اجتاز مدرب المريخ البلجيكي أول اختبار خارجي في البطولة الأفريقية، وعاد بنقاط المباراة التي وضعت له قدماً في دور ال16 ، فبعد أن تخوَّف الجميع من أول مباراة لإيمال خارج الديار من واقع آخر مستوى قدمه الفريق أمام النسور في الممتاز، لكنه نجح في فرض سيطرته على فريق واري وولفز النيجيري، ولعل إيمال قد درس الفريق جيداً وعرف مكامن ضعفه وقوته، حيث دفع بثلاثة مهاجمين دفعة واحدة وتعد هذه مخاطرة، ولكن إيمال كان واثقاً من فريقه. ثلاثة عناصر كانت في الموعد لعل النقص العددي في وظائف الملعب الذي جابهه المريخ في هذه المباراة جعل إيمال يشرك عناصر كانت بعيدة عن المشاركات المحلية، حيث شارك عبده جابر في مباريات قليلة وكذلك بخيت خميس ثم كريم الحسن، وكانت مشاركتهم في مباراة خارج الديار ومع أندية نيجيرية تعمل بكل السبل لكسب مبارياتها في أرضها تعد من الخطورة بمكان، وذلك بعامل عدم التجانس خاصة مشاركة بخيت خميس الذي فوجئ بعدم سفر مصعب عمر الذي ظل محتكراً لهذه الخانة طوال الموسم السابق وبداية هذا الموسم، ولكن خميس بإمكانياته ومهارته استطاع أن يملأ الخانة، بل يزود عن خانته بصنع فارق التقدم ومشاركة في الهجمات عن طريق طلعاته ما أكسبه ثباتاً داخل الملعب، كما أن كريم الحسن الذي لعب بجوار عمر بخيت في محور الارتكاز بسبب عدم الجاهزية الكاملة لعلاء الدين يوسف، كان الحسن عند الموعد ولم يخزل المدرب، أما صاحب الهدف الوحيد عبده جابر فكانت بصمته واضحة بهدفه الذي كفل للفريق الفوز أكدت المقدرة والموهبة التهديفية والمتابعة اللصيقة للاعب، كما نقض له الحكم الهدف الثاني ولم يمنحه ضربة جزاء.لذلك كان رهاننا دائماً أن عبده جابر لا يخرج من مباراة - في الغالب - إلا وأحرز هدفاً أو تسبب في ركلة جزاء. خبرة بكري صنعت الهدف من خلال المشاهدة للهدف الذي أحرزه عبده جابر وضح أن بكري المدينة وبخبرته الكبيرة عمل على اقتناص الفرصة بعد أن استلم الكرة من هجمة مرتدة وراوغ المدافع ولمح تحرك جابر في الجهة اليسرى من الملعب ومرر له الكرة على طبق من ذهب أمام المرمى ولم يتوان عبده في إسكانها الشباك. الدفع بثلاثة ثقة مدرب دائماً ما تكون هذه المباريات التي تلعب خارج الأرض ومع أندية لم يعرف عنها الكثير مخاطرة فيعمل معظم المدربين بالتحفظ في مثل هذه المباريات، أما باللعب بمهاجم واحد مع وجود ثلاثة محاور خوفاً من الأهداف الكثيرة التي تصعِّب مهمة الفريق في أرضه، ولكن إيمال دفع بثلاثة لاعبين دفعة واحدة، ما يدل على أن إيمال ذاكر الفريق جيداً واستفاد من مهارة الثلاثي الهجومي في التهديف وعمل على مباغتة مدرب فريق واري وولفز ونجح في ذلك، حيث أحرز هدف التقدم في الثلث الأول من المباراة ما كفل له اللعب بكل ثقة وثبات جعل الفريق يؤدي دون عجلة أو اضطراب. على جعفر نجم فوق العادة قلب المدافع علي جعفر كل التوقعات التي كانت تتخوف منه من واقع مباريات الممتاز، وكان الخوف من هذه المباراة بالذات لأن الأندية النيجيرية تلعب خارج الملعب وداخله بكل السبل، والكل يعرف التحكيم الأفريقي الذي أصبح لا ضمان له، ولكن على جعفر لعب بكل قوة وحماس وزاد عن مرماه وكان صخرة تكسرت أمامها كل محاولات فريق وولفز، ولعل علي استفاد من النقد الذي وجه له وتعامل معه بكل حكمة وأثبت أنه قادم بقوة ولو واصل بهذا النهج وهذا الأسلوب واليقظة والفدائية سيكون النجم القادم بقوة أفريقياً ويدحض كل التوقعات ليثبت عكس ذلك.