الجزائر تسير بخطىً واثقة نحو التطور والنماء والبنية التحتية مكتملة تماماً والنظافة تميزها جمهور السوسطارة رائع ومنظم وإتحاد العاصمة يشيد بإحترافية شاكر علي الطاهر مشاهدات من الجزائر ..بقلم : عاصم وراق - عدسة أبوبكر شرش غادر الهلال ولم يتمكن تجاوز عقدة الدور نصف النهائي لبطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري والتي صارت ملازمة للفريق مؤخراً ,غادر الهلال المنافسة بعد أن خسر على أرضه ووسط جمهوره بهدف مقابل هدفين أمام إتحاد العاصمة الجزائري في تلك المباراة التي تسيدها الهلال طوال شوطيها فاعلاً كل شيء إلا إحراز الأهداف بعد هدف كاريكا الذي جاء في أول دقيقتين لإنطلاقة المباراة ,ذلك بالطبع إضافةً للظلم الكبير الذي حاق بالهلال من الحكم الزامبي الذي أدار اللقاء.. غادر فريق إتحاد العاصمة الجزائري إلى بلاده عقب إنتهاء الجولة الأولى مباشرةً وهو يدرك صعوبة مهمته أمام الهلال في الجولة الثانية من واقع ما شاهده وعايشه من صعوبات داخل الملعب والهلال يضغط عليهم من كل الجبهات لذلك كان واجباً عليهم إحترام الهلال . ومنذ وصول السوسطارة إلى مقرهم ظلوا يواصلون تدريباتهم صباح مساء إستعداداً للقاء الحسم أمام الهلال . إنضباط بعثة الهلال ينال إعجاب العاملين بالفندق وأعضاء السفارة السودانية بالجزائر إستقبال رائع لبعثة الهلال بملعب بلوغين ولما حانت ساعة اللقاء إمتلأ ملعب عمر حمادي بضاحية بلوغين المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط حتى لم يترك فيه مشجعو إتحاد العاصمة موطيء قدم أما التشجيع الحماسي طوال زمن المباراة فتلك قصة أخرى..عموماً وعندما دخل لاعبو الهلال إلى الإستاد ومن ثم إلى أرض الملعب أنفجر الإستاد بالهتافات الداوية : سودان ..سودان ..هلال ..هلال ذلك مع التصفيق المتواصل . دعونا ننظر إلى الجزء الممتليء من الكوب وعلى الرغم من الحسرة التي سكنت القلوب بسبب مغادرة الهلال وتوقفه في محطة الدور نصف النهائي لدوري الأبطال وتبخر حلم التوشح باللقب في هذا العام ,إلا أننا نقول قدر الله وما شاء فعل فالخسارة التي تعرض لها الفريق على ملعبه ووسط جمهوره كانت هي التي أخرجته لأنه أدى مباراة الجولة الثانية بكل قوة فارضاً التعادل السلبي على أصحاب الأرض على الرغم من الدعم الجماهيري الكبير ليخرج مرفوع الرأس ويحظى بالتقدير والإحترام.دعونا ننظر إلى الجزء الممتليء من الكوب فالهلال وعلى الرغم من المشاكل الكثيرة التي مر عليها في الموسم الحالي من إصابات وفشل للمعسكر الإعدادي الذي سبق إنطلاقة الموسم إلا أنه وصل إلى الدور نصف النهائي وكان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور النهائي, ويمكن للهلال أن يسد الثغرات التي ظهرت في الفريق من خلال الموسم التنافسي الحالي ويعود أكثر قوة في الموسم المقبل ..فلا لليأس ..نعم للتفاؤل. العلاقات السودانية الجزائرية مثال يحتذى ومن خلال مشاهداتنا نستطيع القول وبكل ثقة بأن العلاقات السودانية الجزائرية مثال يحتذى فالشعب الجزائري يحب السودانيين حباً كبيراً ويحترمهم ويقدرهم فمنذ أن وطأت أقدامنا أرض مطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية لا حديث للمواطن الجزائري ورجال الشرطة وسائقي التاكسي غير المباراة الفاصلة التي إستضافها ملعب إستاد المريخ بأم درمان في أكتوبر من العام 2009م والتي جمعت المنتخب الجزائري بالمنتخب المصري ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي إستضافتها جنوب أفريقيا كأول مرة تستضيف فيها القارة الأفريقية هذا العرس الكروي الأكبر والأشهر وهي المباراة التي تأهل بنتيجتها المنتخب الجزائري لنهائيات كأس العالم بفضل هدف عنتر بن يحيى.. في تلك المباراة أمر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الطائرات العسكرية بنقل المشجعين من الجزائر إلى أم درمان للوقوف مع منتخب بلادهم فتحرك بالفعل سرب من الطائرات العسكرية الجزائرية قوامه خمسة وأربعون طائرة تقل على متنها أكثر من عشرة الاف مشجع وسمحت لهم السلطات السودانية بالدخول إلى البلاد دون الحصول على تأشيرة دخول على حسب توجيهات فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير الأمر الذي ترك أثراً عظيماً في نفوس الشعب الجزائري. الفاصلة كانت نقطة التحول وبكل أمانة فقد حدثنا الكثيرون من أولئك الذين حضروا لأم درمان وتابعوا المباراة بأنهم كانوا يسممعون عن طيبة أصل وكرم الشعب السوداني ولكنهم لم يتأكدوا من ذلك إلا بعد أن وقفوا بأنفسهم على تلك الصفات وليس من رأي كمن سمع ..لقد صار هؤلاء العشرة آالاف بمثابة السفراء للشعب السوداني في الجزائر وهو ما يجعلنا نقول أن فاصلة أم درمان تعتبر نقطة تحول كبرى في العلاقات بين الشعبين الشقيقين والتي سوف تشهد تطوراً أكبر وفي جميع المجالات. سفارتنا بالجزائر مفخرة والسفير متولي نسيج وحده الحديث عن العلاقات الثنائية بين الشعبين السوداني والجزائري يقودنا للعلاقات الرسمية بين البلدين فحكومتنا قد وفقت وهي تختار الخبير الدبلوماسي الأستاذ عصام الدين عوض متولي سفيراً للسودان بالجزائر فقد أتيحت لنا فرصة لقائه وإدارة حوار مع سعادته نشر على صفحات هذه الصحيفة إبان تواجدنا بالجزائر ,فالرجل موسوعي المعرفة يتحدث فتتمنى ألا يتوقف عن الحديث ,يطوف بك في مختلف جوانب المعرفة وهو يلم إلماماً تاماً بثقافات الشعوب ويمتلك خبرات تراكمية ثرة في مجال العمل الدبلوماسي فلذلك لا غرو أن يجد التقدير والإحترام من جميع أعضاء السلك الدبلوماسي المتواجدين في الجزائر من مختلف دول العالم ,ولا غرو أن تتحرك كل الإتفاقات الثنائية بين البلدين في إتجاه التفعيل الذي سيعود بالخير على الشعبين الشقيقين مثل الإتفاقيات المشتركة في مجال التدريب وصناعة السكر والمعدات الإلكترونية والتعليم وغيرها من المجالات , فهو على الرغم من مشغولياته الكثيرة إلا أنه وإهتماماً منه بالرياضة والإعلام وإيماناً منه بالدور العميق والكبير الذي يمكن أن تلعبه الرياضة في خدمة المجتمع فقد أفرد لنا مساحةً مقدرة من وقته الثمين ,موجهاً مدير العلاقات العامة بالسفارة الأستاذ جمال الدين الطاهر عثمان بالإهتمام بثلاثتنا ,شخصي والزميلان ناجي الطيب وأبوبكر العبد عبدالله والأستاذ جمال لم يقصر فإستقبلنا منذ وصولنا مطار هواري بومدين وظل مرافقاً لنا حتى لحظة مغادرتنا أرض الجزائر الطيبة قائماً بكل الإجراءات من دخول وخروج ..أما بقية العاملين بالسفارة مثل الوزير المفوض عمار الطيب والأستاذ كمال والمستشار أحمد عبد القادر وحتى السائق الجزائري فؤاد فلم يقصروا مع البعثة وكانوا حضوراً دائماً بالفندق والتدريبات ,ومن باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله نتقدم بالشكر أجزله لأسرة سفارتنا بالجزائر من لدن ربانها الماهر وقائد ركبها سعادة السفير عصام الدين عوض متولي وحتى الأستاذ الشاب صلاح أصغر العاملين بها سناً ونقول أن الشيء من معدنه لا يستغرب فسعادة السفير عصام متولي إبن بلد أصيل ومتشرب بقيم وأخلاقيات هذه البلاد من أعلى قمة في شعر رأسه وحتى أخمص قدميه فهو نسيج وحده نسأل الله له الصحة والعافية والنجاحات المتواصلة. الأخضر بلومي يشيد بلاعبي الهلال جمعتنا جلسة طيبة بإسطورة الكرة الجزائرية الحية الأخضر بلومي والذي تحدث عن ذكرياته مع الكرة السودانية وقال أنها تضم مواهب كبيرة مشيداً بالموهبة الكبيرة التي كان يتمتع بها مهاجم الهلال وقائده وقائد المنتخب الوطني مصطفى النقر وقال أن الظروف جمعته بالقائد مصطفى النقر عند إختيارهما لمنتخب العرب في العام 1983م فوجده لاعباً فذاً وذو أخلاق عالية ومن الجيل الحالي أشاد بالمهاجم مدثر كاريكا واصفاً إياه بالمهاجم المرعب وصاحب الإمكانات الفنية المهولة. الجزائر تسير بخطى واثقة نحو التطور لاحظنا إبان تواجدنا بالجزائر أن البلاد تنعم بالأمن والإستقرار وتسير بخطىً واثقة نحو التطور فالبنية التحتية مكتملة تماماً والإمداد الكهربائي ومياه الشرب إضافة للغاز الطبيعي مستقر وتوجد توصيلات لها جميعاً بالمنازل وطابع الحياة في الجزائر أوربي على الرغم من التدين والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ,فالمساجد تمتليء تماماً بالمصلين في أوقات الصلوات المكتوبة .. النظافة تميز العاصمة الجزائرية أكثر ما يميز العاصمة الجزائرية هي نظافة شوارعها وتكاد تنعدم القمامة تماماً في شوارعها حيث يتم جمعها بنظام دقيق وهي تشابه المدن الأوربية من حيث النظافة وهي ثقافة للمواطنين كما أن البلدية لا تتسامح في هذا الشأن مطلقاً مما منح العاصمة وجهاً حضارياً رائعاً. الشرطة زيها موحد وتتواجد في الشوارع على مدار الساعة يرتدي كل أفراد الشرطة بالجزائر زياً موحداً على إختلاف تخصصاتهم من مرور وغيره ويتواجدون بالشوارع على مدار الساعة فيما يعرف ب(براج الشرطة) ويقدمون خدماتهم للمواطنين والزوار بكل أريحية ويطبقون شعار الشرطة في خدمة الشعب. يا سلام على جمهور السوسطارة ظهر جمهور إتحاد العاصمة الجزائري بشكل رائع أثناء لقاء الهلال الذي إحتضنه ملعب إستاد عمر حمادي ببلوغين فقد كان كل من بالإستاذ يرتدي شعار الفريق ذو اللونين الأحمر والأسود ويحملون في أيديهم أعلام النادي وأعلام الجزائر والكل يتحرك وفق توجيهات متفق عليها مسبقاً ويتم توجيه الجمهور بواسطة شاشة عملاقة بالإستاد مما يظهرهم بشكل منظم ورائع.ونتمنى أن يحذو جمهورنا حذو السوسطارة من حيث التنظيم وتوحيد التشجيع طوال زمن المباراة. إدارة إتحاد العاصمة تشيد بإحترافية الباشمهندس شاكر علي الطاهر أشاد مجلس إدارة نادي إتحاد العاصمة الجزائري بإحترافية الباشمهندس شاكر علي الطاهر المدير التنفيذي لنادي الهلال وظلوا يسألون عنه ,حيث سألني مدير عام النادي عن الباشمهندس شاكر علي الطاهر وقال لي أنه كان يرتدي الزي السوداني القومي (جلابية وعمة) خلال حفل العشاء الذي قدمه الدكتور أشرف سيد أحمد حسين الكاردينال بمنزله على شرف السيد ربوح حداد رئيس مجلس إدارة نادي إتحاد العاصمة الجزائري عندما ترأس بعثة فريقه التي حضرت للسودان لأداء الجولة الأولى برسم الدور نصف النهائي لبطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري وقال لي أن هذا الرجل إداري محترف ومن طراز فريد فقد تنقلنا في هذه البطولة للعديد من الدول وواجهنا العديد من الأندية الأمر الذي أتاح لنا فرصة الإلتقاء والتعامل مع العديد من الإداريين والمديرين التنفيذيين للأندية إلا أننا لم نجد مثل الباشمهندس شاكر علي الطاهر في إحترافيته وإجادته لعمله . إختيار ملعب عمر حمادي يؤكد خوف الإتحاد من الهلال كل من إلتقيناه بالجزائر من جمهور وقدامي لاعبين وزملاء بالصحافة الرياضية أكدوا بأن إختيار ملعب عمر حمادي ببلوغين لإستضافة لقاء نصف النهائي مع الهلال يعتبر خوفاً من إتحاد العاصمة لأنه كان من المفترض أن يستضيف ملعب خمسة جولية المباراة لأن سعته كبيرة وعشبه طبيعي ولكن إدارة إتحاد العاصمة ظلت تستدرج الأندية التي تخشى سطوتها إلى ملعب عمر حمادي ببلوغين لأن مدرجاته قريبة من الملعب مما يدخل الرعب في نفوس المنافسين فتسهل هزيمتهم كما أن صغر الملعب لا يسمح لمهاجمي الفريق المنافس من الذين يمتازون بالسرعة ليجدوا المساحة الكافية للركض ويسهل إيقاعهم في مصيدة التسلل. الزملاء بمؤسسة الهداف الإعلامية يتسابقون في الإحتفاء ب(قوون) غمرنا الزملاء بمؤسسة الهداف الإعلامية الجزائرية والتي تشتمل على صحيفة وقناة فضائية بكرمهم الفياض وظلوا يتسابقون في الإحتفاء بنا وذلك نظراً للتعاون والعلاقات المتميزة التي تجمع المؤسستين الإعلاميتين. حمدي يذاكر الهلال جيداً أدهشنا المدير الفني لفريق إتحاد العاصمة الجزائري ميلود حمدي بمعرفته الكبيرة بلاعبي الهلال وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب لقاء الجولة الثانية للدور نصف النهائي لبطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري عندما سألناه عن أميز اللاعبين في فرقة الهلال فقال لنا أنهم اللاعبون أصحاب الأرقام 17,23,4,13و2 ولم يقف عند هذا الحد بل ذكرهم بالإسم نزار حامد ,كاريكا ,نصرالدين الشغيل ,مساوي وقال أنه ذاكر الهلال جيداً ولم يحظ بالنوم خلال الأيام التي سبقت المباراة مشيداً بالهلال واصفاً اللقاء بالنهائي المبكر. مدرسة نصر حسين داي لكرة القدم تعتبر مدرسة نصر حسين داي للمراحل السنية مثالاً يحتذي في تفريخ المواهب لترفد الكرة الجزائرية فالمدرسة تضم حالياً أكثر من مائتي طفل يتم إخضاعهم للتدريب المتواصل بواسطة مدربين أكفاء. وبمجرد أن تذكر المرحوم خديس والمدرب فرڤاني، ماجر، ڤندوز ومرزقان، فإن فكرك سيذهب مباشرة إلى مدرسة فريق نصر حسين داي، التي طالما أنجبت لاعبين كبارا صنعوا مجد الجزائر ورفعوا رايتها في المحافل الدولية. فما قام به رفقاء بلومي وماجر يجب على من يقود الكرة في الجزائر تذكره دائما، لأن العودة إلى الأصل فضيلة، كما يقول المثل. ومجلس إدارة نادي نصر حسين داي حاليا بقيادة الرئيس بشير أفتيس عاد للتركيز على المراحل السنية وأوقف التعاقدات مع لاعبين من خارج المدرسة. ظهر لاعبو الهلال خلال تواجدهم بالعاصمة الجزائرية في إنضباط كبير ولا يخرجون من غرفهم إلا لتناول الطعام أو في طريقهم للتدريبات الأمر الذي وجد الإشادة من العاملين بفندق (أوزيز) مقر إقامتهم ومن أعضاء السفارة السودانية بالجزائر.وبالطبع فإن إنضباط البعثة يجير للباشمهندس عاطف النور مدير الكرة الذي يدير عمله بإحترافية تامة .
