* منذ الثامن عشر من اكتوبر وهو الوقت الذي افتعلت فيه ازمة الموسم الكروي باصدار لجنة الاستئنافات لقرارها.. بمنح فريق كرة القدم بنادي المريخ ثلاث نقاط اداريا بعد ان حصل على نقطة وحيدة بملعب استاد كادقلي امام اسود الجبال بمسابقة الدوري الممتاز واعادة مبارتي الاحمر امام الامل عطبرة بالجولتين الاولى والثانية بالمسابقة بحجة عدم قانونية مشاركة لاعبي فريقي فهود الشمال واسود الجبال .. ظلت قاعة محمد الشيخ مدني تكتظ بمسؤولي وموظفي اتحاد الكرة كل يوم ولساعات طوال القاعة جمعت قادة الاتحاد بعد ان طال غيابهم عن مبنى الاتحاد لانشغالهم باعمالهم الخاصة الا نفر قليل ... ازمة الموسم الرياضي التي افتعلتها لجنة الاستئنافات وأيدها اتحاد الكرة ببرمجة المباريات المعادة بين فريقي الامل عطبرة والمريخ بالجولتين الاولى والثانية من المنافسة دخلت في مطبات خطيرة ووصلت لمرحلة اخطر تؤرق القاعدة الرياضية .. بسبب تخبط الاتحاد في ادارته للمنافسة وعشوائيته في التعامل مع الازمة بالاضافة لتمسك اندية الهلال والامل عطبرة والميرغني كسلا بموقف الانسحاب من المسابقات التي ينظمها اتحاد الكرة .. وزير الشباب والرياضة الاتحادي جالوكما كون لجنة جودية لحل الازمة وإخماد نارها بقيادة الفريق المدهش عبدالرحمن سر الختم والاستاذ محمد الشيخ مدني الا انها فشلت في الخروج بنتيجة ايجابية من كل الاطراف المتنازعة في القضية وتمسك كل طرف بموقفه دون أي تنازلات .. الوزير رفض تدخل وزارته المباشر في الأزمة حتى لا يضع الحكومة السودانية في مواجهة مع المنظومة الدولية لكرة القدم والممثلة بالإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا.. وتمسك الوزير بالتدخل لحل الأزمة في إطار ما يتيحه له القانون .. ليخرج ببيان يؤكد من خلاله حرص وزارته على حماية القوانين التي يدير بها اتحاد الكرة نشاطه .. ليجد بيان الوزير بعضاً من استياء ورفضا في الشارع الرياضي باعتبار انه لم يتطرق لحل الازمة من قبل الوزارة وانما حماية لما يخرج به من تخبط في القوانين اتجاه الاندية.. لتضع الازمة رسميا على طاولة البرلمان للحوار الرياضي بين كل الاطراف برئاسة البروفيسور ابراهيم احمد عمر الذي بدوره عقد عدة جلسات مع وزير الشباب والرياضة الاتحادية وعضو لجنة المساعي الحميدة محمد الشيخ مدني بالاضافة لقادة اتحاد الكرة والاندية المتصارعة في القضية .. كل الجلسات التي عقدت تحت قبة البرلمان لم تثمر بنتيجة ايجابية للخروج من نفاق الازمة التي ظلت تهدد استقرار نشاط الرياضة في السودان .. بعد وصولها للمرحلة الأخطر على الإطلاق بعد أن فشلت كل التحركات التي قامت بها لجنة الجودية ومن بعدها اللجنة البرلمانية التي تحركت على مستوى رئيس البرلمان البروفيسور ابراهيم أحمد عمر دون ان تصل لأي حل بسبب المواقف المتشددة من أطراف الأزمة خاصة الهلال والأمل الأمر الذي فرض على الدولة أن تتدخل على مستوى رئاسة الجمهورية التي قدمت عدة خيارات من أجل تجاوز الازمة وسط مخاوف الوسط الرياضي وتمثلت حلول رئاسة الجمهورية في إلغاء الموسم الكروي الحالي وهو الحل الذي تم طرحه أكثر من مرة منذ تكوين لجنة الجودية وظل اتحاد الكرة يرفضه بشدة لأنه يكافئ ناديين فقط على حساب بقية الأندية التي امتثلت للوائح والقوانين وواصلت نشاطها بصورة طبيعية فضلاً عن أن إلغاء الموسم وإيقاف النشاط يتناقض مع تكليف الجمعية العمومية لمجلس إدارة اتحاد الكرة بتسيير النشاط الرياضي وليس إلغائه ولذلك لم يجد هذا الحل أي قبول من الدولة في وقتٍ ذهبت فيه الخيارات بعد ذلك إلى خيارات أصعب بكثير مثل إقناع اتحاد الكرة بتقديم استقالة جماعية اوحل الاتحاد ليتم منح الاتحاد فرصة ليجتمع على مستوى مجلس الإدارة لاتخاذ قراره .. في الوقت الذي يترقب فيه الكثير من الرياضيين لقرار اتحاد الكرة باستجابته لاحدى الخيارات التي طرحتها رئاسة الجمهورية.. الا ان اتحاد الكرة نجح.. وبذكاء شديد، لتجنيب مجلس إدارته ولجانه المساعدة حالة الصدام المباشر والمساءلة من قبل مؤسسات الدولة وحمى نفسه برمي الكرة في ملعب الجمعية (برلمان كرة القدم) * وذلك فيما يتعلق بجزئية محدودة في أزمة الموسم الكروي..ولم يستغرق إجتماع مجلس إدارة إتحاد الكرة الذي إنعقد نهار الأربعاء بمقره سوي أقل من ساعة، خرج بقرارات يفهم منها ثقته بنفسه في مواجهة الأزمة، حيث قرر من خلاله قيام جمعية عمومية طارئة للنظر في بند واحد فقط هو “طلب المفوضية الرياضية للإتحاد بعقد جمعية عمومية طارئة للنظر في قانونية وصحة تكوين لجنة الإستئنافات..بالاضافة إستمرار النشاط الكروي بمعنى إكمال ما تبقى من مباريات الموسم والتي تتضمن مباراة الملحق بين الأمل عطبرة والنيل شندي، ومباراة ختام الممتاز بين المريخ والهلال.. قرار استمرارية المنافسة يؤكد مضي اتحاد الكرة في قراراته دون الالتماس للضغوط التي يتعرض اليها .. حتى ختام الموسم الكروي ومن ثم فتح ملف الانسحاب والعقوبات ، ذلك قبل أن يصدر أمس قرار حكيم من قبل لجنة أمن الولاية بالغاء مباراة ختام الموسم بين الهلال والمريخ وكذلك مباراة الملحق بين الأمل عطبرة والنيل شندي المقررة اليوم ، ليبقي الوضع كما هو دون فائز أومهزوم الي حين إنعقاد الجمعية العمومية للإتحاد العام السوداني لكرة القدم الاربعاء القادم ، وهو الموعد الذي ستتحدد فيه معالم ونهاية ازمة عصفت بالكرة السودانية لفترة طويلة .