الوفاء عملة نادرة جداً خاصة في المجتمع الرياضي وتحديداً عند لاعبي كرة القدم ودائماً ما يتعامل مع اللاعب وهو داخل الميدان فقط, وأي تراجع في المستوى يجعل الكثيرين يشهرون سيوف الانتقاد ويسلطون السياط, وهذا ربما ما يحدث مع واحد من أكثر اللاعبين قتالية في الهلال ويلعب بغيرة كبيرة ويقوم بأدوار قيادية جداً واستطاع لاعب الهلال الشغيل أن يوجد لنفسه مكانة خاصة وسط الجمهور الهلالي خلال السنوات الثلاث الماضية التي قدم فيها مستوى مميز حصل به على احترام الجمهور الهلالي وكل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب خلال الفترة الأخيرة وظل الشغيل واحد من الركائز الأساسية في تشكيل الفريق بفضل قتاليته وأدائه القوي ونجد أن الشغيل واحد من اللاعبين الذين يقومون بأدوار قيادية داخل الملعب رغم أنه لاعب هادئ إلى درجة عالية عندما يخلع فانيلة الفريق. علاقته بلاعبي الفريق ساعدته على التأقلم لم يجد الشغيل صعوبة كبيرة على التأقلم على أجواء الهلال فمنذ قيده للفريق وجد مساندة كبيرة من صديقه بشه الذي تربطه به علاقة قديمة وظل يحفزه وبقية الزملاء على عدم الاهتمام بما يدور خارج الملعب وواصل الشغيل همته في التدريبات بعصامية وكأنه يدرك أنه حتماً سيأتي اليوم الذي يقنع به الجهاز الفني وكان له ما أراد. تأثر الفريق بغيابه خلال المواسم الثلاثة الماضية ظل الشغيل واحد من العناصر الأساسية في الفريق ربما يكون السبب الأساسي في ذلك هو أن خانة المحور ظل يقاتل فيها الشغيل لوحده في الفترة السابقة, وظل الشغيل واحد من اللاعبين الذين يتأثر الفريق بغيابهم لاعتبارات عدة أولها أنه لا يوجد لاعب ارتكاز منافس له في الخانة فضلاً عن الخبرات الكبيرة التي يتمتع بها وفي الموسم الحالي تعرض الشغيل لإصابة خلال مباراة الأهلي شندي في الأسبوع الخامس وتغيب لفترة طويلة وتأثر الفريق بتغيبه بشكل كبير قبل أن يعود للمشاركة في آخر الجولات في الدوري الممتاز أمام الأمير ليدفع به الجهاز الفني في المباراة الأفريقية قبل أن تكتمل جاهزيته بالشكل الكامل ووجد الجهاز الفني للمنتخب نفسه أمام وضع صعب أيضاً ودفع به في مباراة ساحل العاج. خروج صعب من المريخ وعصاميته أعادته لجادة الطريق خرج الشغيل من كشف المريخ ودمعته على رأس عينه لقلة الوفاء الذي وجده من نادي المريخ الذي قاتل لسنوات بشعاره لكنه في نهاية المطاف اتهمه بالإصابة المزمنة الأمر الذي ترك جرحاً غائراً في صدره, لكن كرم الله أرسل له رئيس الهلال الأسبق الأمين البرير الذي كانت عينه فاحصة وتوقع نجاح الشغيل مع الهلال وسارع بضمه في صفقة تنبأ لها الجميع بالفشل حتى مدرب الهلال وقتها الفرنسي ديغو غارزيتو وحتى جمهور الهلال الذي لم يكن استقباله جيدًا للاعب مقبل على فترة جديدة, لكنه بدأ مسيرته بعصامية وروح وثابة وكان يعلم أنه سيقاتل ولم يخف تهيبه من التجربة واستطاع أن يفرض وجوده من أول ظهور له في إحدى التجارب الودية أمام فريق المهدية بدار الرياضة بأمدرمان ليلفت أنظار المدير الفني الفرنسي غارزيتو الذي غير نظرته في لاعب حكم عليه حكماً مسبق لكنه تغيَّرت نظرته عن اللاعب الذي لم ييأس وواصل تدريباته مع الفريق حتى أصبح واحد من الركائز الأساسية للهلال خلال الثلاث أعوام الماضية. ثنائية متوقعة بينه وأبو عاقلة ربما تكون الفترة المقبلة فترة مهمة جداً ينتظر فيها أن تكون هناك ثنائية مرعبة بينه وبين زميله في الفريق أبوعاقلة عبد الله الذي أعيد للمشاركة في المحور بدلاً من الطرف الأيمن وسيشكل إضافة حقيقية للشغيل إذا ما منحا فرصة المشاركة مع بعض وسيمنحان وسط الهلال الحيوية المطلوبة باعتبار أن لكل لاعب فيهم ميزات خاصة، حيث يجيد الشغيل افتكاك الكرات الهوائية ويجيد المراقبة وإفساد الهجوم فضلاً عن مقدراته الكبيرة في توجيه اللاعبين داخل الملعب ويتمتع أبو عاقلة بقدرات عالية في الحركة وسرعة الإيقاع وافتكاك الكرات من الخصم حيث يتمتع أبو عاقلة بلياقة فطرية ومن المؤكد أن الثنائي سيكونان على مستوى عالٍ من الدقة ويمنحان الدفاع الاطمئنان اللازم كما يسهمان في بداية الهجمة الهلالية. أدوار خفية وغيرة خرافية هناك لاعبين كثر لا يحبون الظهور والحديث لوسائل الإعلام وربما يكون نصر الدين الشغيل واحد من تلك العناصر التي تتمتع بهدوء كبير جداً خارج الملعب لكنه من اللاعبين الذين يلعبون أدوراً كبيرة جداً داخل الملعب بتوجيهه المتواصل لزملائه فضلاً عن التحدث مع الحكم والكثير من الأدوار القيادية، ويعد الشغيل واحد من اللاعبين الذين يقدمون الكثير من النصائح للاعبين الشباب الذين يكنون الكثير من الاحترام للشغيل الذي استفاد كثيراً من دراسته الجامعية, وهناك أمر مهم جداً هو أن الشغيل واحد من اللاعبين الذين يلعبون بغيرة كبيرة جداً داخل الميدان. احترام كبير للجمهور يتمتع نصر الدين الشغيل بأخلاق عالية جداً جعلته واحد من اللاعبين المحبوبين جداً في كشف الهلال وربما يرجع ذلك لتعامله الجيد مع الجمهور الهلالي، حيث يحترم الشغيل رأي أي مشجع ويتعامل بتأدب كبير مع الأنصار الأمر الذي خلق له أرضية جيدة جداً مع جمهور الهلال الذي ظل يدعمه في كل الأوقات لمواصلة مشواره المميز مع الفريق. مبارك سليمان يعتبره من أميز اللاعبين قبل أن يأتي مبارك سليمان لتدريب الهلال كان يعتقد أن نصر الدين الشغيل واحد من اللاعبين المميزين جداً حتى وهو يلعب في كشف المريخ حيث كان يقول: إن المستوى الذي يلعب به الشغيل في المريخ ليس مستواه المعروف وبعد انتقاله للهلال وظهوره الجيد قال: إن الشغيل مازال لديه الكثير ليقدمه للهلال ويعتبر مبارك أن الشغيل واحد من لاعبي المهام وأصحاب العقليات النظيفة جداً فضلاً عن أدائه القوي, وفي ذات المنحى يذهب المدرب أبو شامة لاعب الهلال السابق ومدير الكرة ويعتبر أبو شامة أن الشغيل واحد من أميز لاعبي المحور في السودان بفضل أدائه القوي. إمكانيات جيدة وقتالية كبيرة تفاجأ كثير من المتابعين بالمستوى المغاير الذي ظهر به الشغيل مع الهلال والذي كان يميل للعنف إبان فترته بالمريخ وأصبح ضابط إيقاع الوسط الهلالي والذي يهدي الألعاب وتبدأ منه هجمات الهلال, وكان مبارك سليمان من المدربين الذين تحدثوا عنه بالخير، وقال: إن المستوى الذي كان يلعب به الشغيل في المريخ ليس مستواه الحقيقي لأنه دائماً ما يتعرض للضغط بسبب ضعف خط الوسط، وقال إنه صاحب إمكانيات كبيرة جداً وهو الأمر الذي تأكد بشكل قاطع، ونجد أن نصر الدين الشغيل من اللاعبين المقاتلين جداً في وسط الهلال ويبني عليه مدربو الهلال الاستراتيجية الدفاعية بفضل قراءته الجيدة للملعب، وكان من أهم اللاعبين حتى لنجم المحور السابق عمر بخيت الذي كان يفضل اللعب معه، لأنه لاعب مقاتل وقاري جيد للميدان ويتميز الشغيل بميزة خاصة بين لاعبي الهلال الحاليين بشخصيته القيادية داخل الملعب والتي يوجه بها زملائه بفضل قدراته العالية على قراءة الملعب وهو القائد الحقيقي لهلال داخل الميدان. أقنع كل المدربين لم يحتاج الشغيل لطويل وقت لإقناع مدربي الفريق، وكان أولهم الفرنسي غارزيتو الذي لم يستقبله الاستقبال اللائق بعد قيده للهلال لكن الشغيل لم يعر الأمر أي اهتمام وظل يتدرب وحيداً في فرع الرياضة العسكري ويواصل تدريباته مع الفريق وانتظر فرصة المشاركة الأولى له مع الفريق والتي جاءت في مباراة إعدادية ودية بدار الرياضة بأمدرمان ومن وقتها تغيَّرت نظرة المدرب فيه وظل يمنحه الفرصة من وقت لآخر حتى أصبح أساسياً من الموسم قبل السابق إبان عهد التونسي النابي ومن وقتها لم يخرج الشغيل من التشكيل رغم زحمة المحور التي كان يلعب فيها عدد من اللاعبين قائد الفريق عمر بخيت والغاني نيلسون وحالياً أبوعاقلة وتعاقب على تدريب الشغيل خلال الفترة الماضية البرازيلي كامبوس والتاج محجوب والنقر وباتريك والكوكي والفرنسي كافالي وحالياً المصري العشري.