ظلت الأسماء المذكورة ولفترة ليست بالقصيرة بعيدة عن المشاركة ضمن الكتيبة الزرقاء إذا استثنينا أندرزينهو الذي أنضم مؤخراً في التسجيلات التكميلية تسبقه سمعة جيدة وإمكانات فنية عالية جعلته من أقوى المرشحين لشغل وظيفة صانع الألعاب في الفرقة الهلالية بعد أن باتت تعاني كثيراً في هذه الخانة الحساسة منذ رحيل القائد هيثم مصطفى ففي الأخبار أن اللاعب البرازيلي قد شفى تماماً من الإصابة التي لحقت به إبان فترة معسكر سوسة وأصبح رهن إشارة الجهاز الفني ولكن اللغز المحير لماذا لم يتم الدفع حتى الآن؟ . والكل يعلم أنه قد تألق في التدريبات الأخيرة وكان من أبرز اللاعبين فيها كذلك ما ينطبق على اندرزينهو ينطبق على الجوهرة فيصل موسى الذي بات بعيداً عن المشاركة سوى فترات متقطعة من حين لآخر والمؤلم جداً أنه كل ما تم الدفع به يثبت أنه لا يستحق البقاء على كنبة الاحتياط التي سرعان ما يعود للجلوس بها دون أن نعلم ما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك؟ وموهبة فيصل موسى لا اختلاف عليها فالجميع شاهده ووقف على مهاراته العالية التي يمكن أن تكون أكبر داعم للخط الأمامي الذي ظل يفتقر لمن يهيئ له الكرات من أجل التسجيل لذلك ستظل المشكلة قائمة ما لم يتم الاعتماد على أحد هؤلاء في صناعة اللعب وقد يقول قائل: إن الكرة الحديثة أصبحت لا تعتمد على صانع اللعب كوظيفة داخل الملعب فجميع اللاعبين يمكنهم الصناعة والتسجيل ورغم ذلك تجد أن هناك فرقاً عالمية يوجد في تشكيلتها أكثر من اثنان لصناعة الألعاب فبرشلونة يمكن أن نأخذه مثالاً فمن غير المنطقي أن تعتمد على تشكيل قوامه من اللاعبين أصحاب النزعة الدفاعية أكثر من الهجومية وتنتظر منه إحراز الأهداف والتفوق في المباريات . أما الغاني نيلسون لازغيلا أفضل لاعب وسط في الممتاز للعام 2014 فهذا لغز جديد لا نفهم كنهه حتى هذه اللحظة وما هو السبب الحقيقي الذي جعله خارج التشكيل في الوقت الذي يحتاجه الفريق بشدة خاصة وأن الهلال مقبل على مرحلة صعبة في بطولة أبطال أفريقيا وتنتظره معركة شرسة بمعقل الغربان بمدينة لوممباشي الكنغولية مع مازيمبي العنيد الذي أعد عدته لمنازلة الأزرق وعينه على الثلاث نقاط الأولى ففريق مازيمبي أختلف تماماً ودعم صفوفه بعدد من العناصر الجديدة التي يصعب مجاراتها سواءً من الناحية الفنية أو البدنية فمع ذلك نجد أن الهلال ينوم في العسل ويستسهل هذه المواجهة التي حتى هذه اللحظة يمكننا أن نجزم بعدم جاهزية الهلال لها وقد وضح تماماً فشل المعسكر التحضيري الذي أقيم بمدينة سوسة التونسية من أولى المباريات التنافسية وفقدان أول نقطتين ببطولة الممتاز لحساب الجولة الأولى من دورته الثانية فشكل الفريق بصورة عامة غير مطمئن رغم التفاؤل السائد، فعجز الهلال عن حسم مواجهة الأهلي بعيداً عن ركلة الجزاء التي أهدرها البرازيلي ولا يمكن أن نرمي باللوم عليه وقد كان من أفضل العناصر في مواجهة الشنداوية ولولا سوء الطالع لسجل أكثر من هدف، وقد خرجت الجماهير وهي راضية عنه تماماً وتأمل فيه أن يقدم الكثير في مقبل المواجهات واللاعب يملك من الامكانات الفنية ما يجعله أفضل نجوم الفرقة الزرقاء إذا وجد المساندة والدعم الحقيقي من زملائه اللاعبين .
كانت ومازالت وستظل كلمة سر الهلال في السنوات الأخيرة وقوته نابعة من امتلاكه لأفضل لاعبي الوسط في الساحة وحتى الآن يملك من الخيارات الكثيرة لتدعيم هذا الخط الذي بلا شك سيجعل التفوق من نصيب الأزرق في كل المواجهات المحلية والأفريقية وأخيراً لابد لنا أن نسأل عن مصير المحترف المالي عمر سيدي بيه والذي تمسك به النادي في الفترة السابقة وأبقى عليه حتى نهاية الموسم لاسيما وأن اللاعب قد طفح به الكيل وأصبح يفكر جاداً في الرحيل حينما وجد نفسه صديقاً دائماً لدكة البدلاء لا يفارقها أبداً فهو واحد من العناصر التي تعول عليها الجماهير في تقديم الإضافة المرجوة فهو قادر على ذلك ولكن لا نعلم ما هي الأسباب التي جعلت أفضل اللاعبين سجناء دكة الاحتياط في اللحظة التي يواصلون فيها تدريباتهم بنفس الروح، بل وأعلى من الكل في انتظار لحظة الإفراج عنهم والدفع بهم إلى التشكيل الذي أحوج ما يكون على الأقل لواحد منهم .