* لم يكن مدهشاً أن يجبر الخرطوم الوطني فريق المريخ على اقتسام نقاط مباراته أمس الأول وإجباره على التعادل في المباراة، فالخرطوم الوطني وكما كتبنا في أكثر من مناسبة فريق متطور ومحترم ويبني قوامه في هدوء وصمت، مستفيداً من الاستقرار الفني والإداري الكبيرين إلى جانب دقته في اختيار عناصره في فترات التسجيلات لذلك ظل يفرخ الكثير من اللاعبين المميزين على مدى تأريخه، ولعل الخرطوم الوطني استفاد كثيراً من تجربة رعاية جهاز الأمن الوطني له، وعمل بهدوء ليقدم أنموذجاً يحتذى للأندية الأخرى التي تعاني الأمرين على مدار الموسم..!! * وبالمقابل فإن المريخ ليس بخير، لذلك "مافي داعي للزعل" على التعادل الثمين الذي خرج به الأحمر من هذه المباراة، بل ونمضي لأبعد من ذلك لنقول إن المريخ نجا من هزيمة ثقيلة كانت في متناول يد الخرطوم الوطني ولكن المجنونة حرمته من الاحتفال بالانتصار على الأحمر، المريخ الذي يعاني الأمرين على كافة الأصعدة سواءً المادية أو الفنية أو عدم الاستقرار الذي يعيشه الفريق ينبغي له أن "يحمد الله" على النقطة غير المستحقة التي خرج بها أمام الأولاد..!! * نعود لنقول إن تجربتا الأهلي شندي والخرطوم الوطني من التجارب التي يجب أن يقف عندها الناس إذا كانوا يرغبون في مشاهدة دوري قوي وأندية قوية، ونستثنى من هذه التجارب تجربتي المريخ الفاشر والهلال الأبيض لأنها تجارب مرتبطة بحكومة الولايات، فحين كان الوالي كبر يدعم المريخ الفاشر صعد الفريق بالزانة إلى خارطة الأحداث وأصبح رقماً يصعب تجاوزه، وحين انحسر الدعم والوقفة تراجع الفريق ليصبح عادياً جداً وسهل المنال، وكذلك الهلال الأبيض الذي يحظى برعاية طيبة من الوالي أحمد هارون، الذي اهتم بالفريق وتفاصيله وتسجيلاته وأصبح بعبعاً مخيفاً وبإمكانيات كبيرة، وسيظل الحال كذلك إلى أن يرفع الوالي يده عن الفريق ليترك الفريق يقاتل من أجل البقاء...!! * نستبعد تجربتي المريخ الفاشر والهلال الأبيض لأن دعم حكومات الولايات مرتبط بإيمان الوالي نفسه بالرياضة ومعرفته بتفاصيلها وخباياها وفوائدها على الولاية، ولأن منصب الوالي من المناصب القابلة للتغييرات باستمرار، وأمزجة الولاة واهتماماتهم تختلف ستبقى مثل هذه التجارب مجرد سحب عابرة تمطر قليلاً ثم تغادر لذلك فمن باب أولى الالتفات إلى الرعاية الدائمة في ظل وجود شركات كبيرة وثرية وما "عارفة تودي قروشها وين" لتستثمر في الرياضة وتنهض بها من جديد وهو ما سيصب في مصلحة المنتخب الوطني في المستقبل..!! * بالتأكيد لن نقول إن الخرطوم الوطني حقق المستحيل بالتعادل مع المريخ، ولكننا نقول إن الأولاد في الطريق الصحيح، وأن عليهم استثمار الثقة هذه، ومواصلة عملية البناء القوي في ظل وجود مدرب مثل المونديالي، لأننا لا نطمح فقط في رؤية الخرطوم الوطني يستأسد في الدوري المحلي، بل نرغب في رؤيته صاحب وجود ومكانة في البطولات الأفريقية، وهو لعمري عمل شاق ويحتاج إلى مجهود وتخطيط، ويبقى عشمنا كبيراً في أن يستضيف الخرطوم تجارب ودية أفريقية لممارسة الاحتكاك الأفريقي والعمل على بناء فريق للموسم المقبل يصل أدواراً بعيدة في بطولات الكاف..!! * التعادل جاء في مصلحة الهلال الذي يرغب بدوره في صدارة الدورة الأولى للممتاز، والتفرغ للدورة الثانية بعد عمليتي الإحلال والإبدال في تسجيلات نصف الموسم، ولا نظن أن الهلال يرغب في التفريط في صدارته في مقبل المباريات..!! * نحتاج أندية مثل الأهلي شندي والخرطوم الوطني والهلال الأبيض في المنافسة حتى نشعر بمذاق مختلف للدوري بدلاً من هذا التسميع السقيم..!! * مبروك للخرطوم الوطني، وكان بالإمكان أفضل مما كان..!! اللون الأزرق * قلنا من قبل إن مجلس الهلال أخطأ وهو يحاول أن يقاطع أي صحيفة رياضية عن متابعة نشاطه والوقوف في وجه عمل الصحافيين..!! * والمهندس محمد عبد اللطيف هارون والذي دخل مدينة الهلال حين غفوة من أهلها يحاول أن يحارب صحافيي (قوون) ويهرب بفعلته إلى المدائن ويحتمي، وما درى أنه اتخذ طريقاً صعباً لأنه ببساطة ليس لديه ما يقدمه للهلال إلا الولاء والطاعة لمن يحركه وهو أكثر ما يخشاه في حياته..!! * المهندس هارون رجل متعلم وبشهاداته المحترمة، كان ينبغي أن يكون ذا رأي بخصوص تعامل المجلس مع الصحافة ومقاطعتها خصوصاً وأن للصحافة فضل في ظهوره في مجتمع الهلال من خلال زاويته "منازل القمر" ولكن تصرفه الحالي مع الصحافيين يؤكد أنه دخل الصحافة "غلط" كما دخل المجلس "غلط"..!! * سنعود لموضوع هارون لاحقاً فهناك الأهم..!! * قادتنا ظروف مرض الوالدة إلى تحويل إلى مستشفى الشعب التعليمي بالخرطوم، حيث الإهمال في أبهى صوره واللامبالاة من صغار الأطباء وانعدام حتى المحاليل الوريدية التي اضطررنا إلى شرائها من صيدليات شارع الحوادث بالخرطوم، ربما كانت موجودة ورفضوا منحنا إياها وتلك مصيبة ينبغي أن يحاسب المسؤولون "ناس الصيدلية" عليها كونهم عرضوا مريضاً للخطر، أو أنها غير موجودة أصلاً لنسأل ببراءة بعدها " مستشفى ما فيها "دربات" فاتحنها لشنو طيب؟..!! * دخلنا المستشفى بعد المغرب بقليل، ولم يتكرم أي دكتور باتخاذ أي قرار بمنحها أي علاج لاحتواء ارتفاع الضغط وانخفاض السكر حتى بلغت مرحلة حرجة جداً حوالي العاشرة مساء أجبرتنا على الاحتداد مع الأطباء في المستشفى ليتحرك بعدها "سيادتهم" لاحتواء الحالة وكأننا "شاحدنهم"..!! * لم أر في حياتي جهاز قياس الضغط مثبتاً في "التربيزة" إلا في مستشفى الشعب هذا، حيث أنك تضطر إلى تحريك مريضك لمكان الجهاز الذي يزن بالكاد نصف كيلو بدلاً من العكس، وتلك لعمري "تلتلة" يسأل عنها القائمون على أمر هذا المستشفى الذي من المفترض أن يكون كبيراً بخدماته وليس بمساحته..!! * شكراً للذين عاكسونا في المستشفى مستغلين وضعياتهم وظروف عملهم التي تضع مريضاً تحت رحمة نقصهم..!! * سموهو أي حاجة غير مستشفى الشعب..!! * وسنعود..!! * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صل قبل أن يصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!