* بدأ القلق يتسرب إلى نفوس أنصار المريخ وفترة الانتقالات الشتوية تمضي دون الكشف عن هوية اللاعبين المحترفين الأجانب وعدم تسرب أي أخبار مؤكدة عن أسماء لاعبين بعينهم ماعدا الغاني أكرا الذي لم يحسم أمره حتى الان برغم الاتصالات المكثفة التي قادها رئيس النادي في الأسبوع الماضي. * قلق الأنصار طبيعي خاصة في ظل الحاجة الماسة للاعبين أجانب مميزين في وظيفة صانع الألعاب والمحور والمهاجم الصريح، لأن احتمال مغادرة تراوري في أي وقت لايزال قائماً إذا ما وصل عرض رسمي من أي نادٍ كما ظل يردد اللاعب نفسه. * ولكن وبحسب متابعاتنا فإن رئيس النادي يدير الملف بدقة وتأني، كما أن الاستراتيجية التي يتعامل بها مع الملف تعتمد على جلب لاعبين صغار في السن من أصحاب الطموح العالي والمشاركات الأفريقية المستمرة مع أنديتهم وربما المنتخبات في السنوات الأخيرة وبأسعار معقولة . * أعتقد أن هذه الاستراتيجية في استجلاب المحترفين ممتازة ومفيدة للنادي وتعني أن الرئيس استفاد كثيراً من التجارب الماضية، كما أن السرية في هذا الملف مطلوبة وبشدة لأسباب كثيرة أهمها مضاربات السماسرة عندما يتعلق الأمر بالمريخ ورئيسه جمال الوالي. * نجاح صفقة الحارس الأوغندي الشاب جمال سالم وقلة المقابل المادي المدفوع للاعب والنادي والذي لم يتجاوز ال40 ألف دولار أغرى رئيس المريخ للبحث عن لاعبين بهذا المستوى ويقدمون الإضافة الملموسة للفرقة الحمراء، لذلك رفض الكثير من العروض لجلب لاعبين أفارقة معروفين. * الاتجاه للاعبين المصريين أيضاً خطوة ايجابية ونجاح تجربة الحضري وأيمن سعيد مغرية جدًا للتعاقد مع لاعبين جدد ويجب ألا نغفل حقيقة مهمة وهي أن اللاعب المصري يتميز بعقلية احترافية كبيرة وتكوين جسماني مثالي وروح عالية وبصمته تظهر بوضوح في الفريق. * وأعتقد أن وجود لاعب مصري بجانب أيمن سعيد سيكون أثره ايجابياً للحد البعيد، سيتوفر الاستقرار للثنائي وسينعكس على ذلك على مردودهما ويستفيد الفريق. * كما أن الاستعجال في ملف المحترفين والاستجابة لضغوط الجمهور والصحافة يمكن أن يهدر جهود النادي ويورط المريخ في صفقات مضروبة ويضيع الوقت في استقدام لاعبين مصابين أو يلهثون فقط خلف المال وليس لديهم دافع فني وهذه النوعية من اللاعبين متوفرة بكثرة في سوق المحترفين. * نرجو عدم الاستعجال ونطالب أنصار المريخ بعدم الاستعجال والقلق فهناك متسع من الوقت ولاتزال الأمور في طور المفاوضات والاتصالات وبحث الخيارات وصولاً إلى الأفضل وهذا حق مشروع لرئيس النادي واللجنة الفنية، كما أن صفقات المحترفين لا تنتهي بهذه السرعة ولا بهذه السهولة. مات الحكيم * رحل الأستاذ حسن محمد عبدالله، حكيم المريخ وأحد أبرز رجالاته وقادته وحكمائه ظهر يوم الجمعة وخلَّف حزناً كبيراً في أوساط الرياضيين عامة والمريخاب بشكل خاص، لأن الرجل كان من دعاة السلام والمحبة في الوسط الرياضي ولم يدفعه عشقه الفاضح للأحمر الوهاج إلى الدخول في معارك أو مهاترات طيلة حياته الذاخرة بجلائل الأعمال. * الحكيم كان حالة فريدة في المريخ وعطاء استثنائي، ارتبط بالنادي الأحمر ارتباطاً وثيقاً ولم يمنعه المرض وتقدم العمر من الارتباط بعشقه الأزلي والمشاركة في كل فعالياته واحتفالاته وكذلك مواصلة أبناء المريخ في السراء والضراء ،وكان يحظى بإحترام وتقدير مبالغ فيه ويستحقه تماماً. * أذكر في عقد قراني طلب مني الزعيم ود الياس أن أذهب للحكيم حسن في منزله وتقديم الدعوة له بنفسي، لأن أمثاله لاتتم دعوتهم بكرت أو رسالة وقد كان، وعندما حضر الرجل إلى مسجد النيلين برفقة ابنه شعرت بفخر واعتزاز لأن الرجل استجاب دعوتي وشرفني بحضوره الفخيم. * الأعمال الجليلة التي قدمها حكيم المريخ اجتماعياً ورياضياً وفي السلك التعليمي لاتعد وستظل منارة سامقة ودليل على أن قيمة الإنسان الحقيقية في عطائه وخيره للمجتمع والناس وفي سيرته العطرة التي يتركها بعد رحيله ، وقد تبارى الخطباء في ذكر محاسن الحكيم حسن وأعماله الخالدة سواءً في الجامعة الأهلية أو في المريخ. * بموته فقد المريخ حكيماً وأباً ومعلماً ومرجعاً تأريخياً ورجلاً لن يتكرر بسهولة، ندعو له بالرحمة والقبول الحسن وأن يجعل الله الجنة مثواه.