أنهى منتخبنا اليتيم مشواره في التصفيات الأفريقية بهزيمة جديدة أمام الكونغو في أرضه ووسط جمهوره القليل الذي حضر المباراة التي قدم فيها صقور الجديان أداءً جيداً وكانت النتيجة العادلة هي التعادل على أقل تقدير ولكن السقوط في ملعبنا أصبح ملازماً لنا في كل الأحوال. * مدرب الكونغو الفرنسي الخبير بالكرة الأفريقية اعترف بقوة منتخبنا وقال في تصريحات صحفية عقب المباراة: إن الحظ منع السودان من التأهل إلى النهائيات، وأشاد ببعض اللاعبين على رأسهم بكري المدينة ونزار حامد وصلاح الجزولي. * ليس الحظ وحده من حرم المنتخب من التأهل ولكنها عوامل كثيرة تكالبت على المدرب المظلوم مازدا الذي يتحمل المسؤولية لوحده عقب كل اخفاق، والغريب أن من ينتقدون أيوب الكرة السودانية لايسألون أين اتحاد الكرة الغائب عن مسرح الأحداث ولايعرف شيئاً عن مسيرة المنتخب إلا بالاتصالات الهاتفية سواءً كان المنتخب داخل السودان أو خارجه. * مازدا كان رئيس البعثة في أديس أبابا وديربان بجانب عمله مدرباً للفريق وليس هناك مسؤول واحد من الاتحاد المحترم تكرم بمرافقة المنتخب سوى زكي عباس بصفته الشخصية، وكان موجوداً في أديس، ولكن ليس ضمن البعثة الرسمية، وحتى في مباراة الكونغو لم يحضر أحد من الضباط الأربعة وتواجد فقط زكي وشروني ومحمد سيد أحمد الذي طالب مازدا بالاستقالة نهاراً في الصحف. * لن نتحدث عن دعم الدولة وميزانيات الإعداد للمنتخب ولن نكتب عن دور وزارة الرياضة لأننا نحرث في البحر ولكن من حقنا أن نطالب مازدا بالاستقالة وعدم تحمل إهمال الدولة والاتحاد للمنتخب ونطالبه أيضاً أن يبتعد حفاظاً على تأريخه مع الصقور وأن يترك الفرصة للاتحاد ومن قبله الدولة لتحمل مسؤولياتهم تجاه المنتخب لأن وجوده إدارياً ومدرباً يغطي على كل هذه السلبيات. * أخطر مافي هزيمة منتخبنا أمام الكونغو انها ستؤدي إلى تراجعنا في التصنيف الدولي ويمكن أن نبدأ تصفيات 2017 من الدور التمهيدي وإذا استمر التعامل مع المنتخب بهذه الطريقة العقيمة فلن نفلح في الوصول إلى النهائيات وسيتواصل الغياب ربما إلى أجل غير مسمى. منطق نادر * نادر مالك واحد من الشخصيات الرياضية المثيرة للجدل في الوسط الرياضي هذه حقيقة وصاحب آراء جريئة مطلوبة ولكنه بالمقابل أيضاً يفتقد لثقافة كيفية إدارة صراعاته وأزماته ويحصر نفسه واجتهاداته في خانة المستهدف فقط لجمال الوالي لاغير وبذلك يفسد طرحه ولايجد قبولاً عند الغالبية، لأن اقتران الحلول والنظريات بالشخوص والعداء يفرغ الحوار من مضمونه ومن إطار المصلحة العامة. * أجريت حواراً مع نادر بعد قطيعة طويلة واعتذار رقيق منه فهو رجل يحب المواجهة وأنا أحترم ذلك سرد في الحوار كل أفكاره وآراءه في مايدور في المريخ وقتها بموضوعية وبشَّر بإنفراج وشيك في العلاقة بين التحالف المعارض وجمال الوالي ولكن ذلك لم يحدث وعادت الأمور أسوأ مما كانت. * وبالأمس قرأت له حواراً مع الزميل خالد عزالدين وأعجبت بطرحه ونظرياته رغم أنه ظل يكررها دائماً ورغم أن تطبيقها صعب ولايتوافق مع الظروف الاقتصادية الراهنة ولا أسلوب العمل الإداري الموروث في الأندية وتحتاج إلى سنوات طويلة وتغيير كبير في المفاهيم كما قال وكذلك تحتاج إلى سمو النفوس وصفائها ولو اكتفى نادر بدوره مفكراً ومنظراً لكان حواراً قيماً ولكنه لا يستطيع أن يخرج عن دائرة استهداف جمال الوالي ووصفه بالفشل. * الأفكار بدون أموال لا تتطور ولا تقدم ولا تنزل لأرض الواقع. اللاعبون المحترفون الأجانب والمحليون لا يقبضون أفكاراً في نهاية الشهر مرتبات ولايقبلون بالنظريات والتهنئة فقط حوافزاً عقب الفوز...كرة القدم هي أموال في المقام الأول يا نادر. * ولو كان نادر يرفض الاعتراف بهذه الحقيقة لأنه لايحب أن يدفع المال أو ثقافته غير ذلك فليس من حقه أن يهاجم الآخرين الذين ينفقون أموالهم من أجل التطور والحصول على نتائج والاستمرار في البطولات وليس من المنطق أن يختذل نادر النجاحات التي حققها العملاقان في فترة جمال وصلاح أفريقياً في عبارة أنها لا تتناسب مع الصرف الكبير. * هل سياسات برشلونة التي استقدمت نيمار وريال مدريد الذي تعاقد مع بيل بأموال ضخمة فاشلة؟ وهل استجلاب الأهلي والزمالك والترجي ومازيمبي ووفاق سطيف للمحترفين الأجانب لم يقودهم لمنصات التتويج أو المنافسة على الألقاب؟ وهل بدون المحترفين أمثال كلتشي وإيداهور وقودوين وباولينو ويوسف محمد وديمبا وغيرهم في أعوام 2007 و2008 و2009 ومدربين من عينة ريكاردو واتوفيستر وغارزيتو مثلاً كان يمكن للعملاقين أن يصلا إلى أدوار متقدمة أفريقياً ويحتل المريخ المركز الثاني في الكونفدرالية. * هل سأل نادر نفسه وأعضاء التحالف لماذا هم معزولون عن الإعلام الأحمر وأن كل مخططاتهم تنفذ عبر إعلام الهلال..لا تقل بأن جمال الوالي مسيطر على إعلام المريخ فهذا وهم فقط، ولكن الحقيقة هي فشلكم الذريع في إقناع جمهور المريخ وإعلامه بأنكم الأفضل وأنكم إصلاحيون بلا أجندة شخصية * كن منطقياً أخي نادر وقلل من لغة الاستهداف وحاول أن تكسب مناصرين بالإقناع وليس بعداء جمال الوالي.