ترغب جماهير الهلال المنتشرة داخل البلاد وخارجها من مجلس إدارة النادي بقيادة الأستاذ أشرف سيد أحمد الحسين الكاردينال أو بالأحرى من اللجنة الفنية التي قام مجلس الإدارة بتعيينها مؤخراً وترك لها أمر الشأن الفني بالفريق أن تهتم أولاً بالمحافظة على عظم الفريق . لقد أخذ تجهيز هذا العظم الكثير من جهد ومال رجالات الهلال في السنوات الماضية فمن عدم الفطنة أن نفرط فيه هكذا. نعم هنالك عوامل مثل الولاء والعشق للشعار ولكنها مجرد عوامل مساعدة يضاف إليها المقدرات التفاوضية والحكمة في إدارة الأزمات والمال اللازم. كما أن الجماهير الهلالية تتوقع من اللجنة الفنية اختيار مدير فني على مستوًى عال يمكنه من إنزال آمالها وتطلعاتها وأحلامها إلى أرض الواقع فقد اقتربنا كثيراً في الموسم الماضي من تحقيق الحلم ولكن ولبعض التفاصيل الفنية لم نستطع مواصلة المشوار وسقطنا في الأمتار الأخيرة. وأهم هذه الأسباب على الإطلاق هو عدم وضوح الرؤية الفنية وافتقادنا لقائد فني يقود المسيرة بكل حنكة واقتدار حتى نبلغ أهدافنا المرسومة. هدف جماهير الهلال الواضح الان هو الحصول على لقب بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري وهو هدف معلن ولن تتنازل عنه جماهير الهلال مطلقاً، وقد أعلن السيد أشرف سيد أحمد الحسين الكاردينال مقدرته على تحقيق هذا الهدف. نتوقع من المدير الفني الجديد الذي سيتعاقد معه مجلس إدارة نادي الهلال أن يكون ألمعياً يتبع طريقة قياسية تتسم بالذكاء الوقاد بحيث تصنع الفارق ليحقق الهلال الانتصارات المتتالية على أكبر وأعتى الفرق الأفريقية. القيادة هي كل شيء في مثل هكذا بطولات كبيرة,نعم تحتاج تعليمات الجهاز الفني للاعبين يستوعبونها جيداً ومن ثم يقومون بتطبيقها ,ولكن ليحدث ذلك بصورة فعالة فيجب أن تكون نفسياتهم ودافعيتهم وجاهزيتهم في أعلى مستوياتها,والمدير الفني الخبير هو الوحيد الذي بإمكانه التأكد من هذه الجاهزية. نتوقع من المدير الفني أن تكون كل حركاته وسكناته بعد تعيينه منصبةً نحو خلق هذه الأرضية من الجاهزية للفريق. لاعبون مثل لاعبي الهلال لا تنقصهم الدافعية للظهور بمستوًى مشرف في كبرى البطولات الأفريقية والتي تحظى بتغطية إعلامية كبيرة ومن قنوات مثل قناة البي إن سبورت التي تمتلك الحقوق الحصرية لنقل كبرى البطولات العالمية. وكل لاعبي الأندية الأخرى التي تتنافس في مثل بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري هم قطعاً يمتلكون الدافعية مثلهم ولاعبي الهلال ولكن الذي يصنع الفارق هو المدير الفني الخبير الذي يصهر مهارات وخبرات لاعبيه في وحدة واحدة تتحرك نجو تحقيق هدف مشترك وفق خطوات محسوبة ومدروسة. تتوقع جماهير الهلال من المدير الفني الجديد أن يحاول التفوق على منافسيه من مدربي الأندية الأخرى بالتفكير السليم بأدائه لواجباته وأن يكون ذكياً في متابعة منافسيه وإعداد الإحصاءات وتجميع المعلومات وتحليلها حتى يختار اللاعبين المناسبين لكل مباراة وإدخال بعضهم في الوقت المناسب حتى يحقق الانتصار. ويجب أن تهدف خطط المدير الفني الرئيسة نحو الحصول على لقب البطولة بإنتهاء المنافسة وليس شيء أقل من ذلك. وحينها سيفتخر كل لاعب من لاعبي الهلال بأنه قد أسهم في هذا الإنجاز الذي طال انتظاره لأكثر من ثمانية عقود. وبالطبع إذا لم نستفد من دروس الماضي فسوف نسقط سقوطاً مدوياً وقاسياً وسوف نواصل مسلسل الخسارة في الأمتار الأخيرة بعد أن يرتفع سقف الطموحات. المدير الفني الجديد لفريق الكرة بنادي الهلال يجب أن يتمتع بالفطنة والذكاء وأن يكون مهتماً بالتفاصيل الدقيقة,ملهماً وواضحاً وأن يحترم لاعبيه ومجلس الإدارة والجمهور وحتى منافسيه. هذه هي العوامل التي تسهم في نجاح المدير الفني في مهمته وهي التي سوف تجعل الهلال قوة كروية لا تجارى في القارة الأفريقية. الهلال عالم جميل.