* قلنا ان من يحسم معركة الوسط سيحسم نتيجة المباراة ولم نتوقع ان معركة الوسط نفسها ستنتهي بالتعادل ليختفي الحسم!! * سيطر فريق الاهلي شندي سيطرة سلبية الى حد ما على منطقة الوسط حيث اجاد لاعبوه في الاحتفاظ بالكرة وتفوقوا تفوقا واضحا على لاعبي الهلال خصوصا في الشوط الاول في التمرير الصحيح والتمركز ولم يكن هذا الامر مفاجأة، فالثلاثي هيثم وعماري واديس مشهورين باجادة التسليم والتسلم ولكن كانت المفاجأة في عدم قدرة الثلاثي على صناعة فرص سهلة للمهاجمين او ضرب الدفاع الازرق بالتمرير .. وفي مقابل ذلك فإن وسط الهلال ورغم العيب الواضح فيه بالتمرير الخاطئ الكثير إلا انه استطاع ان ينجح في بناء عدد من الهجمات بالإختراق الشخصي او التمرير الطويل سواء من وليد او نيلسون بينما ركز نزار على الخد وهات في الشوط الاول والذي كان ابرز إنتاج الوسط فيه تمريرة وليد علاء الدين لكيبي بينما جاءت بقية هجمات الهلال الخطيرة من حركة المزعج كاريكا الذي تسبب في عدد من الضربات الركنية كان من الممكن ان ينتج عنها كلها أهداف لو احسن الشغيل التهديف بالرأس وبعده نيلسون وكاريكا نفسه الذي صوب بقوة في وقت كانت الكرة تحتاج الى لمسة حنان! * اما في الشوط الثاني فقد كان الصراع على منطقة الوسط كبيرا خصوصا بعد مشاركة بشه الذي اعطى بُعدا إضافيا لوسط الهلال بتحركه للامام وضرب دفاع الاهلي شندي لدرجة انفراده ثلاث مرات، ولا نقول ان بشه اضاع برعونة ولكن نقول ان حظه لم يكن جيدا امس الاول فقد اجتهد واحسن التقدم والتصويب ولكن الحظ عبس له .. * وسط الاهلي شندي ورغم مشاركة محمد حسن المهاري بديلا لاديس لم يزعج دفاع الهلال ولكنه استطاع ان يساهم في عدم هزيمة فريقه حيث احتفظ بالكرة كثيرا حتى ولو بإرجاعها للخلف ولكنه في النهاية حرم منها لاعبي الهلال لفترات طويلة .. * وهذه اولى الملاحظات الغريبة في المباراة وهي خطورة وسط الهلال في بناء الهجمة سواء عن طريق تقدم اللاعبين انفسهم او اسقاط الكرة خلف المدافعين رغم كثرة التمرير الخاطئ وعدم خطورة وسط الاهلي رغم القدرة على الاحتفاظ بالكرة لفترة طويلة .. * ومن الملاحظات ان الفرقة الزرقاء أكملت المباراة بدون مشاركة أي لاعب جديد بعيدا عن حراسة المرمى والملاحظة الأخطر ان ثلاثة من خمسة لاعبين تم تسجيلهم هذا الموسم في كشوفات الفريق الاول ابتعدوا بسبب الإصابة منهم سليمانو المصاب من الإعداد والذي أصيب بدون احتكاك لاعب معه ونفس الشيء انطبق على الاثيوبي بوتاكو وحتى كيبي عندما سقط لم يكن معه احد! وغاب فيصل موسى الجالس على دكة البدلاء ليبقى الحارس مكسيم ممثلا وحيدا للاعبين الجدد في نهاية المباراة! * والملاحظة الغريبة في نجومية المباراة ان سفاري اهدى الهلال عددا من الكرات السهلة لو استثمرت كان من الممكن ان يكون اسوأ لاعب في المباراة ولكننا لا ننكر ايضا انه وفي الشوط الثاني انقذ الاهلي من الكثير من الهجمات الخطيرة واستعمل خبرته لتغطية فراغ كبير تسبب فيه السعودي وعدم عودة لاعبي الارتكاز .. * الملاحظة الجديرة بالاهتمام ايضا والإشادة سواء جاءت صدفة او انها خطوة في طريق الاصلاح بالاعتماد على اللاعب السوداني كانت في الاهلي شندي الذي شارك معه لاعب اجنبي وحيد في الشوط الاول هو الاثيوبي اديس، وشارك كلتشي في فترة قصيرة في الشوط الثاني وخرج اديس .. وبالتالي فان الاهلي الذي كان من أكثر الأندية إشراكا للاجانب اصبح يعتمد على اللاعب الوطني خصوصا في حراسة المرمى والدفاع بينما كان مساوي وحيدا وسط ثلاثة مدافعين وحارس مرمى أجانب! * ومن الظواهر الغريبة ان هناك ثلاثة مجموعات تشجيع هلالية على الاقل جلسوا بالقرب من بعضهم وتنافروا في التشجيع وكأنهم احزاب في انتخابات فضاع صوتهم ولم يصل للاعبين وكان لافتا وجود اسماء المجموعات امام كل مجموعة وكأن الامر يتعلق بتنافس شخصي وليس تشجيع الهلال! * ومن الظواهر الغريبة ظاهرة الإعلان للشركات (مجانا) في مباريات الدوري الممتاز الذي دفعت فيه شركة (سوداني) المليارات ليكون حصريا عليها لتأتي شركة ودون ان تدفع اي شيء لاتحاد كرة القدم السوداني وتعلن عن نفسها إعلانا يساوي ملايين الجنيهات مجانا من خلال جائزة نجم المباراة كما حدث من إحدي الشركات في مباراة الهلال والاهلي شندي والتي توجت نيلسون بنجومية المباراة وقدمت له جائزة ربما لا تساوي ثمن (كرتونة حنه !!) ولكن اسمها تردد في الاذاعة الداخلية كثيرا كما تم الترحيب بمسؤول الشركة وتم الاعلان عن تسليم الجائزة وربما قامت الصحف بتغطية الامر وانتشر اسم الشركة اكثر من شركة سوداني!! * وبالتاكيد فان عدم تلفزة المباراة من اكبر الظواهر السلبية والتي تؤكد بان الاتحاد السوداني يهتم بالانتخابات اكثر من اهتمامه بتطوير منافسته الاولى! اما الامر الاكثر غرابة ويتعلق بنفس الموضوع فهو ما تناوله الاخ مدير الإذاعة الرياضية الاستاذ يوسف السماني والذي هاجم الاتحاد لعدم تكوينه لقطاع تسويق متفرغ مما ادى الى فشل الاتفاق لنقل المباريات تلفزيونيا! ويوسف السماني تقوم اذاعته بنقل مباريات الدوري الممتاز مجانا! فعلا مافي إدارة تسويق يا سماني!! * وبالروح الرياضية نختم هذه الملاحظات فقد سادت روح طيبة في المدرجات التي شجعت الاهلي شندي بعيدا عن الاساءة للهلال وهي ظاهرة طيبة بانحياز المدرجات لاندية المدينة كما كانت هناك روح طيبة بين اللاعبين بقيادة هيثم مصطفى الذي اصر على مصافحة الجميع بالأحضان وبالاحضان نودعكم على امل ان نتحدث عن ظواهر إيجابية في المباريات القادمة! *