فاتن حمامة كانت (هرم) من إهرامات مصر (الناطقة) ..رحلت دون ان تمنح المشاهد حق ان يغيّر المحطة ( يا صاحبى يا صديقى / يا للى طريقك طريقى / ده انا يوم ما اعيش لنفسى / ده يوم موتى الحقيقى)
· في مصر بائع (الفواكه) يشارك فاكهته (الحلاوة) في الكلام والبشاشة والابتسامة التى تجبرك تشيل منه دستة برتقال وكيلو موز وبطيخة حتى ولو كنت غير مقتنع بيها.
· وتدفع ليه بقشيش كمان.
· ربما هذه (فهلوة) مصرية.
· وقد يكون (طيبة) مننا ساكت.
· ربما شجر الفواكه في مصر ..يثمر شيئا من ذلك (المكر) المستطاب...فيمنح بائع الفواكه شيئا من خصائص الفاكهة.
· ملامح مصر في (البنت الفلاحة) الكادحة في شوارع القاهرة ..تشق طريقها من اجل لقمة العيش.
· تكافح دون ان تتخلى عن ادبها وخجلها ..وكرامتها.
· فاتن حمامة ..اروع من قدمت وجسدت دور الفتاة الغلبانة والكادحة والمطحونة.
· التناقض ما بين جمال فاتن حمامة في الستينات وما بين المعاناة التى تجسدها على الشاشة صنع ذلك الابداع ..لتكون هي بذلك التناقض سيدة للشاشة العربية.
· فاتن حمامة كانت (هرما) من اهرامات مصر (الناطقة) ..رحلت دون ان تمنح المشاهد حق ان يغيّر المحطة.
· مصر ...(عم محمد) بواب العمارة ...راجل طيب ..وقلبه ابيض عندما تسلم عليه يرحب بك ترحيب (معرفة).
· زي كأنو بيعرفك.
· او كأنك من بقية اهلو.
· عندما تودعه مغادرا ..تشعر ان الرجل يودعك وداع (عشرة وعمر).
· لا بأس من (البقشيش)..انت مسافر.
· مصر (الفطير) المشلتت..وضكر (البط) المحمر والفول والفلافل ..وفهلوة الانسان المصري البسيط.
· يا عم خلي.
· والشاي (الكشري)...حيث الحياة كلها تعرض هناك في تلك (القهاوي) الونسة والضحكة وغلب الحياة الجميل.
· تقرأ (المصري اليوم)..ونقيف عند (الشروق)...وتطلع.
· والناس الكادحة وصابرة.
· الناس المطحونة ..وحامدة.
· طالعة مع النجمة.
· وصحن كشري ...تاكله تأكيدا على وحدة الشعور ومصرنة المعدة.
· مصر عبدالرحمن الابنودي.
· هرم آخر.
· هرم ناطق بحسنها.
· ناطق بشعرها.
· هو احد علامتها...هو حدوتها وملخصها شعبها العريض.
· هو صوتها.
· هو شارعها الشعري...وبصماتها الواضحة.
· اوضح اصواتها على الاطلاق.
· حضارة 7 آلاف سنة ..لفها في صوته.
· اختصرها في قصائده.
· هو اجمل من يعبر عنها حيث القرية والشارع والفلاح والعفة.
· الابنودي منح للاحلام شرعية ان تحقق..جعل المساواة في (الحلم).
· ( لو مش هتحلم معايا / مضطر احلم بنفسى / لكنّى فى الحلم حتى / عمرى ما حأحلم لنفسى / لو كنت راح افتش / عن منصب ولا جاه / واصاحب الحذر / ده انا ابقى مستحقش حلاوة الحياة).
· الحلم هو الذي جعله بكل هذا التميز والتفرد.
· هذا هو الابنودي قدم البساطة المصرية في شعره ..واحضر (مفردة) مليانة بي النبض والحياة والضجيج.
· نحتاج الى ان نصحي فينا (الاحلام) فقد نامت فينا.
· اصبحنا بدون احلام.
· ربما ..لأن احلامنا لم تعد اكثر من ان نسدد فاتورة الكهرباء.
· وان نسدد اجرة البيت.
· هذه كل احلامنا.
· او تلقى ليك مقعد في بص الولاية.
· الواحد لو كمان جاء راجع البيت شايل ليه معاه (كيس خضار) يكون اصلو ما قصر.
· اتقطع.
· شهر ما عاوز زول يتكلم معاه.
· او يسألو.
· دي كل احلامنا.
· احلام الابنودي خرجت من هذا المستنقع ...احلامه لم تكن لنفسه.
· وهذا الفرق.
· قدم اقوى القيم والمثل في ابسط الكلامات وفي اكثرها يسر.
· ( يا صاحبى يا صديقى / يا للى طريقك طريقى / ده انا يوم ما اعيش لنفسى / ده يوم موتى الحقيقى).
· لم يعش لحظة لنفسه.
· هنا يكون الاختلاف.
· لذلك كان الابنودي منهكا.
· كان مرهقا.
· وصوته يشق عنان السماء – عندما يبدو ملوحا بيده ..وصوته يخرج بكل الملامح المصرية.
· اللكنة الصعايدية الجميلة ..والمفردة (المعطونة) في الحلاوة.
· كلماته تغني بها الشارع المصري واصبحت اهم علاماته ..في كلماته ملامح الرجل المصري ..فيها كل صفاته.
· هو اصدق من عبر عنهم.
· (ما تمنعوش الصادقين عن صدقهم / ولا تحرموش العاشقين من عشقهم / كل اللي عايشين للبشر / من حقهم يقفوا ويكملوا / يمشوا ويتكعبلوا / ويتوهوا أو يوصلوا / وإذا كنا مش قادرين نكون زيهم / نتأمل الأحوال ونوزن الأفعال / يمكن إذا صدقنا نمشي في صفهم).
· هكذا قدم روشته للناس ...دخل في مساماتهم ..وعكس نبضاتهم ..وقدم لهم تلك الوصفات القوية.
· الحكمة في (اذا كنا مش قادرين نكون زيهم) ..تقودك الى ( يمكن اذا صدقنا نمشي في صفهم).
· شعارات الكثير من المسلسلات المصرية وتتراتها كتب كلماتها عبدالرحمن الابنودي الذي غني له محمد رشدي وعبدالحليم حافظ وعلي الحجاز في معظم شعارات المسلسلات التى كتبها.
· محمد الموجي لحن له الكثير من القصائد ..ثم عمار الشريعي الذي رحل قبل اشهر قليلة..لتكتمل الفواجع المصرية بسلسلة من الاوجاع – اسماعيل عبدالحافظ واسامة انور عكاشة وعمار الشريعي.
· وقد كان آخر الراحلين الممثل ابراهيم يسري.
· والابنودي يقول :
· (الدنيا مالها ولا إحنا مالنا / ولا الزمان نسانا إيه جرى لنا / بقينا نحبس في الصدور سؤالنا / ونحسد الصادق على صدقه / ونقف بين العاشق وبين عشقه / نهرب من الصافيين إذا بكيوا / ونحسد الباكيين إذا ضحكوا).
· رصد الابنودي التغيرات التى حدثت في هذا الزمن ..الناس اتغيروا واتبدلوا وركبوا ليهم وش جديد.