل ولايمكن أن يحدث وهو جمهور يؤمن ايماناً قاطعاً بأن فريقه لن يتعرض للهزيمة وهو جمهور يحمل اللاعبين على الأعناق لحظة الانتصارات وهو نفس الجمهور الذي يصب جام غضبه على اللاعبين ويوجه لهم الاساءات البالغة ويبلع كافة اشاداته التي سطرها بالأمس وهما ناديان يعتمدان على آلية واحدة للصرف فرئيس النادي هو الداعم الحقيقي فنجد أن رؤساء الهلال في الفترة الأخيرة هم الداعمون الحقيقيون لناديهم وأعضاء مجالس الادارات يكتفون بالتصريحات والظهور الاعلامي ولا يدخلون أياديهم في جيوبهم على الاطلاق ويدافعون عن رئيس النادي. والهلال والمريخ يتشابهان حتى في اجتماعاتهما ففي الغالب الأعم تكون الاجتماعات خارج حوش الناديين وغالبًا ما تكون بالتمرير وهما ناديان تقف كل حاجاتهما إذا غاب رئيس النادي في رحلة خارجية قصيرة، فقد قالها البرازيلي ريكاردو مدرب الهلال السابق الذي قال في تصريحات صحفية إنهم في غياب صلاح ادريس لن يتمكنوا من الحصول على كيلو موز. وحسن وحسين يتشابهان في عدم وجود ناطق رسمي، فالكل يتحدث فيما يعنيه وفي ما لا يعنيه وحسن وحسين يتشابهان في أن الادارات السابقة للناديين تدير النادي بفكر إداري مستنير وقرارات صارمة وقوية في عدم وجود المال في تلك الفترة، حيث كانت إدارتي الناديين في تلك الفترات تقود الهلال بهيبة واحترام ومثال لذلك نجد في الهلال الراحل الطيب عبد الله والراحل حسن أبو العائلة في المريخ وهما يتشابهان في وجود آلة إعلامية ضخمة تحمل نفس الأفكار وهي آلة إعلامية قوية من شأنها أن تضع خارطة الطريق لقرارات مجلس الإدارة. وحسن وحسين يتشابهان في انهاء عقودات المدربين بسرعة فائقة ويتعاقدان مع المدربين بنفس السرعة وهما يحاكيان بعضهما البعض في تسجيلات اللاعبين فقد ظلا في السنين الأخيرة يرفعان بورصة النجوم بلا أي مبررات وهما يحاكيان بعضهما البعض في تسجيلات اللاعبين فقد ظلا في السنين الأخيرة يرفعان بورصة النجوم بلا أي مبررات وهما يخافان من بعضهما البعض خوفاً كبيرًا فيمكن أن يقوم الفريقان بتثبيت لاعب من الفريق رغم التقارير الفنية القوية التي تؤكد بأن هذا اللاعب غير مفيد فنياً ولكن الاشاعة التي انطلقت تؤكد أن أحد الفريقين يرغب في تسجيله وهما يتشابهان في الخروج صفر اليدين من بطولات الاندية الافريقية أبطال الدوري التي لم يسبق للفريقين أن تمكنا من الحصول على بطولاتها والغريب في الأمر أن الفريقين لا يستفيدان من تعثر بعضهما البعض فالمريخ تعثر أمام الرابطة كوستي وخرج بالتعادل مؤخرًا وكانت فرصة طيبة للهلال أن يحقق الفوز على الأهلي شندي ولكن كما قلت من قبل إن الفريقين يتشابهان تماماً في نتائجهما وفي مشاكلهما وفي اطروحاتهما وفي الصرف على النادي وفي كل شيء وهناك أمر مهم وهو تشابه الفريقين حتى في المعارضة، فمعارضة الفريقين تفكيرها واحد فالمعارضة ليست معارضة منطقية فالمعارضة تفرح عند هزيمة الفريقين وهكذا تتشابه الأدوار بين الفريقين وهذه مقارنة مبسطة لتشابه القمة وهما يتشابهان في احتكارية الزعامة والوصافة فمتى ينفك الفريقان من حالة التشابه هذه؟. آخر الأشتات: تعجبني رائعة الفنان أبو عبيدة حسن التي تقول: يا حليلو غاب قمر المسا خلانا في لوعة وأسى يمكن نسى ويمكن قسى ويمكن ظروف المدرسة