يعتبر من أميز من وقفوا أمام خشبات نادي المريخ ، ومن جيل و(لعيبة) الزمن الجميل ، كان لا يخشى المباريات ويحب التنافس الشريف، وهو صاحب آراء جريئة، وابنه سار على خطاه وتتلمذ على يديه في حراسة مرمى نادي المريخ ، إنه الكابتن الهاديسليم حارس المريخ السابق ووالد حارس نادي المريخ المعار للأهلي الخرطومي أكرم الهادي الشهير بجبل الجليد . التقت به (قوون) وحاورته في عدد من المواضيع وكانت ردوده أكثر جرأة ولم يدلي بها لصحيفة أخرى من قبل منذ أن برز نجمه، ولاسيما الحديث عن ابنه أكرم ،وحتى لانفسد الحوار ندعو القارئ أن يطالع بنفسه ماورد من افادات فماذا قال؟ طلعوني حرامي في بداية حديثه معنا تحدث عن تاريخ التحاقه بنادي المريخ قائلاً: (أعتبره من أجمل أيامي، لأنه في تلك الفترة تحقق حلمي)، وأضاف: (تسجيلي للمريخ كان بمبلغ 1500 جنيه، وعندما تسلمتها ذهبت إلى مدينة مدني فرحاً بهذا المبلغ وأعطيته لوالدتي التى لم تصدق حينها، وصاحت منادية شقيقي بله، قائلة: (يابله تعال سريع شوف الهادي )، بعدها قالت : (والله يابله أنا عندي أربعة أولاد وتسع بنات لكن ما فيهم زول أصبح حرامي (إلا أخوك الهادي دا )...ويضيف الهادي في الحكي بعد أن ضحك : (معها حق...فذلك المبلغ في تلك الأيام كان ضخماً جداً وهي احتاجت مني لوقت طويل حتى استطعت اقناعها بأنني لست (حرامي).. كأس العالم ويزيد الهادي في الحكي قائلاً : (قبل أن التحق بنادي المريخ كانت لديَّ ثلاث أمنيات أريد أن أحققها وهي اللعب في نادي المريخ وتمثيل المنتخب الوطني وأن أتزوج، والحمد لله كل تلك الأمنيات تحققت في عام واحد ويضيف : (الآن أمنيات لاعبي هذا الجيل مختلفة وهي إما أن يمتلكوا عربية فخمة أو بيت فخم وبرغم المبالغ العالية التي يجنوها من أنديتهم لا توجد انجازات)... وأضاف : (والله نحنا لوكنا في زمن جمال الوالي وصلاح إدريس كان جبنا كأس العالم، لأن صلاح وجمال قدرا اللعيبة وهذا التقدير يعتبر دين على اللعيبة لا بد أن يردوه بالكاسات والانجازات). الحوار الغلب شيخو وعن ابنه أكرم يقول : (أكرم كثير من الناس لا يعرفون غير أنه حارس مرمى، وهو وللمعلومية مهاجم مرعب ولديه (مضرب) لا يتوفر عند مهاجمين من أبناء جيله، وكان في بداياته يلعب مهاجماً وعندما يحرز هدفاً كان يعود ليقف حارساً للمرمى، وأنا قلت له: (ياولدي...ركاب سرجين وقيع)، ومن الأفضل لك أن تركز في حراسة المرمى فقط، وقد كان وهو الآن (الحوار الغلب شيخو). ويضيف سليم: (مشكلة أكرم الأساسية أنه ينفعل بسرعة، وهذه مشكلة يجب أن تعالج) وأنا ماعايز أتحدث عن أكرم كثيراً عشان ما الناس تقول بمدح ولدو، ويكفي اشادات المدربين العالميين عن أكرم، وماينقصه هو عدم الانضباط وغير ذلك لاينقصه شئ . مواقف طريفة وعن المواقف الطريفة يقول الهادي: قبل فترة ذهبت لشراء لبن وخلال دردشتي مع البائع قلت له إنني والد أكرم، فنظر إليَّ بدهشة قبل أن يقول في سخرية: (والله أنت تكون والد أكرم أديك (التُمنة) دي كلها مجاناً)...وأضاف:( كثيرون لا يصدقون أنني والد أكرم، ولكني أرد عليهم ضاحكاً: (ياجماعة...أنا والد أكرم...الصدَّق صدَّق والما صدَّق يمشي معاي البيت) وكثيرة هي مثل هذه المواقف. كانوا بقولوا لي الهادي (الشين) عدم تصديق الناس على أنك والد أكرم في مثل هذه المواقف هل هذا يعني أن الجمهور لايعرف تاريخك في الكورة أم نجومية أكرم طغت على نجومية والده ؟ وعن هذا السؤال يقول : بالطبع مثل ماقلت لك فإن أكرم هو الحوار الغلب شيخو وكل جيل ليه رجاله ويضيف : أنا زمان جمهور الهلال كان بلقبني بالهادي الشين وعندما يلج شباكي هدفاً كان الجمهور يهتف (دخلت بي وين يا الهادي الشين ) وهذا اللقب جعلني ارتبط بامرأة تمتلك قدرًا من الجمال وشئ طبيعي أكرم يملك بعض من ذلك الجمال ومايطلع (شين) لكن بس فات أبوهو في الحراسة ويعود ذلك على أن الكورة تطورت وأصبح فيها مدرب حراس ومعسكرات وماشابه ذلك، ولكن الذين كانوا حضورًا في الزمن الجميل يعرفون الهادي سليم جيداً وهذا زمان أكرم . مباراة مازالت عالقة في ذاكرتي وعن المباراة التي مازالت عالقة بذاكرته يقول الهادي سليم ل(قوون): مباراة المريخ مع فريق فاطيما من أفريقيا الوسطى التي انتهت لصالح المريخ ثلاثة صفر وحينها لم يكمل فريق فاطيما المباراة وانسحب من الملعب وبعديها وقَّف الحكم الكورة لمدة ربع ساعة وبعدها أعلن نهاية المباراة وهذه المباراة مازالت عالقة بذاكرتي، لأن كمال عبد الوهاب وسانتو لعبا فيها مباراة جميلة وممتعة وقدما أجمل ما عندهما. أكثر الأهداف التي سجلت في شباكي هدفين أما عن أكثر المباريات التي تلقت فيها شباك الهادي عدداً من الأهداف يقول ضاحكاً : طيلة فترة وقوفي على الخشبات لم تسجل في شباكي أكثر من هدفين وأنا (داخل في حلف) بيني وبين نفسي وهو إذا سجلت في شباكي أكثر من هدفين لا أواصل المباراة وانسحب من الملعب بكل الطرق حتى ولو مدعيًا الإصابة ويعود ذلك إذا سجلت في شباكي أهداف كتيرة معناها أني لاعب مع فريق لايوجد فيه دفاع ولاوسط ولا مهاجمين وهذا يعني اخفاق تام والحمد لله في فترتي كنت العب مع مدافعين شرسين. لا أعرف برشلونة ولا ريال مدريد وعن أفضل فريق أوروبي يقوم بتشجيعه يقول: بكل أمانة ماعندي أي فريق أقوم بتشجيعه ولا أعرف برشلونة ولا ريال مدريد ولست متابعاً لهما برغم الزخم ومايقدمانه من كرة قدم جميلة، ولكن في المنتخبات أشجع منتخب الكاميرون برغم تراجعه في الفترة الأخيرة ويضيف ضاحكاً : أنا أخشى التشجيع لأني إذا (مسكته ) في حاجة ما بفكها بالساهل لذلك لا أشجع تلك الفرق حتى لا تشغلني في حياتي وكفاية المشغوليات الفيها. مدرب يعطي التوجيهات من المقصورة ويحكي الهادي عن أكثر المدربين الذين كان لهم الفضل في بروز موهبته الكروية بعد أن ظهرت على صوته نبرات الحزن قائلاً : لا أنسى فضل المدرب المرحوم منصور رمضان الذي كان من أميز المدربين في الملاعب وهو من الذين عملوا في دول الخليج التدريب، فكان منصور رجلاً موهوباً ويعرف نفسيات اللاعبين وكل مايقوله كان يحصل في المباريات ومن المبالغات منصور إذا قال ليك واحد زايد اتنين يساوي أربعة مفروض تصدقوا وكان يفعل أشياء في التدريب غريبة بعض الشئ، منها أنه لا يجلس في كنبة الاحتياط ويلقي التوجيهات مثل كل المدربين، ولكنه كان يجلس على المقصورة ويعطي التوجيهات بين الشوطين للاعبين باختصار هو مدرب لايتكرر في هذا الزمان. علي قاقرين كنت أضع له ألف حساب وعند سؤالنا له عن أكثر المهاجمين الذين يخشى الهادي ملاقاتهم في ذلك الزمان يقول : أولاً من المفترض أي حارس يخشى كل لاعب في الخصم ويكون في كامل الاستعداد وأكتر زول بعمل ليه ألف حساب هو لاعب الهلال السابق علي قاقرين، لأنه من اللاعبين الذين يسددون الكرة من أي مكان وله مضرب قوي ولا تستطيع تحديد متى يركل الكرة لذلك نصيحة مني لكل حراس المرمى أن يكونوا في حالة استعداد تام في كل المباريات. طموح اللاعب السوداني يركب عربية وعن اللاعب السوداني يقول : مشكلة اللاعب السوداني في كل الدرجات أن يسجل في فريقى القمة ( هلال مريخ) وعندما يتحقق هذا الحلم بعديها يشتري عربية ويغير مشيتو ويلبس (برمودة) وفنيلة (اطعني حقنة) لذلك لا يتطور، وكثير منهم غير متعلم وحتى لعيبة هلال مريخ الذين يسافرون كثيراً ويقيمون في معسكرات خارج البلاد لم يتعلموا اللغة الانجليزية لا بالممارسة ولا عن طريق جلب معلم للغة الانجليزية ويستفيدون منهم من خلال تواجدهم خارج البلاد، واللغة الانجليزية تساعدهم في الاحتراف الخارجي وما ممكن فريق أجنبي يسجل لاعب ويسجل معاهو مترجم، واللغة الانجليزية في هذا الزمان أصبحت أكثر من مهمة. الهلال كسب المباراة قبل بدايتها وعن مباراة الهلال والمريخ في كأس السودان ، قال غاضباً: دي لم تكن مباراة قمة في كل الأحوال ولكنها كانت عبارة عن هرجلة في الملعب والمدرجات في جميع النواحي وفي المدرجات كانت ألفاظ بذيئة وخارجه عن حدود الأدب حتى أنك لا تفرق بين المقصورة والمساطب الشعبية. ويضيف معلقاً على هزيمة الهلال قائلاً: مشكلة الهلال الوحيدة في المباراة أن إعلام الهلال صوَّر له المباراة قبل بداياتها وضمن المباراة وفاز الهلال بكأس السودان قبل المباراة ب(24) ساعة لذلك كانت هذه الخسارة المفأجئة لجمهوره.
