منذ قضية القسم الشهيرة لم يتذوق فريق النيل طعم العافية حتي غادر دوري الأضواء (مأسوفا عليه ) أقول مأسوفا عليه لأن نادي النيل الذي اختار له أهله إسم (مؤسسة النيل التربوية) قد دفع الثمن غاليا من مجلس فضل أن يقدم إستقالته بعد أن جعل النيل ينحسر في عام الفيضان ! إتفق مجلس النيل مع الهلال على إنتقال اللاعب (ضفر) وكان القسم حاضرا بين الجميع .. تدخل جمال الوالي وطلب من عبد الله حسن عيسى أن يحول إتجاه (ضفر) للمريخ .. لم يحترم اللاعب قسمه على المصحف ولا إحترم مجلس النيل العقد والعهد والمواثيق مع مجلس الهلال .. مجلس النيل الذي إستلم أموال الهلال ووقع على إنتقال اللاعب عاد ليسلم اللاعب للمريخ ليجد نفسه في النهاية في أحضان دوري الدرجة الأولي بالحصاحيصا. وكان من المفترض أن يحدث هذا من الموسم الماضي لولا الأحداث التي صاحبت مباراة النيل في السنترليق أمام حي العرب والتي أبقت النيل لموسم في الدوري الممتاز ولكنها أبعدت محمد سيد أحمد عن اتحاد كرة القدم السوداني وكانت سببا في إبعاده من رئاسة اتحاد الحصاحيصا .. غضب عم كل ( النيل) وهز الحصاحيصا التي أصبحت بلا ممثل لها في الدوري الممتاز .. النيل الذي باع ضميره وعهده وسلم (ضفر) للمريخ نسي أن غضب الهلال عندما يحل علي نادي فانه يكون كبيرا خصوصا إذا كان رجالات هذا النادي لا يحترمون العهود والالتزامات الأخلاقية والمادية .. لا أعتقد أن غضب الهلال سيتوقف عند إعادة النيل لدوري الأولي بالحصاحيصا ! ومع تراجع النيل فإن (ضفر) الذي أقسم على المصحف أمام رئيس النادي باللعب للهلال تراجع هو الآخر حتى وصل مرحلة اتهامه بالتمرد من قبل اعلام المريخ مع المطالبة بمعاقبته ! عقوبة السماء كانت واضحة في (ضفر) وفي نادي النيل الذي وقف عبد الله حسن عيسي متفرجا عليه وهو ينحسر انحسارا لم ينفع معه وجود معتصم جعفر في كرسي رئاسة اتحاد كرة القدم ولا نفعت معه ضربات الجزاء الكثيرة التي احتسبت للنادي خلال مشوار طويل في الدوري الممتاز ! لن يكون مصير (ضفر) بأفضل من النيل حتي ولو إختاره مازدا للمنتخب ! لا نقول وداعا ولا نقول إلى اللقاء ولكن نقول عسى أن تتعظوا يا أهل النيل وتستغفروا وبعد ذلك لنرى هل تستحقون كلمة الوداع أم الى لقاء !! بوتاكو وقدرة الإعلام السوداني .. مازال مجلس الكاردينال يلتزم الصمت حيال الإخبار التي تتداولها الصحف حول تعاقد النادي مع اللاعب الاثيوبي (بوتاكو) رغم أن الأمر لم يعد محتاجا لتأكيد من المجلس الذي فضل الهروب من تعاقد أبرمه مع لاعب معروف ونجم في منتخب بلاده واراد أعضاء المجلس أن يكون التعاقد سريا في زمن لا يعترف بالسرية مع قدرة للاعلام السوداني يستحق عليها الاشادة في البحث والتنقيب والسعي وراء الأخبار .. وها هي أخبار اخرى تتحدث عن التفاوض مع حارس مرمي غاني ! ثورة الاتصالات كسرت حواجز كثيرة لذلك من الصعب أن تتحكم في تدفق الأخبار وكان من الأفضل لمجلس الهلال أن يؤجل التعاقد مع اللاعب إن كان لا يريد للخبر أن ينتشر لأي سبب من الأسباب .. الآن بوتاكو أمام نظر الجميع لمشاهدته في مباريات المنتخب الاثيوبي ومتابعته أيضا من خلال مبارياته الأخيرة مع ناديه سان جورج قبل فتح باب التسجيلات في الخرطوم لينتقل للهلال .. علي مجلس الهلال أن يبدل في سياسته الاعلامية وأن يعيد صياغة أفكاره من جديد خصوصا وأنه أصبح متخبطا في كل مواضيعه الأخيرة بما في ذلك تعاقد النادي مع شركة (سرية) لرعايته في الموسم القادم بعقد يصل الى ثلاثة مليون دولار وتأكيده على فسخ التعاقد مع نازو وانذاره لشركة كواريزما مع استمرار الشركتين في العمل في داخل ملعب الهلال بعيدا عن تصريحات الأمين العام في الصحف ! كما أن المجلس مازال يتكتم على مفاوضاته مع المدرب الاجنبي رغم الأنباء التي رشحت هنا وهناك .. لقد أشدنا بالتحرك الايجابي للمجلس في أيامه الاولى وأشدنا بروح المبادرة للمجلس وطريقته العقلانية في حل الأمور والاسلوب الخطابي الودي لرئيسه أشرف الكاردينال والذكاء في التعامل من الأمين العام عماد الطيب ولكن المجلس لم يستطع الصمود في هذا الدرب طويلا .. ربما لقلة خبرة أو لتداخل الأحداث .. قليل من الهدوء أخي عماد الطيب وقليل من التريث يعودان بمجلسك الى نقطة الإنطلاق القوية في البداية .. تحسسوا أقدامكم !!