بحمد الله تأهل المنتخب الوطنى لنهائيات الامم بغينيا و الجابون ورغم ان تأهله جاء عبر بوابة افضل الثوانى الا انه يعتبر انجازاً يحسب للاعبين الذين بذلوا كل ما فى وسعهم و فى حدود ما توفر لهم من اعداد ومعسكرات ويحسب لجهازه الفنى بقيادة مازدا و طاقمه المعاون المدرب اسماعيل عطا المنان و الكابتن مبارك سلمان و الادارى البارز اسامة عطا المنان و هؤلاء كذلك لم يقصروا و لم يبخلوا للمنتخب بجهودهم التى فاقت حقوقهم . ذلك الانجاز لم يقابل بالجزاء بل فجر براكين الغضب و عبوات الخلافات الناسفة حينما تحدث مازدا عن ضعف دعم الدولة و انعدام المعسكرات و المباريات الاعدادية اللهم الا مع ابناء الجيران اريتريا و اثيوبيا و تلك المبارات لا تسمن و لا تغنى . حديث مازدا اغضب القائمين على امر وزارة الرياضة والشباب والرياضة وعلى راسهم الوزير الاتحادى (حاج ماجد سوار) فقام بجمع اركان حربه و لملم اوراقه و توجه صوب مقر الاتحاد العام للكرة بالخرطوم 2 و عقد مؤتمره الصحفى الشهير لتوضيح دعم الدولة للرياضة ولكرة القدم على وجه الخصوص والمنتخب الوطنى على الوجه الاخص و تفنن الوزير و معاونوه بالمن بصرف وزارتهم على المنتخب الوطنى وطاقمه الفنى حيث قال الوزير قولته المشهورة (مازدا لا يعمل بالمجان) و نسوا ان المنتخب الوطنى هو ابن شرعى للوزارة و علاقته بها علاقة الابن بالاب الذى يستوجب عليه الصرف على ابنه فى العيش والتعليم والصحة والمأكل والمشرب . وعليه يجب على الوزارة الصرف والانفاق على المنتخب ليضاهى اقرانه من المنتخبات الاخرى والا من اين كان سيأتى بالدعم ؟؟ و نحن نعلم تمام العلم ان بميزانية وزارة الشباب و الرياضة بندا للصرف على المنتخبات الوطنية و هذا يخول للقائمين على المنتخب الوطنى ان يطالبوا الوزارة بالمال لاعداد المنتخب و بكل السبل المشروعة حتى لو ادى ذلك برفع الامر لمجلس الوزراء . .المنتخبات المتأهلة و منذ تأهلها فى حالة اعداد متواصل و دائم وفق خطط ومراحل مدروسة ودونكم غانا على سبيل المثال بالرغم من ان جل لاعبيها يلعبون بالدوريات الاوربية الا انها اتت لملاقاة منتخبنا بعد مباراة اعدادية ضد البرازيل كانت ببريطانيا و تخطط الان لاقامة معسكر اعدادى بالمكسيك و اقامة مباراة ضد منتخبها الاول .ترى ماذا فعلنا نحن ووزارة الشباب و الرياضة كل شغلها الشاغل اقناع الراى العام بصرفها على المنتخب و ملأت الدنيا ضجيجاً بذلك الصرف الذى هو فى الاصل واجب اساسى تجاه المنتخبات . تبقت شهران فقط و ليست هناك رؤية واضحة لاعداد المنتخب و كل المنتخبات المتأهلة و ضعت برامجها وخططها للظهور فى هذا المحفل الكروى الكبير بصورة تؤكد احقيتها بذلك الشرف .و راينا المنتخب الليبى الذى يعانى ويلات الحرب و الدمار للتخلص من حكم الفرد و استبداده ودكتاتوريته الذى جثم على صدره لاربعة عقود من الزمان كيف تأهل والان الحكومة المؤقته بليبيا تولى المنتخب اهتماما لا يقل عن اهتماها فى استقرار البلاد و صياغة دستور يحفظ كرامة وسيادة المواطن الليبى .تبقت شهران والاتحاد العام يسعى لاثبات عدم دعم الدولة له و المنتخب الذي يشرف عليه والدولة ممثلة فى الوزارة تسعى لاثبات ذلك الدعم وفات عليهم ان عامل الزمن اهم عوامل الاعداد و فيه يتم الاعداد البدنى و يتم تأهيل اللاعب بدنياً وفنياً ونفسياً وتهيئته للحدث و فيه يتم الخوض فى المباريات لاكساب اللاعبين روح الجماعية و تنفيذ الخطط الفنية . تبقت شهران و اعلامنا يتحدث عن الاعارات الداخلية و التسجيلات السنوية . تبقت شهران و لا زلنا نهاتر بخروج الهلال . تبقت شهران وصحافتنا الرياضية تتحدث عن ( قسم ) نزار حامد و صالح الامين باللعب للهلال , تبقت شهران واتحادنا العام مشغول بخلافات الحضرى مع المريخ . تبقت شهران و اخبار وتطورات خلافات البرير تملأ الصحف و الاثير . تبقت شهران ماذا ننتظر ؟ يا وزارة الشباب والرياضة ويا اتحاد الكرة السودانى ويا اعلامنا الرياضى اتركوا سفاسف الامور و (اعدوا) منتخبنا الوطنى للظهور بالصورة التى تليق باسم و سمعة السودان .