* في الوقت الذي بدأ فيه الهلال يستقر تفاجأنا بهروب المصري طارق العشري المدير الفني للفريق إلى بلاده صباح أمس السبت تاركاً خلفه عدد من علامات الاستفهام بلا إجابة وبالرغم من رأينا الواضح في العشري الذي نرى إنه أقل قامة من الهلال، ولكن هروبه بهذه الطريقة يعني أن الأمور ليست على ما يرام في النادي، كما أن العشري ليس مرتاحاً لعمله في الهلال، وأكد للمقربين منه أكثر من مرة أنه لا يستمر مع الهلال طويلاً وقد كان. * وهروب العشري لا يختلف كثيراً عن هروب التونسي نبيل الكوكي الذي سافر بحجة مرض والدته، ولكنه في نفس اليوم تعاقد مع الأفريقي التونسي، والظروف الأسرية التي فرضت على العشري السفر والهلال أمامه مباراتين في عطبرة تؤكد أن الرجل قد قنع من خير الهلال وترك الجمل بما حمل للذين حولوا الهلال إلى مسخرة وألعوبة، وبسببهم تحولت المدرجات إلى ساحة قتال. * حذرنا من التواجد المستمر للسيد أشرف سيد أحمد الكاردينال خارج السودان ومن غياب مجلس الإدارة، عن دائرة الأحداث وها هو العشري يهرب بالرغم من تواضع قدراته، لأن الأجواء في الهلال أصحبت غير مشجعة على العمل، وأن حماية رئيس النادي ورعايته لرؤوس الفتنة هو من قاد النادي إلى هذا المرحلة، ومن العار أن ينهي الهلال عقد مدربين قبل نهاية النصف الأول من الموسم. * الطريقة التي هرب بها العشري من الهلال فيها إساءة للنادي الذي كان قبلة للمدربين الكبار، كيف لمدرب يهرب من المهمة وفريقه متصدر للدوري واستفاق من الصدمة، وأتمنى أن يخرج علينا واحد من أعضاء المجلس الغائبين قبل الحاضرين ويفسر لنا هذا الهروب الصريح بعد أن عز علينا التسفير واحترنا في أمر الهلال، وما ورد في البيان لن يشفي الغليل، لأن البيان جاء كالعادة مجهولاً ولا يحمل توقيع أي عضو من النادي. * هرب العشري وترك الفريق أمامه 4 مباريات مهمة في الدوري، يحتاج فيها أولاً الاستقرار الفني قبل الإداري، حتى يحافظ الفريق على صدارة الدوري واستقراره، ولكن الهلال الذي يعاني من عدم الفراغ الإداري عاد مرة أخرى إلى عدم الاستقرار الفني وهذا يتحمله السيد أشرف الكاردينال الذي أصبح يتفرج على ما يحدث حتى وصل إلى الأمر إلى هروب مدرب الفريق في وقت حرج وحساس. * وبعيداَ عن هروب العشري فإن الانتصار العريض والأداء الجميل للهلال في مباراته أمام مريخ الفاشر مطلوب بشدة أمام الأمل عطبرة اليوم في الأسبوع الخامس عشر لدوري سوداني الممتاز، وفي البال التجارب التي تعرض لها الفريق أمام فهود الشمال وانتصاراته بصعوبة كبيرة، وفي نفس الوقت إن مشروع فريق المستقبل يتطلب أن يضرب الهلال بيد من حديد اليم ويكون حذراً، لأن اللعب في عطبرة يختلف كثيراً عن أم درمان مع أن كل مدن السودان هي أرض للهلال. * نشعر بالأسف والأسى للحال الذي وصل له الهلال هذا الموسم لدرجة أن المدربين أصبحوا يهربون منه، حتى يرتاحوا من الضغوط التي تمارس عليهم من أجل إبعاد علان لأنه لاعب البرير والأرباب وإشراك فلان لأنه لاعب الكاردينال، عطفاً إلى الغياب الكامل لأعضاء المجلس الذين اختاروا فضيلة الصمت حفاظاً على سمعتهم وشرف أسرهم.. ومهما كان يبقى هروب العشري طعنة نجلاء في خصر الهلال الذي كان المدربون واللاعبون يذرفون الدموع عندما تنتهي عقودهم، ولكن الآن أصبحوا يفرون بجلودهم كما يفر السليم من الأجرب، مما يؤكد أن الهلال أصبح طارداً ولم يعد جاذباً كما كان.. وفي الختام لا نملك إلا إن نقول.. اللهم ألطف بالهلال.