سعدت جدا بتعادل الاهلي شندي مع الموج الازرق او (الاسياد) رغم هلاليتي المعلنة والمزمنة، فريق نمور دار جعل ابرم موعدا مع النتائج الكبيرة هذا العام ، وضم الى صفوفه عددا من النجوم المتوهجة هيثم مصطفى وكلتشي وبقية العقد النضيد، الاهلي بالنسبة لي ليس فريق كرة قدم ، علاقتي تتجاوز النادي الى عشق مدينة فاضلة اسمها شندي أمضيت فيها انضر أيام العمر ربتني وقدمتني للدنيا والناس، لنادي الاهلي نصيب من الحب والتكوين فقد كان (ديوان الحلة الكبير) مسرح المواهب وملتقى الانداد والاصدقاء، الاهلي مكون اجتماعي خالد في جينات (الشنداويين) على ايام حكمه بواسطة (آل حجو) تلكم الاسرة الكريمة التي كانت تبسط نبلها وكرمها على ارجاء الحي والنادي وفي ازمنة حرستها اسماء مثل كمال علي جابر وعمر عثمان، ايام كان الاهلي يتسيد ساحة شندي طولا وعرضا وهو يجمع في صفوفه نجوم لم تدركهم اضواء الممتاز لكنهم خلدوا في ذاكرة الشنداويين أمثال النجم سعد الريح وشمس الدين وعاطف بشير وطارق وعماد حمزة (ربنا يطراهم جميعا بالخير...) كان نادي الاهلي ومازال منارة فارعة في عاصمة الجعليين نأوي إلى داره وهو (فريق الحلة) واقرب جار لبيوتنا الكائنة في حي الموظفين، وعلى الرغم من ان الوالد كان رئيسا لنادي الحوش الا ان صلات الرياضة كانت تجمعه بقيادات الاهلي والنيل وكل فرق شندي وجميعهم اصبحوا بعد ذلك من أساطين العمل الرياضي في السودان محمد الشيخ مدني استاذ الرياضيات وابو القوانين والفاضل الاستاذ عصام الحاج والراحل المخضرم عبد المجيد منصور طيب الله ثراه وغيرهم كثر . التحية لقيادة النادي الاهلي الحالية وهي تكسب رهان الموسم وتعد العدة لانتصارات قادمة ، اعجبني (فرح الهلالاب) بالتعادل حزنت لان الاسياد وصلوا الى درجة الاحتفال بهكذا نتيجة وسعدت لان نمور شندي اصبحوا بعبعا يخيف القمة ويدخلها في دوامة نزيف النقاط في كل عام ، تذكرت شندي وايامها ونادي الاهلي والسينما ومكتبة لطفي وفول (عم جاد وابو الزيق وعم نعيم وباسطة الدرديري وقهوة هبار) ، يشدني حنين جارف الى ونسة مع (ملين) أحلى ثمار الحديقة الشنداوية، وسندويتش طعمية في المحطة وحوامة (نص النهار) في السوق الكبير... شوق جارف واحترام وإجلال لاساتذتي الأفاضل الدمور وعباس عبدالوهاب عبد المنعم الجزار وعوض تاريخ والفاضل النبيل عبدالمنعم الذى درسنا تاريخ العالم العربي وكأنه عاش مع العثمانيين، وشيخ عباس الذى نقل لعقولنا الازهر بعلمه وسماحته واعتداله وجماله. تذكرت عددا من اللاعبين المخضرمين الذين علقوا في مخيلتنا ومازالوا يشكلون زمنا مبدعا في مجال كرة القدم ، تذكرت عبدالمحمود (الخواجة) نجم السودان وساردية وشقيقه النقادي وعثمان الجلال وفارسا وعرجت للنسر مع السحار وكازينو وسليمان حليبي وعلي فليكو الذى لعب للمربخ، وفي الحوش كان هنالك الكابتن فيصل الذي هزم المريخ في بورتسودان وهو يلعب ضمن صفوف حي العرب وجمال ومحمد الزين وسعادتو تاج الدين الزين، وفي النيل عاصرنا دحيش 80 وماوماو واستاذنا النجاشي وبقية العقد النضيد... شندي مدينة مميزة انتجت للسودان وعيا مبكرا بالنتائج والانتصارات والتميز كان حراك مراكز الشباب حاضرا وندوات النادي الثقافي عامرة ما اجمل امسياتها الدافئة بقرآن شيخ عبد الرحيم وما امتع منتدياتها، وهي وانديتها تهدي السودان فيضا من الاصوات والكوادر والقيادات والنوابغ في المجالات كافة... شندي بأهلها (وأهليها) ستظل ذكرى في الخاطر ووعيا وتميزا في (الحاضر).. نقول للرياضيين امسكوا الخشب مسيرة النمور ستفضي بها الى المنصات هذا العام.. والتحية لاهل شندي في نهاراتهم البهية وامسياتهم التي كان يلفحها نسيم البحر وتهدهدها اصوات (قوار) و (عصام الجاك) و(جعفر) وحتى (ود دفعتنا) الموهوب فاروق الدرديري. على كل:- * تلك كانت شندي وما يربطني بها من عشق ساتجاوزه اليوم في اتجاه عشقي الاكبر الهلال ..امنياتي للازرق بالانتصار امام ابناء مدينة الحديد والنار (الامل العطبراوي) بإذن الله وحصد النقاط.