هل يمكن أن يأتي زمان نشاهد فيه مباراة في نهائي إحدى البطولات السودانية بين الإتحاد والاهلي مدني .. !! وهل يمكن أن نشاهد نهائي آخر بين الأهلي شندي والأمل عطبرة .. وحي العرب بورتسودان والميرغني كسلا .. هل يمكن ان يأتي زمان ( أشتر ) تنكسر فيه قاعدة تسيد الهلال والمريخ لكل البطولات السودانية منذ عهد بعيد ..!؟ الله يديكم ويدينا طول العمر ..!! جلس العالم العربي كله مساء الأمس للإستمتاع بمشاهدة ديربي جدة بين الإتحاد والأهلي في نهائي كأس الملك للأندية الأبطال .. وطافت في مخيلتي وأنا أشاهد التطور المذهل الذي وصلت اليه كرة القدم السعودية تلك الرواية المؤكدة والتي للأسف الشديد أغفلها كُتاب التاريخ عن عمد كما أغفلوا الأهرامات السودانية التي هي أقدم من الأهرامات المصرية بألاف السنين .. وكما اغفلوا عمدا وأخفوا معلومات تاريخية تحكي عن الدور الكبير الذي لعبته شخصيات سودانية في نشر رسالة الدين الإسلامي منذ عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم ..!! أذكر انني وقبل فترة طويلة شاهدت حلقة من برنامج أسماء في حياتنا إستضاف فيها مقدم البرنامج العارف بالله البروفسير الشيخ حسن الفاتح قريب الله الذي تحدث عن يقينه في تورط مؤرخي دولة شقيقة في تغييب كل ما هو سوداني عن التاريخ الإسلامي .. تماما كما فعلوا لتهميش الأهرامات النوبية في شمال السودان ..وساعدناهم نحن حينما واصلنا في سنة الإهمال والتغاضي حتى بدى السودان وكأنه أرض تكونت بفعل الزلازل والبراكين قبل بضع مئات من السنين ..!! الرواية التي قلت انها طافت بذهني تقول أن مجموعة من أبناء ودمدني من الذين حملتهم سفن البحث عن الرزق الكريم كانوا وراء تأسيس ناديي الأهلي والإتحاد جدة .. !! ذهب هؤلاء الشباب الى هناك والأشواق الى شوارع وحواري مدني السني تكاد تقتلهم فقاموا بتأسيس فريقين سمي الأول بالإتحاد وسمي الثاني بالاهلي تيمنا بفريقي الأهلي والإتحاد مدني عسى أن يخفف ذلك ولو قليلا من أشواقهم لأحياء القسم الأول والمزاد وأم سويقو والدباغة .. !! ومن هنا بدأ تاريخ هذه الأندية التي إستطاعت أن تطور نفسها وتترقى الى اعلى مراقي المجد والتطور والشهرة .. بينما لم يتغير ناديا الأهلي والإتحاد مدني إلا للأسوأ فأصبحا من فرق ( الكومبارس ) التي لا حول لها ولا قوة في أمر المنافسة على البطولات المحلية .. فهل يا ترى يمد الله في أعمارنا لنشاهد ذلك اليوم الذي يجلس فيه كل العرب أمام أجهزة التلفاز لمتابعة نهائي بطولة كأس السودان بين الإتحاد والاهلي مدني كما حدث أمس بين سمي الرومان .. وسمي سيد الأتيام ..!؟ دعوة نوجهها لكل شباب السودان .. إنفضوا الغبار عنكم وكفانا دور المتفرج .. كان لأبائنا وجدودنا دور كبير في تطوير وتعليم العرب ألف باء تاء ثاء كل شيء .. رياضة .. سياسة .. جغرافيا .. تاريخ ..وإنجليزي كمان ..!! من منا لم يسمع بالدور الكبير الذي لعبه السوداني كمال حمزة مدير عام بلدية دبي منذ العام 1961 وحتى العام 1985 في صناعة دبي التي نفرح حينما نزورها اليوم .. كمال حمزة الذي في عهده افتتحت الملكة أليزابيث ملكة بريطانيا مبنى بلدية دبي وكان هو المرجعية التي يستند عليها أل مكتوم قبل الذهاب في أي خطوة .. ولا ينكر أهل الإمارات العربية المتحدة جميعهم .. واهل دبي على وجه التحديد الدور الكبير الذي لعبه كمال حمزة في نهضة مدينة دبي التي أصبحت الآن قبلة لكل العالم .. ويكفيه فخرا حضور سيرته وصوره في كتاب ( سيرة وتاريخ آل مكتوم حكام دبي ) الذي أرخ لنهضة بلدية دبي ..!! بالمناسبة كانت دبي قد خطفت كمال حمزة من مدينة عطبرة التي كان حمزة معتمدا لها .. وربما لو أن دبي لم تفعل ذلك .. لكانت عطبرة هي قبلة العالم الآن بدلا عن دبي..من يدري .. أقول ربما كان قد حدث هذا ..!! دعوة لكل الشباب السوداني .. هلموا لكي نقتدي بماضي الشخصية السودانية التي لم تكن أبدا تزهق الوقت في تصفيف الشعر والرقص في الحفلات .. ومشاغلة البنات ..!! المهم قف : قول للزمان ارجع يا زمان