* تغريدة جديدة:بقلم: عبدالمنعم محمد سيد أحمد * أمسك اليوم بالمجداف مبحراً في رحلة جديدة مع سفينة عملاقة ذات ألواح ودسر وهيئة تسر ألا وهي صحيفة (قوون) الغراء الأميرة المتوجة والشعلة المتوهجة في عالم الصحافة الرياضية ولعلي اليوم أحس شيئاً من الخوف ماتعودته من قبل في كل سياحتي وسباحتي السابقة في عهد صحيفة (الكابتن) مسقط رأس قلمي مروراً بشواطئ (المشاهد) الدافئة. فرج الله كربتها ورد غربتها – وعبوراً إلى ثبح (الموج الأزرق) المتلاطم ومن قبل ذلك كانت لقلمي واحات واستراحات رحبة حيث أنزلت الركائب يوماً على أرض الحبيبة (حبيبة البلد) وسعدت باللعب مع (المنتخب) وارتاحت خطاي على ملاعب (المونديال). * أما الخوف الذي ذكرته فربما كان مرده إلى هذه الأقلام العظيمة التي تعمر ساحة (قوون) وتغطي مساحاتها وأذكر منها ربان السفينة وقائدها الأستاذ طلال صاحب إطلالة الحرف الأنيق عندما يكتب ومن عجب فهو يقول عن كتاباته أنها غير ملتزمة مع أنها عندي (لزوميات) مثل لزوميات حكيم المعرة لولا أنها در منثور، وأذكر منها أستاذي الكبير داؤود مصطفى صاحب ضفاف المزاج (الرايق) وأخي الجميل رفيق السفر الذي طال ولم يمل الأستاذ محمد عبدالماجد وأخي الحبيب خالد عز الدين ذاك الذي كشف الحجاب عن قلمه فأسفر بدراً يمتع الهلال. وحجة تقنع الاتحاد وسيفاً يرعب المريخ والأستاذ الجليل القامة عبده قابل عمدة تاريخ الإحصاء الرياضي السوداني بلا منازع أو مقارع ويجلب الضحكة والابتسامة قلم أستاذي وصديقي د. أحمد دولة من خلال قفشاته "بالجد شفت ومقرم" كمان و من هناك وفي زاوية أخرى تطل الأستاذة عفاف حسن أمين وعلى أذنيها سماعة (طبية) تفضح وتكشف خفقات قلوب العشاق ولوعتها وهي تمارس دور (دكتور حب) غير أني لا أدرى ما تفعله بعد ذلك بتلك القلوب (الرهيفة) أتداويها أم (تكاويها وتكويها) بهذا الحديث العذب اللطيف وغير بعيد يطل شعاع الضوء (الأحمر) كما ينبعث ضوء (خلاوي) الوراريق والذين ناداهم من قبل مجنون بني شايق قائلاً: يا الوراريق ليكم بصيح وجن عقلي بعد كان نصيح. كما أبصر مداد محمد الجزولي رقراقاً دفاقاً وهناك الأخت العزيزة إيمان بدوي التي زاملتها في رحلة الموج الأزرق أراها تعتصر من (لألوب بلدنا) عصيراً في مذاق التفاح وصفاء الراح كل هذه الأقلام المتميزة التي ذكرتها هي التي تسببت في حالة الخوف التي اعترتني في من أين لقلمي الرهيف الخفيف بمقارعة هذه الكتائب المدججة ؟ * ثم أني اخترت لهذه الرحلة الجديدة عبر (قوون) اسماً هو (تغريدة جديدة) ولا أذكر أني استعرته من وحي لغة وسائط التواصل الحديثة مثل لغة (الواتساب) التي تختصر وتختذل بعض الكلمات في حرف واحد وقد تواطأ (الواتسابيون) على ذلك فأصبح معلوماً لديهم كما اشتهرت مفردة (تغريدة) عند مستخدمي (تويتر) وأحسب أن التغريد هو غناء العصافير وأن كانت عبقرية الشعر عند حفيد وادي عبقر الشاعر السعودي حسن عبدالله القرشي قد جعلت للفجر تغريداً وذلك في رائعته التي تغنى بها الراحل المقيم عثمان حسين حيث يقول في بعضها: * يا أماني يا أنيسي في دروبي * غرد الفجر فيها ياحبيبي * وقد صادف المغني هوى في نفس المبدع عثمان حسين فصاغ له لحناً جعله كتغريد البلابل وشدو العنادل: * أخي القاري الكريم عذراً عن هذا الاستطراد ولكني أردت أن أقول إن اختياري للتغريد على أغصان (قوون) أو بلغة أصح وعبارة أدق اختيار من طالبني بالتغريد هنا إنما أراد أن يقول إن (قوون) دوحة ترتاح على أغصانها عصافير الخريف والربيع ويتفيأ ظلالها كل قلم سار على دروب الكلمة الطيبة الحلوة التي لا فحش فيها ولا غثاء فيها ولا عواء. وكم أتمنى أن أكون عند حسن الظن. *